|
مملكة الشر .. منظمة يهودية لحرق الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 10/08/2015 ( آخر تحديث: 10/08/2015 الساعة: 11:32 )
الكاتب: غسان مصطفى الشامي
ما حدث من قبل المستوطنين الصهاينة من جريمة بحق عائلة الطفل الرضيع الشهيد علي دوابشة، ليس عملا عشوائيا واستثنائيا كما يسوق له العدو الصهيوني، بل هم عمل مخطط ورائه منظمة صهيونية جديدة تهدف لحرق الفلسطيني وقتلهم تحمل اسم " مملكة الشر" أو " تدفيع الثمن؛ ويجب أن يدرك رئيس الوزراء الصهيوني المجرم " نتنياهو" أن زيارته لجرحى عائلة الطفل دوابشة واستنكاره للجريمة لم تغير من قناعات وأفكار أبناء شعبنا الفلسطيني تجاه العدو الصهيوني، إنما هدف الزيارة يتمثل في امتصاص الغضب العالمي للجريمة الصهيونية بحق الطفل دوابشة، والعمل على إنقاذ صورة الكيان من الانهيار، وازدياد حركة المقاطعة بحق المنتجات الصهيونية والمقاطعة الأكاديمية في أوربا وأمريكا للكيان الصهيوني بعد هذه الجريمة النكراء.
ويرى كاتب السطور أنه ليس غريبا على العدو الصهيوني مثل هذه الجريمة، وقد ارتكب آلاف جرائم الحرق والقتل بحق الأطفال الفلسطينيين، وسجل الجرائم الصهيوني يشهد على ذلك، ولها تاريخ قديم يعود إلى نكبة عام 1948م، حيث أورد المؤرخ (الإسرائيلي) الشهير " إيلان بابه " في كتابه في كتابه التطهير العرقي في فلسطين الذي تحدث فيه عن نكبة عام 1948م وتحدث عن قيام العصابات الصهيونية بحرق القرى الفلسطينية، وقال في إحدى صفحات الكتاب ( كانت القوات اليهودية تدحرج براميل مملوءة بالمتفجرات، وكرات حديد ضخمة باتجاه المناطق السكنية العربية، وتصب نفطا ممزوجا بالبنزين على الطرقات وتشعله، وعندما كان السكان الفلسطينيون المذعورون يخرجون من بيوتهم راكضين بغية إطفاء تلك الأنهار المشتعلة، كان اليهود يحصدونهم بالمدافع الرشاشة ". واليوم يشهد العالم (الحر) بأسره قيام المستوطنين الصهاينة بإحراق الطفل علي دوابشة، وسبق هذه الجريمة النكراء قيام المستوطنين بإحراق الطفل محمد أبو خضير، وذلك بعد أن قام الصهاينة بالاعتداء على الطفل محمد وقاموا بإجباره على شرب " البنزين" ثم أحرقوه.. ولقد أعلنت أجهزة الأمن (الإسرائيلية) بحسب وسائل الإعلام العبرية أنها كشفت عن تنظيم اليهودي السري الذي يحمل اسم " مملكة الشر" أو " تدفيع الثمن"، من خلال الوثيقة الاستيطانية الخطيرة التي كشفت عنها تحقيقات المخابرات الإسرائيلية تضمنت توجيهات شديدة للمستوطنين لتنفيذ جرائم تحث اسم " جباية الثمن "، كما اشتملت الوثيقة على تعليمات صارمة للمستوطنين بتنفيذ جرائم الحرق والقتل بحق الفلسطينيين وتوضح آليات تنفيذ هذه الجرائم. إن حكومة (نتنياهو) الفاشية تدعم وبكل قوة أعمال الحرق والقتل التي يقوم بها المستوطنون بحق أهلنا في الضفة، فقد نشرة القناة (الإسرائيلية) العاشرة تقريرا حديثا ومفصلا عن قيام حكومة (نتنياهو) بتمويل قطعان المستوطنين بمبلغ (100) مليون دولار تم دفعها للمتطرفين اليهود والمنظمات الإرهابية اليهودية التي خرج منها منفذو عمليات الحرق الأخيرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، كما قامت حكومة (نتنياهو) الفاشية بتوفير مخصصات مالية لعائلات المستوطنين اليهود وتعين محامين حكوميين عنهم حسب تقرير القناة الصهيونية العاشرة كما أن اللجنة المالية في الكنيست الصهيوني متواطئة مع الحكومة، ويجري صرف المستحقات الحكومية تحت مسميات وهمية أو ملفقة لأعضاء التنظيم اليهودي ، كما يتم إعفائهم من ضرائب الماء والكهرباء، كما أن الجمهور "الإسرائيلي" بحسب القناة الصهيونية مصدوم من أن مجموع المبالغ المالية التي تدفع للمستوطنين اليهود وتشجعهم على مواصلة جرائمه بحق الفلسطينيين . ولقد كشفت مؤخرا أجهزت الأمن الصهيونية - حسب وسائل الإعلام العبري- أن المستوطنين الذين أحرقوا منزل الطفل الرضيع علي دوابشة ينتمون إلى التنظيم اليهودي السري مملكة الشر وقاموا أعضاء التنظيم بتنفيذ عدد كبير من جرائم القتل في الفترة الأخيرة، فيما يتركز نشاط أفراد التنظيم السري والنواة الصلبة لهم في البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس، وهم يتحركون بحرية كبيرة دون أية رقابة عليهم، ويحملون أفكار تهدف إلى نشر الفوضى والقتل وتخريب الأمن والاستقرار في دولة الاحتلال، كما يحملون فكرة إقامة نظام جديد في الكيان الصهيوني، على أساس الشريعة اليهودية، فيما أفادت تقارير الأمن (الإسرائيلي)، أن أعضاء التنظيم اليهودي يستخدمون العنف بشكل ممنهج ومتواصل بدون أي صلة بسلوك الشرطة في الكيان، ويخططون دوما لإحراق المساجد الفلسطينية أو الكنائس وتدميرها بأية وسيلة وافتعال المشكلات مع الفلسطينيين، ويقاتل أعضاء التنظيم من أجل تطبيق ما يسمونه " الشريعة اليهودية " . المطلع على تاريخ المنظمات الصهيوني، يدرك تماما أن منظمة " مملكة الشر" يعود تأسيسها إلى تاريخ العصابات الصهيونية مثل "الهاغاناة" و "الشيترون" وغيرها، وتنتهج نفس الوسائل والأساليب، فيما تلقى دعما كبيرا من الحكومة الصهيونية، وحتى أعضاء الكنيست الذين يشجعونهم على مواصلة جرائمهم بحق أبناء شعبنا، ويشجعونهم على أعمال الحرق بحق الفلسطينيين ومساجدهم من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى والأكبر لهم تدمير المسجد الأقصى المبارك وإقامة هيكلهم المزعوم . أمام جرائم المستوطنين المتواصلة بحق أبناء شعبنا، وبحق أرضنا، يجب علينا كفلسطينيين التكاتف وتوحيد الصفوف، والعمل على فضح هذه الجرائم أمام المجتمع الدولي، وتحريك الضمير الإنساني النائم من أجل دعمنا ومساندتنا في مقاومتنا للاحتلال الصهيونية والوقوف في وجه جرائم المستوطنين بحقنا . |