|
" ما للجمال مشيها وئيدا "
نشر بتاريخ: 13/08/2015 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ومن قصص العرب الملكة الزباء بنت عمرو ، والحروب التي خاضتها دفاعا عن مملكة الحيرة ، وكانت الزباء عربية اللسان حسنة البيان شديدة السلطان كبيرة الهمة قال ابن الكلبي لم يكن في نساء عصرها أجمل منها وكان اسمها فارغة وكان لها شعر إذا مشت سحبته وراءها وإذا نشرته جللها فسميت الزباء قال الكلبي وبعث عيسى بن مريم عليه السلام بعد قتل أبيها في اشارة الى الفترة التي عاشت وحكمت فيها .
قوة منافسيها واعتمادهم الدهاء والغدر والتسلل والتمويه في الاقتراب منها حتى لا تصل النفق الذي يحميها كانت مضربا لامثال وقد حاولت الزباء مقاتلتهم دون جدوى فقد كانوا جنود اشداء من العمالقة ، فقالت الزباء : تمرد مارد وعز الايلق . فصارت مثلا على قوة التحصينات وعدم قدرة الجيوش على اقتحامها . ولكنها حين حوصرت وقبل ان ينال منها عمرو بن عدي اللخمي وهو اول ملوك الحيرة من لخم ، رفعت يدها ومصّت خاتمها المسموم ( من عادات الملوك ) لتموت بالسم وليس بسيف الاعداء والخونة وقالت عبارتها الشهيرة : بيدي لا بيد عمرو . لكن عمرو لم يرحم كبرياءها وهجم عليها بالسيف وهي تترنح من السم ولم يعطها 14 ثانية حتى يصل السم الى قلبها وبدأ بطعنها بالسيف وتقطيعها وهي لا تزال على قيد الحياة ليسجل في التاريخ انه قتل الملكة ، ولكن التاريخ حفظ القصة لصالحها وليس لصالحه هو . وحتى لا نضيع في التفاصيل وان كانت مهمة وفيها عبرة ، لقد استوقفني ان الزباء حين رأت قوافل الجمال تمشي ببطء " وئيدة " قبالة قصرها ، أدركت ان الجنود متلحفين بالخفاء ومتسربلين بالسواد يختبئون هم واسلحتهم تحت النوق ، فلم يمتطوها ، وهي لم تحملهم ، كما لم تحمل السلاح على ظهورها . فقالت للوشاة من حولها وقد عرفت ما يخططون له : مال للجمال مشيها وئيدا ... أجند لا يحملن أو حديدا اي ان المؤامرة اكتملت ، وان السلاح تحت قطيع الجمال ، وان المعركة اقتربت ... وان الجميع يرى ذلك . |