وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نسبة كبيرة من اهالي غزة يتعالجون من اثار الحرب

نشر بتاريخ: 09/08/2015 ( آخر تحديث: 10/08/2015 الساعة: 10:07 )
نسبة كبيرة من اهالي غزة يتعالجون من اثار الحرب

غزة- تقرير معا - لم تكن الطفلة "مرح" البالغة من العمر تسعة أعوام من سكان مخيم الشاطئ الوحيدة التي ترددت على المراكز المجتمعية في قطاع غزة لتلقي الخدمة النفسية نتيجة الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في صيف 2014 والتي تماثلت للشفاء خلال فترة ثلاثة أشهر، لكن أخصائيون نفسيون ما زالوا يؤكدون توافد حالات على المراكز المجتمعية الثلاثة التابعة لبرنامج غزة للصحة النفسية.

وبحسب الإحصائيات أنه منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية ظهر أن 28% من البالغين و48% من الأطفال يتلقون خدمات نفسية لأنهم يعانون اضطراب ما بعد الصدمة.

وتحدث جاسر صلاح الأخصائي النفسي الذي كان يتابع حالة الطفلة "م" أنها كانت تعاني من أعراض حزن وبكاء مستمر وزيادة في الحركة بالإضافة أنها أصبحت عصبية نتيجة قصف إسرائيلي استهداف منطقة سكانها في مخيم الشاطئ في عيد الفطر والذي تزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية وأدى إلى استشهاد أخيها وإصابة والدها بجراح خطيرة.

يقول الأخصائي النفسي صلاح في حديث لمراسل "معا":" استقبلنا الطفلة وكانت تخاف من سماع صوت الطائرات وحتى إطلاق النار وأصبح يرد المشهد الذي شاهدته عند منزلها أصبح مثل شريط يمر عليها أحلام مزعجة وأصبحت تتجنب الذهاب للمكان الذي تعرض للقصف".
ويضيف" الأخصائي "أصبح لدى الطفلة أرق و نقص الشهية وصعوبة في التركز لكن تعاملنا معها لتفريغ انفعالاتها عن الحدث بشكل تدريجي والذي كان بالبداية صعب".


واستخدم الأخصائي النفسي صلاح مع الطفلة أسلوب اللعب والرسم الحر لان هذه النشاطات تساعد الأطفال على تفريغ مشاعرهم، كما تم استخدام أسلوب العلاج السلوكي بمعني التعرض التدريجي للمكان الذي تعرض للقصف حيث اصطحب الطفلة للمكان أكثر من مره".
وكرر الأخصائي الزيارات المنزلية للطفلة واصطحابها لمكان القصف وبعد ثلاثة شهور بدأت الطفلة تتقبل الأمر والحديث فيه، مشيرا إلى أن الطفلة في البداية كان ترفض الخروج من المنزل لأنها تعاني من الأعراض اللاحقة الصدمة النفسية.

وأوضح الأخصائي صلاح في حديثه أن معظم الأهالي الذين تم استقبالهم في المراكز أطفالهم يشتكون من الخوف خاصة من عودة الحرب مرة أخري.
ويقول :" قبل قدوم رمضان الماضي استقبلنا حالات كثير أن الأطفال مرعبين خاصة أن الحرب الماضية تزامنت مع قدوم شهر رمضان فأعطينا الأهالي إرشادات لتطمين أطفالهم والبعد عن هذه الافكار".

وفي إحصائية أخرى تحدث عنها حسن زيادة أخصائي نفسي في برنامج غزة للصحة النفسية أنه استفاد منذ يناير الحالي حتى اليوم 5214 حالة من الخدماتالتي يقدمها برنامج غزة للصحة النفسية من خلال التدخل الميداني أو العمل العيادي أو خطة الإرشاد الهاتفي المجاني .

ويقول في حديثه لمراسل "معا" من ضمن هؤلاء 2649 تلقوا الخدمات في العيادات التابعة للبرنامج منهم 47.8% ذكور و 52.2 % إناث.

ويضيف" لازالت العديد من الحالات تتردد على المراكز المجتمعية التابع لبرنامج غزة سواء في غزة ودير البلح أو خانيونس أطفال وبالغين يتلقون العلاج من التداعيات النفسية للحرب الأخيرة".


وتابع الأخصائي :"أن أكثر الأطفال يعانون من اضطراب "كرب ما بعد الصدمة" ويتميز هذا الاضطراب بمجموعة من الأعراض ناتج عن خبرة صادمة لهذا الشخص أو لأحد من أفراد عائلته يكون لديه استجابة لحالة من الخوف والرعب الشديدين".

كما هناك البعض يكون عنده تذكر مستمر للصدمة أو بالأحلام المزعجة أو الذكريات التي تجتاح تفكير الأطفال أو تخيل الخبرة الصادمة ويصبح لديهم تنجب للحديث عنها أو المرور بالأماكن أو الأشخاص أو الأصوات أو الملابس بحسب الأخصائي زيادة.

ويقول الأخصائي زيادة :"تؤثر الخبرة الصادمة على التحصيل العلمي والقدرة على التركيز والانتباه حيث كانت هناك عدة شكاوي من المدرسين والأهالي على صعوبة التركيز لدى بعض الأطفال، بالإضافة إلى أعراض التوتر وسرعة الحركة والنظرة التشاؤمية بالإضافة إلى التبول اللاارادي والعنف".

وتحاول المراكز المجتمعية التابعة لبرنامج غزة للصحة النفسية زيادة وعي الأهالي والمجتمع في موضوع الصدمة لكيفية التعامل معها .

وأكد الأخصائي زيادة وجود تحسن في كثير من الحالات وهناك بعض الحالات بحاجة لوقت أطول وهذا يعتمد على الصدمة والواقع الاجتماعي والاقتصادي والسرعة في اكتشاف الحالات.

يذكر أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى استشهاد 2300 مواطنا وإصابة 11 ألفا بينهم إصابات خطيرة بالإضافة إلى تدمير أكثر من 90 ألف وحدة سكنية.

تقرير:أيمن أبو شنب