الزراعة تُحاول اجبار العجول والخراف "الطائرة" على الهبوط

وزير الزراعة السابق الدكتور شوقي العيسة، كان قد فتح الباب أمام التجار والشركات لتقديم طلبات لاستيراد اللحوم الحمراء على نظام الكوتا، وقررت الوزارة مؤخراً سحب أذونات الاستيراد التي منحتها للمتقدمين والذين لا يزيد عددهم عن اصابع اليد الواحدة، بسبب عدم استيفائهم لكافة المعاملات والشروط المطلوبة منهم، وتمكنت شركة واحدة فقط الحصول على إذن بالاستيراد. بحسب مدير عام التسويق الزراعي في وزارة الزراعة طارق ابو لبن.

وهذا دفع، بالوزير الحالي لفتح المجال من جديد أمام التجار، وصدر القرار يوم أمس الاحد، وتنتهي فترة تقديم الطلبات مع نهاية دوام يوم غد الثلاثاء، وهذه الفترة قد تكون غير كافية أمام الشركات والتجار لتقديم طلباتهم، وعلى الرغم من هذا، يُعلق مدير عام التسويق في وزارة الزراعة طارق ابو لبن آمالاً كثيرة على هذا القرار، لحفظ توازن الاسعار.

قبيل شهر رمضان الماضي، حذر وزير الزراعة السابق تجار اللحوم من التلاعب باسعارها، وسارعت وزارة الاقتصاد لتحديد بيع اسعار هذه اللحوم، بهدف حماية المستهلكين، كما قامت طواقم حماية المستهلك في وزارة الزراعة بتحويل عدد من اصحاب محلات بيع اللحوم في الضفة الغربية الى النيابة العامة لعدم التزامهم بالتسعيرة، ورغم كافة المحاولات لخفض السعر، الا أن العجول والخراف استمرت في الطيران.

مسؤول كبير في وزارة الزراعة، قلل من حجم مشكلة ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء، وحمل التجار مسؤولية التلاعب بالاسعار، مشيراً الى أنه قام بشراء لحم الخروف من أحد المحال في (...) بسعر 55 شيكل للكيلو.

ويباع كيلو لحم الخروف الطازج، اليوم الاثنين، في أسواق الضفة ما بين 80 - 90 شيكل، وكيلو العجل الطازج يتراوح ما بين 60 -65 شيكل، وهذا السعر سيرتفع خلال الايام القادمة.

مصر مفتاح الحل
أحد الحلول المطروحة من تجار لحوم، قد يجدي نفعاً، عقد اتفاق ما بين الحكومة الفلسطينية والحكومة المصرية، على توريد العجول الحية الى قطاع غزة، وكما قال تاجر اللحوم محمد الشرفاتي: "أعتقد بأن اسرائيل لن تعارض هذا الاتفاق كون العجول القادمة من مصر لن تمر في أراضيها، وبذلك يتم تخفيف الطلب على العجول من اسرائيل لغزة وتزداد كمياته في اسواق الضفة الغربية".

وأشار الى أن ما نسبته 80% من احتياجات المستهلكين في غزة من لحم العجل كانت تغطى من السوق المصرية، لكن بعد اغلاق الانفاق تحول الاعتماد على السوق الاسرائيلي وهذا أدى لارتفاع اسعارها في الضفة وغزة.

وأضاف: "لا اعتقد بأن قرار وزير الزراعة الجديد سيشكل حلاً للمشكلة، وعليه التفكير في حلول ذات ابعاد استراتيجية، وأحدها استيراد العجول من مصر لغزة، وتجار الضفة يعتمدون اعتماد كلي على شراء العجول والخراف من السوق الاسرائيلي ولا يقومون باستيرادها من الخارج".

وكان طارق ابو لبن قال لمراسلنا في الخليل في وقت سابق: "منذ العام 2007 لم نقم في السلطة الوطنية الفلسطينية، باسيتراد كميات العجول المنصوص عليها في اتفاقية باريس الاقتصادية، حيث يعتمد تجار اللحوم على السوق الاسرائيلي، نظراً للمشاكل الكثيرة التي تقف أمام عمليات استيراد العجول بشكل مباشر من الخارج".

السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل سيذهب سكان الضفة لشراء اللحوم الحمراء من ذلك المحل الذي اشترى منه المسؤول الكبير، أم ستسارع الحكومة لعقد اتفاقية مع الحكومة المصرية على توريد العجول الى قطاع غزة لخفض اسعارها في الضفة وغزة..؟ وفي حال تم السماح بدخول العجول الى غزة، ماذا ستعمل وزارة الزراعة مع الخراف الطائرة في أسواق الضفة الغربية خاصة وأن عيد الاضحى على الأبواب..؟