|
العوري: الأطفال الأكثر تضرراً جراء الصدمات النفسية التي يعايشونها
نشر بتاريخ: 12/08/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:01 )
رام الله - معا - أكد الأخصائي النفسي الإكلينيكي والمحاضر في علم النفس، د. محمد العوري، اليوم الأربعاء، على أن الأطفال هم الشريحة الأكثر تضرراً جراء الصدمات النفسية التي يعايشونها يومياً، وأكد على أن المجتمع الفلسطيني يعتبر بيئة خصبة لمعاناة الأطفال من الصدمات النفسية بفعل ما يشاهدون يوميآ من حوادث القتل والإعتقال والمداهمات التي تقوم بها قوات الإحتلال الاسرائيلي.
وأشار د. العوري لوكالة "معا" الى أن الصدمة النفسية وبالتحديد صدمة الحرب لها تأثيرات سلبية تلقي بظلالها على كافة أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم، كبارا وصغارا ونساء ورجالا وقد تستمر لفترات زمنية طويلة، مشيراً الى أن الأطفال هم الحلقة الأكثر تضررآ من هذه الصدمات لأن كثير من الأطفال لا يوجد لديهم الوعي الكافي لفهم ما يتعرضون له بالأضافة الى عدم قدرة الكثير من الأطفال على تحمل الظروف الصعبة التي تحدث من حولهم مع التأكيد على أن جزء كبير من الأطفال يبدون قدرة على التكيف ولكنهم يكونوا أكثر ضعفاً من البالغين. وأوضح د. العوري أن أخطر أثار الصدمات التي يمكن أن تنتج مع الأطفال هو التأثير النفسي الذي يظهر بشكل أني أو مستقبلا من خلال معاناة الكثير من الأطفال من مشاكل نفسية، أهمها ما يسمى بإضطراب ما بعد الصدمة، الذي يظهر على شكل اضطرابات سلوكية، كالتوتر والقلق والميل الى العزلة والانطوائية والتبول اللا ارادي والشعور بالعجز وتكرار احلام مزعجة تتعلق بالظروف الصعبة التي مر بها الطفل أو شاهدها أو عايشها، بالاضافة الى الخوف وفقدان الأمان وأعراض نفسية وجسدية أخرى عديدة حيث أكد على أن هذه الإعراض تتراوح خطورتها بحجم الصدمة التي تعرض لها الأطفال وبقدر دعم المجتمع ووعي عائلات الأطفال لمساعدة أطفالهم وإحتضانهم. ةدعا د. العوري كافة المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية في فلسطين الى حث طواقمها على ضرورة بناء خطة موحدة تشترك فيها كل المؤسسات العاملة في هذا المجال لمعالجة ما خلفته إجراءات الإحتلال القمعية على نفسية الأطفال سعيا للتقليل من حدة الآثار النفسية لديهم و التي باتوا يعانون من تداعياتها. وختم د. العوري قائلأ : لاب د من التدخل للحد من تفاقم هذه الأثار النفسية التي سيكون لها تداعيات سلبية على شخصية الأطفال مستقبلا اذا ما عولجت، حيث أن العلاج يكمن في خلق بيئة ملائمة وآمنة لهم قدر الإمكان، والحوار معهم والاستماع لهم ومحاولة إعادة حالة الشعور بالأمان وإبعادهم عن مشاهد العنف التي تعرض على وسائل الإعلام بالإضافة إلى تحفيزهم على التفريغ النفسي من خلال أنشطة ترفيهية، مثل الرسم والقصص واللعب الذي يعد من أفضل وسائل الدعم النفسي الاجتماعي لأنه أقرب الى شخصية الطفل وإهتماماته والعمل قدر الإمكان على ضرورة دمج العمل النفسي مع خدمات الرعاية الصحية من أجل مساعدتهم ونقلهم من مرحلة الصدمة إلى مرحلة التعايش الطبيعي مع الحياة اليومية. |