وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخيمات ترفيهية أم معسكرات تدريب؟

نشر بتاريخ: 09/08/2015 ( آخر تحديث: 09/08/2015 الساعة: 16:10 )
مخيمات ترفيهية أم معسكرات تدريب؟
غزة- تقرير معا- تتسابق الفصائل الفلسطينية فيما بينها لاستقطاب شريحة الأطفال إلى مخيماتها الصيفية، فقد أخذت هذه المخيمات الطابع العسكري والتدرب على فنون القتال المختلفة، يخوضون معارك وهمية ويتعرفون على جميع أنواع الأسلحة، لترسيخ فكرة "أن المقاومة حق وان المقاوم الذي استهدف منزله في كافة الحروب المتعاقبة على غزة لن يتحول إلى إنسان منبوذ من المحيطين به"، فما هو الهدف من هذه المخيمات وكيف تؤثر نفسيا على سلوكيات الاطفال؟

قادة في صفوف المقاومة:
سيف خليفة، كرم عرفات، محمد سكيك، نموذج لعدد من الأشبال المشاركين في مخيمات طلائع العودة التابعة للجبهة الشعبية حملوا هم الوطن وتحريره واعتبروا أنفسهم قيادات ليس لديهم وقت للهو أو اللعب.

يقول خليفة: "نخوض التدريبات العسكرية من اجل حماية الوطن والاستعداد لاستعادة أراضينا في الـ48 والقدس" بينما يسعى عرفات لان يكون قائدا مستقبليا ضمن صفوف ابو علي مصطفى ويحلم بتدريب اشبال المستقبل ويقول: "لما بدك تكون قائد فش وقت للعب".

أما سكيك فأكد أن الأولوية للوطن متسائلا: "نمارس هويات اخرى ونترك الوطن للاحتلال".
طلائع التحرير
احد المدربين في مخيمات طلائع التحرير التابعة لكتائب القسام والتي ضمت ما يزيد عن 25 ألف منتسب من الفئات العمرية المختلفة قال: "هذا الجيل إذا لم نستغله بالخير استغله الشر، وعلى هذا المبدأ قمنا بعمل مخيمات طلائع التحرير التي لاقت إقبال شديد من الفئة العمرية من 14 الى 55 سنة".

وبين المدرب الملثم ان احد مواقع التدريب التي انتشرت في كافة محافظات قطاع غزة حوت فقط 1000 مشارك تم تدريبهم على أنواع القتال المختلفة منها قتال المدن وقتال الأنفاق والدفاع عن النفس والدفاع المدني، وكيفية التعامل مع الأسلحة وكيفية فكها وتركيبها وكيفية التنقل من ساتر إلى ساتر وكيفية القتال في المناطق المفتوحة والمناطق المشجرة.

كما أوضح المدرب أن الهدف من هذه المخميات هي النأي بهذه الفئة العمرية من ان تكون في أيدي المخابرات التي تغويهم وتسقطهم بسبب المادة مبينا أن مخيمات طلائع التحرير استهدفت جميع أطياف الشعب الفلسطيني قائلا: "لا ندربهم إلا لتوثيق فكرة المقاومة ونريهم أننا لسنا إرهابيين وأننا ندافع عن وطن ودين وشعب وان القضية الفلسطينية قضية دينية وليست قضية حزبية أو فصائلية".

طلائع العودة
محمود الراس المشرف العام على المخيمات الصيفية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني والتي أطلق عليها اسم "طلائع العودة" أن هذه المخيمات تأتي تعزيزا لمبدأ المقاومة لدى الأجيال الصاعدة.

وأشار الراس أن هذه المخيمات هدفها التأكيد على حق المقاومة استعداد الاجيال الصاعدة لحمل هذا اللواء في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ويتعرض له هذا الحق من محاولات للتهميش سواء بالحديث عن الدردشات أو التنسيق الأمني أو تهدئة طويلة الأمد.

ولفت إلى أن مخيمات طلائع العودة المنتشرة في كافة محافظات القطاع تحمل رسالة وطنية لبناء الهوية الفلسطينية الجامعة وتؤكد أن فلسطين حق لكل الفلسطين وليست حكرا على حزب أو شريحة محددة قائلا:"نملكهم مهارات حياتية ونساعدهم على الصمود التمسك بالوحدة الوطنية كخيار استراتيجي لشعبنا".

وبين الراس ان الفتية الذين ترشحهم هيئاتهم الطلابية يتدربون في مواقع التدريب التابعة لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى مبينا أن التدريبات لا تقتصر على الموضوع العسكري وان كان هذا الأساس مخيمات الفتوة متنوعة بها زوايا للأنشطة والتفريغ النفسي إلى جانب المقاومة كما يوضح الراس.

وأضاف الراس " من خلال الملاحظة والمتابعة للطلائع، اكتشفنا أنهم أصبحوا رجالاً كباراً لأنهم ترعرعوا وعاشوا على صوت القذائف والصواريخ، ورأوا المقاومة في غزة تكبد الاحتلال الخسائر تلو الخسائر، ولقد رأينا في عيونهم بريق التحدي والإصرار، والقدرة على العطاء، واكتشفنا في العديد منهم طاقات ومواهب سنقوم باستثمارها".

الهم الوطني
جرت العادة ان يخرج الطفل من عام دراسي مليء بالضغوطات إلى أجواء مليئة بالترفيه واللعب واللهو، كما يوضح الأخصائي النفسي د.فضل أبو هين مبينا ان الملاحظ هذا العام هو تهافت الفصائل الفلسطينية من اجل تجييش واستقطاب فئات عمرية معينة وزجها في مرحلة غير مرحلتها.

وقال ابو هين: "مرحلة الطفولة هي مرحلة اللعب واللهو والسعادة وكل الأمور التي تنمي شخصية الانسان بعد سنة كاملة من الدراسة والضغوطات فالمتوقع ان تكون مخيمات لعب وترفيه وكل ما يعزز الثقة داخل الانسان كل ما يعطي الترفيه والراحة لإعداد الانسان للمرحلة القادمة في السنة الجديدة".

وأشار أبو هين إلى أن كل مرحلة لها شخصيتها وتفكيرها وحتى نصنع الإنسان العسكري فذلك يحتاج إلى زمن معين.

وأضاف: "نحن لا نريد أن نزج الاطفال في مراحل ليسوا مستعدين لها يجب الاهتمام بالأطفال الاهتمام العصبي الانفعالي الفكري النفسي الصحيح من خلال إعطاء معلومات وبرامج تتناسب مع كل مرحلة من مراحل لكن أن نزج الأمور العسكرية وهم الوطن وأساسيات القتال والأمور العسكرية الغير قادر على استيعابها الطفل فنحن نثقل الطفل بأحمال وهموم ثقيلة لا يستطيع أي إنسان تحملها في المستقبل".

ولفت أبو هين إلى أن العائلات تحاول أن تزج الطفل في مرحلة غير مرحلته من خلال الموافقة على مشاركته في هذه المخيمات وتستعجل نمو بعض السمات التي تحتاج الى الزمن حتى تنمو وترهق امكانيات الطفل في هذه المرحلة.

وأشار أبو هين إلى أن دور الأهل في هذه الحالة تكمن في رغبتهم في التخلص من مشاكل الطفل والإشكالات التي يفتعلها ويعتبرون أن المخيم ملهاة لاستنفاذ وقت فراغه فهم يريدون وقت لا يكون الطفل في الشارع ولا يشكل خطر عليه.
تقرير: هدية الغول