|
ثقافة الحاضر بلغة الماضي.. مسحراتي رمضان في غزة ينافس نغمات الجوال المتعددة
نشر بتاريخ: 23/09/2007 ( آخر تحديث: 23/09/2007 الساعة: 15:01 )
غزة- معا- اسراء محرم- على مر العصور واختلاف الأزمنة وأمام رحى التكنولوجيا والتطور, احتفظ رمضان فلسطين بسمات وعادات ومظاهر ثقافية خاصة تناقلتها وتوارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل وبقيت خالدة في ذاكرة التاريخ.
وكغيرها من المدن تصحو غزة على صوت "المسحراتي" بطقوسه المصاحبة لقدومه كالنقر على الطبل بقوة، وذكره لله عز وجل، والأناشيد الرمضانية العذبة التي تُوقظ النيام: "اصحى يا نايم.. وحد الدايم"، وتشعرهم بجمال هذا الشهر وأهمية "المسحراتي" بعيداً عن نغمات الجوالات المتعددة والمختلفة. المسحراتي دياب كريزم حكاية يحكيها عن نفسه وهو يتجول بين بيوت غزة الفقيرة ويدق على طبلته، مهنة لم يختارها مرفها ولكنه قرر أن يكون مسحراتي هذا العام لعل هذه المهنة تعود عليه بالقليل كي يكمل مصاريف دراسته الجامعية. وأشار كريزم إلى أنه"في ظل وجود الأوضاع الأمنية المتدهورة لا يستطيع القيام بالمنادة والتجول ليلا إلا بموافقة القوة التنفيذية وذلك بإعطائه تصريح للتجول في منطقة معينة". ونوة كريزم الى أن دور المسحراتي رغم التطور التكنولوجي مثل الجوال والمنبه, سيستمر بدور المسحراتي في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ويعمل في هذه المهنة العشرات من الشباب والشيوخ الفلسطينيين حيث يبدأ المسحراتي بقرع الطبول في منطقة محددة من قطاع غزة لا يتجاوزها قبل موعد اذان الفجر بساعة واحدة على الاقل, ويحصل على اجره اما طعاما يقدمه له الصائمون موعد السحور او مبالغ نقدية نهاية الشهر حيث يقوم بجولة على البيوت مهنئاً, ولا يتحدد اجر المسحراتي على الاطلاق ولا يفرض على الناس دفع أي مبالغ ويترك الامر للناس وكرمهم. وحول أراء المجتمع حول المسحراتي قالت نهاد أبو دية "أنها تستيقظ حين موعد السحور عن طريق الجوال". وعن شعورها في ظل وجود المسحراتي, أضافت بأنه شعور جميل لأنة يضفي نكهة خاصة في رمضان. أما رفيق أبو قمر فكان له رأي خاص, قال" إنه يستيقظ في رمضان على صوت المسحراتي, "لأن له نغمة تجذب الجميع وخاصة مع قرع الطبول". |