|
يانوش كورتشاك يبعث رسالة الى علي دوابشة ومحمد ابو خضير
نشر بتاريخ: 02/08/2015 ( آخر تحديث: 02/08/2015 الساعة: 12:02 )
الكاتب: عوني المشني
لمن لا يعرف وقبل تلاوة الرسالة نقدم قاموس الاسماء يانوش كورتشاك : معلم وتربوي يهودي (بولندا 1878 – 1942) اشتهر بكونه اهم المدافعين عن حقوق الطفل في القرن العشرين . له مجموعة مؤلفات انصبت معظمها على حقوق الطفل واحترامه " كيف تحب الطفل " حق الطفل في الاحترام " هما اهم مؤلفاته وعندما صاغت المنظمة الاممية ميثاق حماية حقوق الاطفال اعتمدت مؤلفاته مصدرا مهما ومرجعا اصيلا لهذا الميثاق .
لا يمكن نسيان صورة هذا الرجل العظيم وهو يسير إلى جانب أولاد مأوى الأيتام الذي كان يديره قبل تجميعهم كالقطعان في عربات نقل البقر من حيث اقتيدوا إلى موتهم في معسكر الإبادة "تربلينكا", فقد أصبحت من أكثر صور المحرقة تذكيرًا وملاحقة للأذهان. رفض الحصول على ملجأ عُرض عليه مصرًّا على مرافقة الذين تولّى المسؤولية عنهم إلى معسكرات الموت حيث يفترض أن يكون قد قضى فيها. محمد ابو خضير : طفل فلسطيني من شعفاط احد احياء مدينة القدس خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة على أيدي مستوطنين يهود متطرفين في اليوم الثاني من تموز عام ٢٠١٤ ، وقد وجدت جثته متفحمة في احراش دير ياسين ، اعتقل حاخام اسرائيلي وابناؤه الاثنين وثلاثة اخرين واعترفوا باختطافه وحرقه حيا . علي دوابشة طفل فلسطيني عمره سنة ونصف ، اقدم مستوطنين يهود على مهاجمة منزل ذويه في بلدة دوما / نابلس واحرقو المنزل والعائلة بكاملها وهم احياء مما ادى الى وفاة الطفل علي واصابة والده ووالدته وشقيقه الاكبر بحروق خطيرة ومن الدرجة الثالثة ، كان هذا في ٣١ /٧/٢٠١٥ الان الى الرسالة احبتي محمد خضير ، علي دوابشة ....... كما املى علي ضميري وانتمائي الانساني بان لا اترك اطفال الميتم الذي كنت معلما فيه لانجو بحياتي فانني لن اترككم ابدا كونكم ضحايا ابناء جلدتي من اليهود ، الطفل ايا كان جنسيته او لونه او دينه هو محل احترامي ، هكذا كتبت وهكذا مارست دوري التربوي ولهذا ضحيت بحياتي ، والقاتل ايا كان دينه او جنسه او لونه هو قاتل ، مجرم ، عدو للانسانية حتى لو كان يهوديا ، انا وغيري من ملايين اليهود الذين قضو في معتقلات النازية خجلون من ابناء جلدتنا الذين احرقوكم احياء كما احرقتنا النازية ، آنا فرانك هي طفلة يهودية مثلكم تهديكم تحياتها ، وتتعاطف معكم ، وتصرخ باعلى صوتها من احرقني في اوشوفيتس هو من احرقكم في دير ياسين وفي دوما ، بغض النظر عن دينه وعن جنسيته هو حارق وقاتل الاطفال ، هو عدو الانسانية ، هو كاره الطفولة ، هو المجرم على مر العصور . احبائي : القاتل وحارق الاطفال ليس فرد ، من قتلتا واحرقنا ليس شخصا بذاته وانما ثقافة وايدلوجيا عمياء كارهة للانسان انتجت مثل تلك الوحوش البشرية لتحرقنا وتقتلنا . من قتلكم هو ثقافة وايدلوجيا عمياء كارهة للانسان انتجت مثل تلك الوحوش البشرية لتحرقكم وتقتلكم . احبائي : نحن شركاءكم كوننا ضحايا مثلكم ، نحن واياكم ننتمي لمدرسة واحده هي الانسان وقاتلينا شركاء كونهم ينتمون لمدرسة واحدة مدرسة المجرمين بحق الانسانية احبائي : لا اعرف هل ابكي من اجلكم او ابكي ابناء جلدتي الذين نسو عذاباتنا والامنا واستنسخوا وتقمصوا دور من عذبنا واحرقنا ، احبائي : ان النار التي احرقت اجسادنا قد حرقت القتلة والمجرمين ، حرقتنا فذهبنا الى الخلود وحرقتهم فحملو وصمة العار الابدية وذهبو الى مزبلة التاريخ ، والنار التي حرقت اجسادكم ستحرقهم ، تاتون الينا الى الخلود ويحرقون كما حرق قاتلينا ويذهبون بوصمة عارهم الى مزبلة التاريخ . احبائي : سيأتي ذلك اليوم الذي سنتصف معا سويا ، الضحايا معا والمجرمين معا ، ولن يشفع لهم انهم ابناء ضحايا كما لن يضيركم انكم ضحايا لهم ، سنصطف معا وسويا تجمعنا الانسانية والحرية واحترام حقوق الانسان ، وتجمعهم الكراهية والحقد والعنصرية والجريمة ، لن يفرقنا دين كما لن يفرقهم دين ، سيأتي ذلك اليوم كما اتى يوم انعتاقنا من النازية بعد سقوطها الحتمي ، سياتي يوم انعتاقكم من العنصرية بعد سقوطها الحتمي ، احبائي : صرخاتكم في لهيب النار وصلتنا ، وصلتنا عذاباتكم ، نشاطركم المصير ، نشاطركم الامل ، نشاطركم المستقبل الواعد. صديقكم دوما يانوش كورتشاك |