نشر بتاريخ: 04/08/2015 ( آخر تحديث: 04/08/2015 الساعة: 14:08 )
روما - معا - كتب عودة عمارنة - تعج مكتبات الغرب السعيد ومنها ايطاليا بألاف الكتب العربية، خاصة تلك التي تتحدث عن ظلم المرأة والجنس والدكتاتوريات والفساد والدين الظلامي والاقليات المغلوبة على امرها، وكأنه لا يوجد كتاب عرب يكتبون او يقلقهم غير ما ذكر، وفي الحالة الفلسطينية ايضا الامر لا يفرح قلب، فاذا اراد مهتم او دراس او باحث او حتى متضامن ان يقرأ كتاباً عن فلسطين، سيجد بصعوبة كتباً تعد على الاصابع وفي الغالب كتب ترجمت عن الانجليزية لكاتبات فلسطينيات يعشن في المهجر، ولن يجد حتى كتاباً واحداً بالإيطالية للأسماء الوازنة في الثقافة الفلسطينية، لعل الاسباب كثيرة منها اولا تقصيرنا نحن الفلسطينيين عاديين ورسميين ولا ننسى ايضا حالة الحصار المفروضة على كل ما هو فلسطيني في اوروبا من قبل دور النشر ووسائل الاعلام، فهي اداة تأثير تفعل الاعاجيب بالجمهور العادي وغير العادي وتوجهه, ومن العجب ان تترك على غاربها.
وسبب اخر على ما اعتقد، أن دور النشر وبسبب المنافسة تبحث عن نص قادر نص منافس، ويستحق العناء نص يحمل ثقل الرسالة، نص يخترق الجدران ويقفز على الحواجز، أما ما يفرح القلب وما يترك للأمل بصيصاً فهو خبر اصدار دار النشر الايطالية شيتا دل سوله "مدينة الشمس" والتي تعتبر من دور النشر المهمة وواسعة الانتشار في ايطاليا الترجمة الايطالية لمسرحية "المستوطنة السعيدة" للكاتب الفلسطيني الدكتور احمد رفيق عوض، ترجمه وحرره إلى الايطالية الدكتور عودة عمارنة واليساندرو ايسوبي وكتب مقدمته الكاتبة الايطالية باتريتزيا تشيكوني.
يأتي الكتاب ضمن سلسلة افضل كتب الأنتاج الأدبي التي ترجمت عن الشرق الأوسط وحوض المتوسط, يقع الكتاب في 152 صفحة من القطع المتوسط وفي خمسة فصول، تروي قصة لجنة تقصي حقائق دولية جاءت إلى الضفة الغربية للتحقيق في مذبحة دموية ارتكبها مستوطنو "مستوطنة كفار صقر" ضد اهالي قرية "كفر صقر" (قرية متخيله ) قرب رام الله, حيث يصف الكاتب في عمله المسرحي حالة الاشتباك والارباك للظروف السياسية والاجتماعية والواقع ألمعيشللفلسطينيين في قرية كفر صقر وكل الارض الفلسطينية خاصة في الضفة المحتلة التي تواجه الاستيطان بأيدٍ عارية، كما تطرح أثر الاستيطان الإحتلالي وتأثيراته الكارثية على حياة الفلسطينيين وعلى الجغرافيا المكان, وهذا يفتح مجال لمعرفة ما لم يكتب عنه أحد حتى اللحظة.
المستوطنة السعيدة للروائي عوض تعتبر العمل الثالث الذي يتم ترجمته إلى الإيطالية بعد ترجمة رواية بلاد البحر سنة 2012، والتي صدرت عن دار النشر "كو"، ومسرحية الملك تشرتشل سنة 2013 عن دار كاميليا للنشر، هذا وسيتوجه الدكتور عوض إلى ايطاليا في كانون الثاني من هذا العام وبدعوة من دار النشر لحضور حفل اشهار الكتاب في معرض روما الدولي للكتاب وفي عدة مدن ايطالية اخرى.