وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل تريد ان تصبح حكما .... ارفع يديك الان ...

نشر بتاريخ: 19/07/2015 ( آخر تحديث: 19/07/2015 الساعة: 18:43 )
هل تريد ان تصبح حكما .... ارفع يديك الان ...
بقلم الحكم الدولي : مهيوب الصادق

إن مقولة من الصعب أن تصنع حكماً ... صحيحة جملة وتفصيلا، إذ أنه من الأهمية بمكان ايلاء تدريب الحكام والحكام المساعدين على فن إدارة المباريات هو نهج واسلوب علمي بحت من خلال استحداث مشروع مدرب / محاضر فني للحكام كرة القدم، إن التدريب في كرة القدم لا يقف عند تدريب اللاعبين والإداريين واعداد المدربين، من هنا جاءت دورات الفوتورو السنويه لمحاضري و مدربي الحكام التي اطلقها الإتحاد الدولي ( الفيفا) في العام 2000 و كذا دورات الفيفا المحليه للحكام النخبه لكل من الحكام و الحكمات، لتشمل الإداري واللاعب والمدرب والحكم ، إن الحكم الواعد و الموهوب وكذا حكم الخبرة بحاجة ماسة إلى من يوجهه، كاللاعب بالتمام و الكمال اذ ما بنطبق على اعداد اللاعب ينطبق بديهيا على الحكم في الاعداد و التهيئه ،،ولكن للأسف الشديد نلمس تلقي الحكم الواعد والحكام عامة في كثير من الأتحادات الوطنية الإهتمام القليل، إذ لا يتعدى هذا الإهتمام دوره صقل لبضعة أيام أو ما يسمى بالورشة التحكيمية لمدة يوم واحد او يومين لا من رحم ربي !!!! .

أي عملية سكب قانون الكرة في فكر الحكم خلال سويعات معدودة،يعني كأننا نقول ان فاقد الشيء لايعطيه، فيتلقى النذر اليسير من معرفة لقانون اللعبة و تفسيراته وتطبيقة بالشكل الصحيح، فتكون النتيجة أن هذا الحكم ،يعتمد على نفسه في اصدار قراراته في الميدان - اجتهادات شخصيه- ،و هذا بطبيعة الحال عكس ما تصبوا اليه الدورات التحكيميه من توحيد للقرار التحكيمي و التفسير الصحيح و المقنع.

إن عامة الحكام يحتاجوا دائماً إلى النصح والإرشاد التوجيه، وهنا يأتي الدور المحوري لدائرة الحكام ولجنة تقييم اداء الحكام، والتي تعج بالخبرات التحكيمية والخبراء في مجال تقييم الحكام ، أن الاسلوب الغير وقائي في معاقبة الحكم لاخطائة، أي ايقافه عن ادارة المباريات لفترة معينة ، والإكتفاء بالعقوبة وحسب،بدون التغذية ألراجعة feedback ، لهو اسلوب عقيم يأتي بالويلات على الجهاز التحكيمي برمته،من هنا يتوجب على اصحاب القرار انتهاج الاسلوب الاستراتيجي البحت الناجع في تقييم الحكام واعدادهم ، بدلا من اتخاذ قرارات ارتجالية ضد الحكام لا تسمن ولاتغني من جوع .

إن الاكتفاء بدورات الصقل الموسمية للحكام و اختبار اللياقة البدنية وحسب، يؤدي إلى نتيجة سلبية بكل ما في هذه الكلمات من معنى، إن تطوير الإداء التحكيمي يحتاج إلى دورات الدراسات التحكيمية العملية،و التي يوفرها اصحاب الاختصاص في الجانب التحكيمي الفني وليس سواهم، أي التركيز على الجانب العملي والمحاكاة التفاعلية،إن تطوير الاداء التحكيمي يحتاج إلى العمل الكثير، إذ أن امتحان واختبار الحكم لا يكون على طاولة الأمتحان دائما، بل الميدان هو كلمة الفصل،ًإن الطريقة التقليدية المشار اليها أنفاً تجعل التحكيم في تراجع مستمر ، السبب واضح وجلي، عدم مجاراة تطور الاسلوب الآدائي المهاري للعبة كرة القدم ،ناهيك عن أن الثقة الممنوحة للحكم تكون معدومه لعدم تلبيه ادنى احتياجات الحكم سواء المعنويه او الماديه.

من المهم أن تكون هناك دورات دراسات تحكيمية على الدوام و مجدوله زمنيا عبر الموسم الراضي حتى يعرف الحكم بمختلف الدراجات ما لهم و ما عليهم، ولكن الأهم نوعية وجودة هذه الدورات، من هنا ادركت معظم الإتحادات الأهلية اهمية هذا النهج وأخذت على عاتقها أهمية انشاء أكاديميات للدراسات التحكيمية للنشئ من جيل الشباب- مدارس للحكام -، وذلك لجسر الهوة بين حكام النخبة والحكام الواعدين، وهذا هو نهج الإتحاد الآسيوي لكرة القدم هذه الأيام لبناء حكام الأمل المستقبل " عطفا" على الجانب العملي في تدريب الحكام والمحاكاة التفاعلية في تحسين ردود فعل الحكام وقراراتهم ،ناهيك عن اعداد الحكام وتدريبهم و تأهيلهم على قدرة الإقناع في القرار التحكيمي .