وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أزمة قيم!!! وحالة طوارئ

نشر بتاريخ: 23/07/2015 ( آخر تحديث: 23/07/2015 الساعة: 13:37 )
أزمة قيم!!! وحالة طوارئ
الكاتب: صادق الخضور
ما بين الضفة وغزّة تباينت المعطيات، وتشابهت الوقائع والحديث طبعا عن التنامي المقلق في عدد الشجارات وحجمها وما ترتب عليها من خسائر، والمشكلة – عفوا الظاهرة- باتت بحاجة إلى وقفة لمحاولة دراستها بشكل مستفيض.
حجم الظاهرة يتطلب على الأقل تشكيل الحكومة لجنة خاصة لدراستها، وتقديم رؤية واضحة المعالم لسبل الحد منها، وثمة تساؤلات ملحّة: هل بتنا نعيش أزمة قيم؟ أين القانون مما يجري؟ ولماذا تنامت الظاهرة إلى هذا الحد؟

في غزة يعزو كثيرون السبب للحصار وحالة الضيق، وفي الضفة لوجود مناطق خارج نطاق سيطرة السلطة، وفي الضفة وغزة لارتفاع نسبة البطالة، وأيّا كانت الأسباب فالظاهرة مؤلمة.
وسائل الإعلام ودورها، موضع تساؤل واستغراب، وفي ضوء كثرة الإذاعات المحلية يجدر توظيفها لصالح زيادة الوعي بضرورة تطويق الأحداث واللجوء للقانون، وهنا يجب التأكيد على أن محاولات الشرطة – مشكورة - لتطويق الأحداث تواجه أحيانا بمصاعب.

في الشهرين الأخيرين، تزايدت حدّة الشجارات واتسع نطاقها، والظاهرة بحاجة إلى تطويق، والمطلوب استثمار الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد بعد شهر تقريبا لصالح توظيف الإذاعة المدرسية لتوعية طلبة المرحلة الثانوية، ولصالح تعزيز ضرورة الامتثال للقانون ومنح رجاله فرصة ممارسة عملهم.
مؤسسات المجتمع المدني، أين هي؟ ولماذا غابت عن المشهد؟ ومتى تبادر؟

القوى الوطنية غائبة وبامتياز، ووحدهم رجال العشائر يحاولون لململمة الأمور، وهم بالمناسبة جزء من المشكلة كما هم جزء من الحل.
للأسف، يمرّ كثيرون عن الظاهرة مرور الكرام، وهي التي يفترض أن تثير نقاشا معمّقا، وأن تحظى على الأقل بحديث من الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي غابت تصريحاته في آخر مدّة، مع أنه كان من المنتظر أن يطل علينا في معمعان الطوشات التي تجاوزت كل الحدود.
بيانات الشرطة عن عدد الشجارات وما ترتب عليها من خسائر تؤكد أن حجمها ينذر بكارثة تتطلب موقفا؛ رسميا وأهليا، ويجب أن تكون هناك حملة وطنية لتعزيز الحوار ليكون بديلا عن الشجار، وينتظر أن تبادر مجالس الطلبة في الجامعات لممارسة دورها على هذا الصعيد.

الشجارات التي أطلّت في العديد من الأماكن، تفرض حضورها على أجندة المعنيين إن كانوا معنيين فعلا بالتصدّي لهذه المشكلة التي تترك في بعض الحالات بذورا قابلة لنمو العداء مستقبلا، ويجب أن يبادر العقلاء لقيادة المشهد، ولجم أيّة محاولات لمواصلة ظاهرة الشجارات التي وأدت القيم التي تميزنا.
نعلّم أجيالنا عن المواطنة الصالحة وعن التسامح وعن وعن ..........ثم نجدهم على موعد مع معايشة شجارات غير مسبوقة، فأي انفصام هذا؟
كبيرة هي المشكلة، والبدائل أكثر، لكن: من يبادر؟

سؤال قد يبقى مفتوحا حاله حال نهاية الكثير من الشجارات، فنحن مبدعون في ترحيل الأزمات لا في حلها، والشواهد على ذلك كثيرة لعل أبرزها وأوضحها التعديل لحكومي المنتظر فقد ظل حتى الآن دون نهاية مغلقة، بل وبات التنبؤ بموعده ضربا من ضروب المستحيل!!!!!!!