وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رفع قضية (تسميم) الرئيس ياسر عرفات لمحكمة الجنايات الدولية

نشر بتاريخ: 26/07/2015 ( آخر تحديث: 26/07/2015 الساعة: 15:49 )
رفع قضية (تسميم) الرئيس ياسر عرفات لمحكمة الجنايات الدولية
الكاتب: سري القدوة
سؤال مهم لا بد من طرحه لماذا تقدم فرنسا وتغلق نيابتها التحقيق بشكل مفاجئ في ملف اغتيال الرئيس ياسر عرفات دون توضيح الموقف وخلف هذا القرار تبقي الحقيقة الغائبة والتي يجب ان نبحث عنها ونحاول معرفتها ..

لماذا تصر فرنسا مرة اخرى بأبعاد ملف اغتيال الرئيس عرفات عن اراضي فرنسا وتقف منحازة بصمت الى اسرائيل .. هل ملف اغتيال الرئيس ياسر عرفات هو ملف سياسي بكل المقاييس الدولية فمن يخوض في هذا الملف يكون لزاما علية الوقوف بجانب الحقوق الدولية والشرعية للشعب الفلسطيني ..

ان اغلاق ملف التحقيق بعد اربع سنوات من فتح النيابة الفرنسية تحقيقا حول مقتل الشهيد ياسر عرفات بالسم يؤكد مدى التورط والتواطئي الفرنسي من البداية في ملف القضية حيث ان الادلة ظاهرة كـ"الشمس" خلف ستائر التواطؤ الفرنسي والدولي ويندرج في سياق التواطؤ الفرنسي الامريكي وبعض الدول العربية بعدم وجود رغبة الى كشف الحقيقة لما ستخلفه من دوافع وتداعيات في حال ارادت فرنسا ان تجري تحقيقا نزيها سيقود الى ادانة اسرائيل.
ان هذه التداعيات من شانها ان تخلق توترات بين فرنسا واسرائيل اضافة الى تأجيج الخلافات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وبكل تأكيد فان قيام النيابة الفرنسية بأغلاق ملف التحقيق يشكل ويمثل استفزازا وتنصلا فرنسيا لحقوق الفلسطينيين، مقابل تبرئة اسرائيل من دم الشهيد عرفات رغم وجود ادلة ومؤشرات على اقدامها على قتله ومكافأتها على جرائمها وعلى سياستها المعلنة الرافضة لإقامة حل الدولتين بأغلاق الملف، ومما يمثل نجاح لإسرائيل ودافع لاستمرار بسياساتها العنصرية.
وان اغلاق القضية يمثل هزيمة لحقوق الفلسطينيين وهو ما يستوجب التوجه الى منظمات دولية معنية في التحقيق في جرائم الحرب التي يندرج تحتها الاغتيال السياسي .

في ملف التحقيق المعقد تباينت نتائج الفحوصات الفرنسية، والروسية، والسويسرية التي اجريت لجثمان الشهيد حول سبب الوفاة، فيما يرى بعض الخبراء ان التباين يأتي بفعل ضغوط سياسية اكثر منه اختلاف بنتائج الفحوصات المخبرية، ضغوطا غيبت الادلة الجنائية عن ملف التحقيق الفرنسي درءا لخلق توترات ونزاعات مع اسرائيل وفق ما يرى بعض الخبراء.
ان الطريقة العلمية التي قتل فيها الرئيس ياسر عرفات ابو عمار ما زالت غير معروفة على المستوى العالمي بل بالتأكيد المخابرات الاسرائيلية والامريكية دبرت الاغتيال بطريقة يعجز بعض الخبراء في العالم على الاقل الان توضيحها ..

واعتقد ان التحقيق والمعلومات التي ذكرت حتي الان هي معلومات مهمة ويجب على الامم المتحدة العمل على فتح تحقيق دولي لدراسة الكيفية التي تم قتل الرئيس ابو عمار خلالها وهذا يحتاج الي امكانيات دولية تفوق امكانيات السلطة الوطنية الفلسطينية ..
اننا نطالب كل محبي واصدقاء الرئيس ياسر عرفات العمل بجدية وفاعلية من اجل توضيح الحقيقة ..

ولتذهب بالقضية الي مستوى الجريمة مهما بلغت النتائج فنحن ندرك من اللحظة الاولى لقتل الرئيس ابو عمار انه مات مسموما ومقتولا وهذا الشيء يدركه كل طفل في شعبنا الكبير قبل الصغير ..
فحان الوقت الان لتفعيل فضية قتل الشهيد ياسر عرفات امام محكمة الجنايات الدولية وتشكيل لجنة تحقيق جنائية دولية لمعرفة كيفية قتل الرئيس ابو عمار ..
في ظل هذا الوضع القائم يكون مطلوب فلسطينيا مضاعفة الجهود ووضع النقاط علي الحروف والاستمرار في البحث والتحري للقيام بمعرفة نتائج الجريمة وتقديمها للراي العام الدولي والعربي وهذا من حق الشعب الفلسطيني ..