|
تقارب حماس مع السعودية
نشر بتاريخ: 23/07/2015 ( آخر تحديث: 23/07/2015 الساعة: 13:40 )
الكاتب: نائل أبو مروان
لم تكن العلاقة بين حماس والسعودية في يومٍ من الأيام متينة، ودائماً ما كانت تأخذ طابع المصالح وحكم الواقع، السعودية تريد سحب البساط من إيران، التي تعتبر محركاً رئيساً في الصراع مع العدو الصهيوني من خلال دعمها للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس،وكذلك تريد السعوديه أن يكون موقفها داعم للحركات السنيه المقاومه وبذلك تخرج من الحرج أمام شعبها وأمام اهل السنه في العالم وتسحب البساط من تحت ارجل القاعده وداعش .
لهذا نجد أن التقارب ما بين حماس والسعودية ليس مبنيا على آمال وأوهام، بقدر ما هي مصالح مشتركة، دفعت فيه التغييرات الإقليمية المتسارعة دوراً هاماً في إحداث هذه النقلة النوعية من العلاقات الجديدة،تعتقد السعودية أن إيران تنافسها على دورٍ إقليمي هي أحق به منها، لأسباب جغرافية، وقومية، ومذهبية. خاصه أن المنطقه حول السعوديه تموج بأهوال من العواصف المرعبه ابتداء من العراق واقتراب داعش من حدودها وانتهاء باليمن وايران لذلك وجدت السعوديه نفسها أمام واقع يجب أن تتداركه وتقوي جبهتها الداخليه لتكون صلبه خاصه أن حركة حماس يجمع عليها الجميع ولها في قلوب السعوديين والعرب والمسلمين تعاطف وحب خاص على السعوديه أن تستثمره في حربها الداخليه ضد الارهاب والخارجيه.. ايران المرتعبه من هذا التوجه السعودي لم تخفي امتعاضها وخوفها ومع هاذا لا تقدر ايران ان تعاقب حماس لانها بحاجه الى حماس وتتودد اليها لهذا خرج المسؤولين الايرانيين واعربوا عن امتعاضهم قال السياسي الإيراني، رئيس تحرير وكالة "مهر" الإيرانية، حسن زادة، لوكالة "سبوتنيك" وأشار إلى أن حركة "حماس" لم تقطع علاقاتها مع إيران بالرغم من وجود علاقات بين قادتها مع السعودية، مؤكدا أن هنالك توجهات بعدم تغيير سياستها تجاه الشعب الفلسطيني بسبب مواقف "حماس"، مؤكدا أن الشارع الإيراني مستاء من تصرفات قادة "حماس" تجاه سوريا . مما نستنتجه أن حماس رقم اقليمي مهم لأي طرف لهذا كتبت التايمز: التحالف ضد "الدولة الإسلامية" سيفشل بدون حماس السعودية وتركيا حذرت صحيفة التايمز من احتمال فشل التحالف الذي تسعى دول غربية بقيادة الولايات المتحدة لتشكيله لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية."وعبرت الصحيفة، في افتتاحية بعنوان "جبهة موحدة"، عن اعتقادها بصواب موقف الغرب في قيادة القتال ضد التنظيم. غير أنها قالت إنه في حالة عدم مشاركة قوى إقليمية بفعالية، فإن التحالف المرتقب سيكون محكوما عليه بالفشل. لهذا نجد التغير السعودي منطقي بل ستكون السعوديه حاميه لحماس وستعمل على تقريب وجهات النظر مع مصر رغم العداء المطبق للأخوان المسلمين من قبل السيسي وهذا العداء من قبل السيسي لحماس والأخوان يضر بمصالح مصر الأقليميه والداخليه وهذا ما يعرب عنه الكثير من القاده العسكريين والسياسيين المصريين ومتعاضهم من توجه السيسي العنيف ضد حماس وما يترتب عليه من خساره مصريه كبيره للدعم السعودي والشعبي للسيسي مما سيجعل الوضع لمصر أكثر صعوبه مما هي عليه الأن.. لهذا قامت مصر بمحاوله الى استدراك الأمر بفتح معبر رفح والغاء حكم أن حماس حركه ارهابيه..ما من شك ولابد من الاعتراف بأن التحالفات الإقليمية الجديدة وضعت حركة حماس في موقع جديد في السياسة الدولية..ربما يقول البعض أو محلل سياسي غير مدرك للأمور أن حماس غادرت محور الممانعة إلى محور الأعتدال، فالحقيقة التي لابد من توضيحها أن حركة حماس لم تغادر محور ولم تنضم إلى محور ، حماس لا تقبل سياسة المحاور أساسا، وهي حركة مقاومة فلسطينية مارست دورها الطبيعي في مقاومة الاحتلال ، لكن التحول حصل في الطرف الآخر ، ولن يحصل في حماس كحركة مقاومة.وهذا هو مصدر قوتها والرغبة من الأخر في التحالف معها.. اذا لم تعمل السلطه الفلسطينيه بتخاذ قرار بالتوجه الجدي والفوري للتصالح مع حماس ستجد نفسها وحيده وأنها في اتجاه مغاير وغريب عن التوجهات الأقليميه والعربيه والفلسطينيه وستكون هيه الخاسر الأكبر وسيكون موقفها مهما حاولت تبريره غير مقنع لأصغر طفل في هذا العالم.. |