وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عرس رياضي في الخليل

نشر بتاريخ: 15/08/2015 ( آخر تحديث: 15/08/2015 الساعة: 21:18 )
عرس رياضي في الخليل
بقلم : رائد عابد .
يجني الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ثمار سنوات من العمل الاحترافي الإداري والفني , منذ أكثر من ثماني سنوات بدأت القيادة الرياضية الجديدة بمشروع البناء الاستراتيجي , وقد تم الانطلاق على ثلاثة محاور رئيسية , الأول كان يركز على تأهيل الكوادر البشرية , والثاني على المنشآت المختلفة التي تهم تطور الحركة الرياضية , والمحور الثالث كان يرتكز على تعميق الاستفادة من العلاقات القائمة مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية ذات العلاقة .
أعداء النجاح راهنوا منذ اليوم الأول على فشل التجربة الفلسطينية الجديدة , لكن حرص أصحاب المشروع على السير بخطوات ثابتة و واثقة أوصل كرة القدم الفلسطينية إلى درجة مكانة مرموقة على المستوى القاري وليس على مستوى المحيط الاقليمي فقط .

وصل المنتخب الفلسطيني إلى نهائيات كأس القارة الاسيوية في أستراليا يناير 2015م , وهذا حلم للكثير من المنتخبات الأسيوية التي مازالت تحاول ومع كل محاولة تفشل لأن كل هذه المحاولات لا تستند إلى تخطيط عملي منظم , رغم أن كل الدول الأخرى لا تعاني أي مشاكل مقارنة بما تعانيه الرياضية الفلسطينية , بسبب ممارسات العدو الصهيوني اليومية التي تمزق الوطن وتنصب الحواجز وتمنع الرياضيين من التنقل بين المدن وتعتقل بعضهم بل وتقتل بعض الرياضيين دون احترام لأبسط حقوق الانسان , كما تقوم قوات الاحتلال بمنع وصول المساعدات الدولية للرياضيين وتمنع التوسع ببناء المنشآت الرياضية .

ومع ذلك نجد أن الرياضة الفلسطينية تتطور في مختلف الفئات العمرية ذكورا واناث , نعم تتوسع القاعدة الرياضية من خلال برامج الاتحاد الدولي لكرة القدم , وبرامج الاتحاد الفلسطيني الذي تمكن من بناء علاقات قوية مع الفيفا وقياداته التي يجب عليها أن تلتزم بحماية الرياضي الفلسطيني وفق القوانين والانظمة الدولية .

وقد حقق الاتحاد الفلسطيني انتصارين كبيرين خلال أسبوعين وتفوق على غطرسة العدو الصهيوني الذي رفض أن تقام مباراة نهائي كأس فلسطين ذهابا في غزة وايابا في الضفة الغربية , وقد رفضت سلطات الاحتلال إقامة اللقاء في غزة , وبعد التواصل مع الاتحاد الدولي الذي ضغط على الإسرائيليين , وبالفعل اقيمت مباراة الذهاب يوم 6 / 8 / 2015م . غصب عن ارادة العدو في غزة , وللمرة الأولى منذ خمسة عشر عاما يتمكن فريق من الضفة زيارة غزة وسط استقبالا واحتفالات غير مسبوقة , أهلي الخليل زار شقيقه اتحاد الشجاعية تعادل الفريقان دون أهداف وكان من المقرر أن تقام مباراة الاياب بعد اربعة ايام .

لكن الأمور لم تسير حسب ماكن مخطط له , مرة أخرى جشي الاحتلال يعترض , على سفر اتحاد الشجاعية إلى الضفة , وطالب بالتحقيق مع 3 لاعبين و4 إداريين وهو ما أدى إلى رفض الفريق فكرة السفر , لكن رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب , لم ييأس و تواصل مع الاتحاد الدولي وكافة الاتحادات القارية واعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي , وبناء على قرار الكونغرس ال 65 الذي عقد في زيورخ وجه الاتحاد الدولي إنذار شديد للعدو الذي رضخ سريعا ومنح التصاريح المطلوبة لفريق اتحاد الشجاعية , الذي مر بسلام من معبر إيريز وبكامل عدد لاعبيه واداريه .

المتحدث باسم جيش العدو افخاي ادرعي هاجم رئيس الاتحاد الفلسطيني لأنه تمكن من اذلال الغطرسة الصهيونية , حيث وصفه بالرجل الاستفزازي , الذي يستخدم الرياضة في السياسية , وهذا ليس غريب على العدو الذي حاول مرات عديدة أن يمنع رئيس الاتحاد من السفر والتحرك بين المدن لأنه يشكل خطر عليهم .
وقد حظيت بعثة فريق الشجاعية باستقبال تاريخي منذ لحظة الوصول , مباراة الاياب انطلقت يوم الجمعة 14/8/2015م وجاءت مثيرة وسريعة وشهدت ندية واضحة , وتمكن أهلي الخليل من تحقيق الفوز في الدقيقة الاخيرة من اللقاء (2/1) . هذه المباراة الكل رابح فيها , بداية من كرة القدم الفلسطينية واتحاد الشجاعية الذي قدم مباراة كبيرة , أهلي الخليل البطل , والجماهير التي ساهمت بشكل واضح في نجاح هذا العرس الكروي الكبير . الخاسر الاكبر هو الاحتلال الذي تلقى صفعتين قويتين خلال أسبوعين .