وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الميزان: اسرائيل تكثف هجماتها ضد قطاع غزة بعد اعلانه كيانا معاديا

نشر بتاريخ: 23/09/2007 ( آخر تحديث: 23/09/2007 الساعة: 18:53 )
غزة- معا-قال مركز الميزان لحقوق الانسان ان قوات الاحتلال صعدت من عدوانها على قطاع غزة، حيث توغلت في ثلاث مناطق في شمال غزة، وغزة والمنطقة الوسطى، وقتلت (4) أشخاص، من بينهم طفل صدمته جرافة من طراز (كاتربيلر) بعد إطلاق النار عليه وإصابته في الرقبة، وأوقعت(7) جرحى، ودمرت (13) منزلاً سكنياً من بينها (8) منازل جرى تدميرها كلياً، وجرفت (121) دونماً زراعياً، ويأتي هذا التصعيد تنفيذاً لقرار حكومة الاحتلال القاضي باعتبار قطاع غزة (كياناً معادياً)، وتوسيع العمليات العسكرية ضده.

وحسب تحقيقات مركز الميزان الميدانية فقد خمس آليات عسكرية إسرائيلية، عند حوالي الساعة 10:00 من صباح يوم السبت الموافق 22/9/2007، بمحاذاة حدود الفصل الشرقية، في محيط معبر المنطار، وباشرت الجرافات بأعمال تسوية لأراضي زراعية، وسط إطلاق نار متقطع، قبل أن تنسحب من المنطقة عند حوالي الساعة 16:00 من مساء اليوم نفسه، دون وقوع إصابات.

وللمرة الثانية خلال أسبوع أوقع جسم مشبوه من مخلفات الاحتلال ضحايا في صفوف الأطفال، حيث أصيب الأطفال: شادي زايد أبو حليمة، البالغ من العمر (10) سنوات، ومحمد عصام أبو حليمة، البالغ من العمر (14) عاماً، ومحمد زياد أبو حليمة، البالغ من العمر (16) عاماً، وناصر عادل أبو حليمة، البالغ من العمر (16) عاماً، بشظايا في أنحاء متفرقة من الجسم، وصفت المصادر الطبية جراح ناصر بالخطيرة، وحولته للمستشفيات الإسرائيلية، وذلك عند حوالي الساعة 11:30 من صباح يوم الجمعة الموافق 21/9/2007، بعد عبثهم بجسم مشبوه من مخلفات الاحتلال، في محيط الأراضي التي كانت تقام عليها مستوطنة (دوجيت) شمال غرب بيت لاهيا.
وشهد الخميس المنصرم حدثاً هو الأبرز في سياق تصعيد قوات الاحتلال لعدوانها حيث تسللت وحدات خاصة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي انطلاقا من السياج الفاصل شمال شرق مخيم البريج, عند حوالي الساعة 2:30 فجر الخميس الموافق 20/9/2007، وواصلت تحركها غربا وصولا إلي الطريق الرابط بين مخيم البريج وقرية جحر الديك (وادي غزة)، ومن ثم اتجهت إلي حي أبو حجير الواقع غرب الطريق، بمساندة طائرات مروحية وشرعت في إطلاق كثيف للنار.

كما تحركت عدد من الآليات الحربية انطلاقاً من السياج الفاصل وواصلت توغلها غربا إلي داخل المنطقة الشمالية من مخيم البريج، وتمركزت بالقرب من مسجد الإحسان. وشرعت تلك القوات في مداهمة عدد من المنازل السكنية واتخذتها كمواقع عسكرية للمراقبة وأطلقت منها النار تجاه كل جسم متحرك، ما أدى إلى مقتل عماد رزق حرب أبو حجير البالغ من العمر(35)عاما، ويونس عبد الله محمد أبو حجير البالغ من العمر (24)عاما، وإصابة أثنين نقلا لمستشفي شهداء الأقصى بدير البلح ووصفت جراحهم بالمتوسطة.

وشرعت الجرافات العسكرية بتجريف الحقول الزراعية، المزروعة بأشجار الزيتون الذي اقترب موعد قطافه، والمنازل السكنية حيث بلغ عدد المنازل المدمرة (13) منزلاً من بينها (8) منازل دمرت بشكل كلي.

وأفاد شهود العيان للمركز أنه وبعد طلوع الشمس توافد إلي المنطقة عشرات الأطفال والفتية من سكان مخيمي البريج والنصيرات، لمشاهدة الآليات، واقترب عدد منهم، عند حوالي الساعة 6:00 صباحا، من جرافة كانت تقوم بأعمال التجريف في حقل مزروع بأشجار الزيتون ورشقوها بالحجارة، ففتحت قوات الاحتلال نيران أسلحته تجاه الفتي محمود كايد أحد الكفافي، (19) عاماً، مما أدي لإصابته بعيار ناري في الرقبة أسقطه أرضاً أمام جرافة كانت تقوم بأعمال التجريف وعلي الفور تقدمت نحوه الجرافه وداسته بمقدمتها حيث دفن بين أغصان الزيتون المجرفة وتحت كومة من التراب، ثم قام عدد من الشبان بسحبه ومن ثم نقل إلى مستشفي شهداء الأقصى في دير البلح جثة هامدة. وواصلت قوات الاحتلال المتمركزة علي البنايات، إطلاق النار وفتحت نيران أسلحتها تجاه الشاب محمد سليمان عبد ربه أبو حجير، (22) عاماً، مما أدي لإصابته بعيار ناري في الرأس، وأعلن عن وفاته في مستشفي شهداء الأقصى. كما واصل جنود الاحتلال مداهمة المنازل السكنية واقتادوا حوالي (20) شاباً من ساكنيها إلي مركز للتحقيق داخل السياج الفاصل، حيث أخضع جميعهم للتحقيق.

كما أجبر ضباط المخابرات جميع المعتقلين على تزويدهم بأرقام هواتفهم النقالة، قبل أن يفرجوا عنهم باستثناء اثنين، هما: محمد رزق حرب أبو حجير، (23) عاماً، فريح أحمد فريح النباهين، (40) عاماً. يذكر أن المعتقل النباهين أصيب خلال العملية بعيار ناري في الحوض. وعند حوالي الساعة 7:30 مساء انسحبت الآليات من المنطقة باتجاه السياج الفاصل.

واستنكر مركز الميزان مواصلة قوات الاحتلال تصعيد عدوانها، فإنه يشعر بقلق بالغ إزاء تصعيد تلك القوات لعدوانها، ولا سيما أن هذا التصعيد يأتي مترافقاً مع إعلانها قطاع غزة إقليماً معادياً.

كما تشير ظروف مقتل الطفل الكفافي إلى تعمد تلك القوات قتل المدنيين، وإلى قسوة تشير إلى مزيد من تحلل تلك القوات من أي قيود يفرضها القانون الدولي الإنساني على سلوكها تجاه السكان المدنيين في قطاع غزة.

واكد على أن ممارسات قوات الاحتلال تشكل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وأنها تمارس بشكل منظم من قبل تلك القوات، في تحلل واضح من التزاماتها القانونية، وفي إظهار لعجز المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجدد الميزان مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والتحقيق في ممارسات قوات الاحتلال وخاصة جريمة مقتل الكفافي، والعمل على توفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، كجزء من واجباته القانونية تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.