|
نور الشريف: وداعا
نشر بتاريخ: 13/08/2015 ( آخر تحديث: 13/08/2015 الساعة: 10:40 )
الكاتب: صادق الخضور
الفنان نور الشريف يرتحل بعد أن كان مثالا للفن الملتزم، ومسيرته شاهد على تجليات إبداعه في مسيرة الدراما العربية.
سجّل نور الشريف شخصيّة الحاج متولي باعتبارها رمزا لنمط سائد في المجتمع الشرقي، وبات هذا اللقب مقترنا بكثير من الحالات، وهو يؤكد أن نور الشريف وصل قلوب الناس ببساطته التي تخلو من تعقيد، ونجح في تسيّد المشهد الدرامي بتعقيد لا يخلو من بساطة. نور الشريف مثال للفنان الملتزم الذي جعل من أعماله مرآة للواقع، بانتقاء مدروس للأدورا، واهتمام بالغ الدقّة بتفاصيل الشخصيات، واستحضار دائم لمقومات النجاح. نور الشريف أكدّ أن الالتزام طريق النجاح والقرب من الناس، وأن البقاء للأصلح، وأن الاقتران بالموضوع الكبير يصنع النجم الكبير، وهذه المحاور تتقاطع وما وسم الأدب الفلسطيني من مقومات البقاء والنقاء. نور الشريف: نجم راكم نجاحاته، وأفاد من تجاربه، وظل محافظا على معايير خاصة لأعماله، وبقي قريبا من الناس، وكل ما نأمله أن يكون هناك تكريم لهذا النجم في المناسبات الثقافية العربية. نور الشريف رحمه الله كان من الجيل المتفاعل مع الأجيال كلها، وما بين الكوميديا الهادفة والالتزام، ظلت مسيرة هذا النجم محكومة بالإبداع. وداعا نور الشريف، وفعلا فقدت الدراما العربية فنانا ذا رؤية يمكن استنباطها من أعماله، ومن أحاديثه الصحفية التي حكمها الاتزّان دوما، وسيبقى نور الشريف حاضرا في عداد النجوم الحافرين رسمهم في ذاكرة الأجيال، وسيظل بمنأى عن أن يكون هذا الحضور موضع تشكيك. نور الشريف ليس مجرّد مؤدّ للأدوار بل كان صانعا للحدث، راسما لأدق تفاصيل الحكاية، ولذا صار علما من أعلام الدراما العربية، ورمزا من رموز التجديد المحكوم دوما بطابع الأصالة. برحيله تفقد الدراما العربية أحد الذين صبغوها بطابع استثنائي، فرحمه الله. |