|
اليمين الاسرائيلي :الهزيمة الجميلة ، الانتصار المر
نشر بتاريخ: 13/08/2015 ( آخر تحديث: 13/08/2015 الساعة: 14:09 )
الكاتب: عوني المشني
انتصر اليمين الاسرائيلي واسقط خيار الدولتين واصبحت ارض اسرائيل الكاملة في احضان الاستيطان ، انتصار كبير بلاشك ، انتصار حاسم بلا شك ، انتصار مبهر بلا شك . بالمقابل هزمت الاستراتيجية الفلسطينية القائمة على اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ولم تعد امكانية لا حاليا ولا مستقبلا لاقامة مثل تلك الدولة ، هزيمة كبيرة بلا شك ، هزيمة حاسمة بلا شك ، هزيمة نهائية بلا شك .
بهذا الانتصار وتلك الهزيمة طويت صفحة من الصراع لتفتح صفحة جديدة ،" نحن هنا وهم هناك "لم يعد شعارا صالحا للمرحلة ، هم هنا وهناك ، نحن هنا وهناك ، هم في قلب الخليل ورام الله نابلس ونحن في قلب الجليل والمثلث والنقب . يمتدون افقيا بفعل الاستيطان نمتد عموديا بفعل حصار البناء الفلسطيني ، ونمتد حيثما هناك كهف او خيمة او حتى فيئ شجرة . لم العجلة ؟!!! الارض تستطيع ان تحملنا نحن الشعبين ، ومن لم يستطع الحصول على كورنفليكس سياكل بطاطا مشوية ، ودائما هناك فرص للتكيف مع الوضع الراهن ، سنتكيف مع انتصار اليمين ، وسنتكيف مع هزيمة خيار الدولتين ، وسنتكيف مع الطريق الطويل الذي ستكون فيه العنصرية هي النظام الذي يجمعنا ويفرقنا في ان واحد ، فلم العجلة ؟!!! هي مجرد ثلاثون سنة لا اكثر ، فترة زمنية تمضي كلمح البصر ، سيتعمق فيها انتصار اليمين كثيرا ، ستعلو البنايات في رام الله والخليل وجنين لتكون عشرون طابقا ، وستختفي التلال الخضراء في الطريق بين رام الله ونابلس ، والقرميد الاحمر للبناء الاستيطاني سيحل مكانها ، رهط ستصبح مدينة حقيقية ربع مليون فلسطيني بدوي في رهط يكفي ، ربما ليست مدينة نظيفة كبئر السبع ولكنها مدينه يفضلها اليهود ليتسوقو منها كون الاسعار هناك اقل ويوجد بضاعه مهربة وجيدة . سيضطر اليهود لتعلم اللغة العربية ، الطبيب في المستشفى عربي ، المدرس عربي ، المحامي عربي ، عامل البناء ، البائع في شارع ديزنكوف ، الذي يكوي الملابس ، نادل المطعم ، المحامي ، المهندس ، سائق الباص ، حتى شرطي المرور ، كلهم عرب ، مزعج هذا ولكن لا مفر ثلاثون عضو كنيست عرب !!!! اقل من الثلث هذا ممتاز لليهود ، العرب لم يصلوا الى الثلث لقد نجحنا كيهود !!!!! لكن الملاعين هؤلاء يتحالفون مع اليهود الشرقيين ، انهم خمسة وخمسون عضو كنيست ، هذا خطر ولكن اقل من النصف ، الحمد لله لا يستطيعون تشكيل حكومة ، حذار حذار ان ينضم لهم اي حزب اخر ستكون كارثة ويكون محمد ........ رئيس حكومة ، لا لا هي مزحة ثقيلة ، انها كوميديا سوداء ، كابوس ، ولكنها على مرمى ثلاثون عاما ، من يدري ربما اقل قليلا ، ربما بذكاء اليهود تتاخر وتصبح اربعون عاما ، نعم نعم ينجح اليمين مرة اخرى يؤخرون الكابوس عشرة سنوات ، مرحى مرحى لليمين انتصار اخر عظيم !!!! وماذا بالنسبة للفلسطينيين ؟!!!! انهم اصبحو السقائين الحطابين مقارنة بالنخبة اليهودية ، مدرسين واطباء ومهندسين مقابل مجتمع السايبر اليهودي ، اعطي العرب ما لم يلزم لليهود ، تبا لهذا الوضع ، لا اجد في اسرائيل عامل تصليح اطارات سيارات يهودي واحد ، كلهم عرب ، العرب الان في اسرائيل اكتشفو انهم مهمين ، ولكنهم مهملين ، لا بد من تحسين وضعهم ، لا بأس من اضراب عام ليوم واحد ، يوم واحد فقط ، دعنا نجرب ، يا للهول كم نحن مهمين ، يوم واحد تعطلت فيه الدولة ، المستشفيات ، المدارس ، الخضار لم تصل الاسواق ، المطاعم ، المحاكم لغياب المحامين ، ورشات البناء ، النقليات العامة ، اصلاحات الكهرباء ، حتى الدفاع المدني وسائقي سيارات الاسعاف !!!! كم نحن مهمين وكم لدينا تاثير ، عطلنا البلد باضراب يوم واحد ، اضراب ليوم واحد لم نجد مطعم واحد يقدم لنا باربكيو ، كم هذا مزعج ، اعطوهم حقوقهم حتى لا تتعطل حياتنا !!!! رئيس الدولة يتمنى على العرب الانتظار ريثما تنهي اللجنة الوزارية البحث في التمييز الممارس ضد العرب ، رئيس الحكومة يقول الفلسطينيين يريدون تدمير اسرائيل دولة اليهود من الداخل ويجب سن قانون يمنع اضراب غير اليهود !!! نعم نعم قانون جيد الاضراب حق لليهود فقط ولا يجوز للغوغاء العرب ان يمتلكوه ، لكن كيف سنسن قانون كهذا ، العرب والشرقيين في الكنيست يرفضون وحفنه من اليهود الغربيين الخونة يتضامنون معهم ، تبا لهم انهم اغلبية تمنع سن القانون . اليهود يطلبون تدخل الجامعة العربية لدى قيادات العرب في اسرائيل واثنائهم عن مواصلة الاضرابات ، لم لا ؟؟؟ ليتدخل السعوديين والمصريين والاردنيين ، حتى جزر القمر نريد جهدها لثني العرب عن مواصلة الاضراب . مرت هذه المرة ، انتهى الاضراب ، دعونا نغلق عيوننا ولا نفكر ماذا مع الاضراب القادم ، نحتاج الى جرأة لمجرد التفكير بذلك . اسرائيلي يصحو من النوم قلقا من تهديد عماله بترك العمل اذا لم يرفع مرتباتهم ، يتمتم وهو يسحب نفس سيجارته : نعم نعم انه نصر كبير ، انتصرنا في اليمين ، حتى اكمل الانتصار ساجعل نصف المصنع باسم العمال وسنكون شركاء ، هذا اقل خطورة من رفع مرتباتهم ، سيجعلهم ايضا مخلصون في العمل اكثر ، نصف المصنع يكفي ، نصف المصنع يكفي ، المهم ان يقبلو هذا ، اعتقد انني ساقنعهم ، نعم ساقنعهم باستغلال بساطتهم ليمتلكو نصف المصنع ولنكن شركاء ، لا امكانية للاستمرار بدونهم . لم يعد الفصل ممكنا ، لم تعد وحدة البلاد مطلبا اسرائيليا ، لم يعد ممكنا البقاء في تلك الحركة المفرغة ، لا شيئ جيد بما يكفي ، لا شيئ ممكنا بما يستطاع تطبيقه ، نسير والاسرائيين بفعل قانون الحركة ليس اكثر ، الاحداث تصنع المستقبل دون تخطيط مسبق ، جميل ان لا نخطط ، دع الاحداث تقودنا ، حدث اليوم يشير الى الغد ، اما بعد غد سننتظر ما الذي سيكون غدا ، حيث يمكن العيش معا سنعيش ، حيث يفترض سنتصارع على كل شبر ارض وعلى كل بيت وعلى كل شجرة وعلى كل ينبوع ماء ، يطردوننا من هنا لنلتف من بعيد الى هناك ، وهكذا ، سيأتي وقت نستسلم جميعا باننا لا يمكن الا ان نكون معا ، سياتي الوقت الذي نكتشف اننا خسرنا اكثر مما ربحنا من الصراع ، سنحصي قتلانا كلا الطرفين ، سيسأل كل منا الاخر ، هل كان ممكن ان نتخصر الضحايا ؟؟؟؟سنمسح دموعنا ونبتسم ونقول : كفى كفى بعد ثلاثون او اربعون عاما !!!! لماذا ليس الان ؟؟؟ لان اليمين يحتاج اكثر من نصر !!! دعو اليمين يكمل انتصاره !!! حتى لو كلف ذلك مئات او الاف الضحايا من الجانبين ، دعو اليمين ينتصر وينتصر وينتصر !!!! ثمن الانتصار ثلاثون سنة اخرى من الصراع ، ليس كثيرا ، اربعون سنه ، ليس كثيرا ، خمسون سنه ، خمسون سنه كافية ودون ادنى شك ، سيكون انتصارا كافيا لنقول في النهاية نحن وهم دولة واحدة ، قانون يساوي الجميع ، حقوق وواجبات متساوية ، وعندها سنصفق معا ونقول : جيد ان اليمين الاسرائيلي انتصر ، جيد للفلسطينيين بما يكفي ليقولو : شكرا لكم لانكم هزمتمونا ، انها الهزيمة الاعظم من النصر ، هزيمة سنوثقها وسنجعلها يومنا الفلسطيني الوطني |