وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حفل وطني ونسوي مميز في الذكرى الأربعين للراحلة نهاية محمد

نشر بتاريخ: 16/08/2015 ( آخر تحديث: 16/08/2015 الساعة: 19:58 )

رام الله- معا - نظمت اللجنة الوطنية لتأبين الراحلة نهاية محمد، والمؤلّفة من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وعدد من المنظمات والأطر النسوية، حفل تأبين مهيب في الذكرى الأربعين لرحيل القائدة الوطنية والنسوية البارزة، وسط حضور وطني ونسوي لافت امتلأت به قاعة سينما القصبة في رام الله.


 وتقدم الحضور نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم ( أبو ليلى)، وانتصار الوزير (أم جهاد) رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمناء العامون للفصائل، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح والهيئات القيادية للفصائل، والوزراء، وأعضاء المجلس التشريعي، والنواب العرب في الكنيست، وأعضاء الأمانة العامة لاتحاد المرأة ورؤساء النقابات العمالية والمهنية، والبلديات ومؤسسات المجتمع المدني.


وبدأ الاحتفال الذي تولت عرافته الكاتبة ريما نزال بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء، وتلت نزال برقية من رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله نقل فيها تعازيه لأسرة الفقيدة ولهيئات الاتحاد العام للمرأة مشيدا بمسيرة الراحلة التي تركت إرثا نضاليا مشرّفا، وكرست حياتها للدفاع المستمر عن المرأة الفلسطينية على مختلف الأصعدة من خلال عملها كنائبة لرئيسة الاتحاد العام للمرأة، ومثل فقدانها خسارة كبيرة لشعبنا الفلسطيني وحركته الوطنية المعاصرة.


وألقى نجل الفقيدة مجد خليفة كلمة مؤثرة حيا فيها وقفة الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقطاعاته وأطيافه السياسية، وتضامنه مع الأسرة، مستعرضا جوانب مختلفة من حياة الراحلة الوطنية والإنسانية، مؤكدا أن التكريم الذي حظيت به الفقيدة من قبل شعبها في حياتها وبعد رحيلها، يمثل إجماعا على القيم السامية والنبيلة التي تمسكت بها نهاية محمد طوال مسيرتها، وستبقى تلهم الجميع على مواصلة السير على دربها.


وألقت  انتصار الوزير كلمة أبرزت فيها الدور الوحدوي المثابر والمميز لفقيدة فلسطين الكبيرة في بناء وتوطيد أركان الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية منذ بواكير تأسيسه، ليكون مظلة لكل نساء فلسطين في الوطن والشتات، وقاعدة اساسية من قواعد الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتأسيس لدولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس، كما اشارت إلى العلاقات الخاصة التي جمعتها بالراحلة في مختلف مراحل النضال الوطني، وخاصة في المراحل الدقيقة والصعبة في بلدان الشتات، كما على أرض الوطن، ومساهمتها في تعزيز مكاسب المرأة الفلسطينية على مستوى التشريعات والحقوق المدنية والسياسية والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة.


وفي كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، تحدث صالح رأفت عضو اللجنة التنقيذية للمنظمة، فقال أن الراحلة كانت حريصة دوما على وحدة الحركة النسوية، وكانت في مقدمة الصفوف دفاعا عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وحرصت دائما على ربط النضال الوطني بالاجتماعي، وساهمت بشكل فعال في تعديل القوانين والتشريعات لضمان المساواة الكاملة للمرأة، وترسيخ الديمقراطية وضمان الحريات العامة.


كما تحدثت النائب عايدة توما النائب عن القائمة المشتركة والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة فوصفت الراحلة نهاية بأنها إحدى رموز جيل كامل من المناضلات الفلسطينيات الرائعات اللواتي حكن بجدارة ومهارة بالغة نسيج النضال النسوي المنطلق من منطلقات وطنية وممزوج بآلام شعبنا الفلسطيني البطل. هذا الجيل من المناضلات الذي عمل وناضل ونجح في وضع لبنات في العمل النسوي والوطني. حيث حملت نهاية الانتماء الوطني الصادق في قلبها، ووضعت التحرر والاستقلال هدفاً منتصباً شامخاً أمام عينيها ولم يغب عن ناظريها أبداً، كما ازدان هذا الهدف بتفاصيل العدل الاجتماعي والمساواة والديمقراطية. وكان للراحلة جهد مميز في وضع وثيقة حقوق المرأة وإنصافها من خلال مشاريع القوانين التي ساهمت فى إقرارها، مثل قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات.


وألقى محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح كلمة باسم القوى الوطنية قال فيها أن الراحلة هي فقيدة كل الشعب ونساء فلسطين، وقد تحدت كل الصعاب، في مسيرة نضالية رائعة امتدت من اللجوء والشتات إلى أرض الوطن في اشتباك مباشر مع الاحتلال ومخططاته، وسيبقى اسمها لامعا مؤثرا، كما أن انتماءها للجبهة الديمقراطية كان وسيلة للمساهمة في النضال الوطني دون أي تناقض مع الأهداف الشاملة للشعب في مواجهة الاحتلال باعتباره يمثل التناقض الرئيسي.


كلمة الجبهة الديمقراطية ألقاها تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة وممثلها في االلجدنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وصف فيها الراحلة بانها كانت رفيقة استثنائية، تميزت بشعورها العالي بالمسؤولية، وامتلكت وعيا وطنيا وطبقيا مبكرا، وإرادة فولاذية أهّلاها لتبوؤ مكانتها الممميزة في قيادة الجبهة الديمقراطية والحركة النسوية، ولم تؤثر الظروف القاسية التي كابدتها سواء الإبعاد عن الأسرة، أو المرض لاحقا، في عزمها وعزيمتها، وكانت دائما علما من أعلام الدفاع عن المشروع الوطني والوحدة الوطنية، وتطرق خالد في كلمته إلى الحديث عن عقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني يجب أن يستند إلى قرارات الحوار والإجماع الوطني، وضرورة التعامل مع المجلس الوطني باعتباره مدخلا لاستعادة وحدة النظام السياسي ووضع حد للانقسام المدمرووضع أقدام الشعب الفلسطيني على طريق الخلاص وصون حقوقه الوطنية.


وقدمت الفنانة الفلسطينية المميزة أمل مرقص ابنة كفر ياسيف الجليلية فقرة فنية وطنية مؤثرة، كما عرض فيلم قصير عن حياة الراحلة نهاية محمد للمخرجة مي عودة، وجرى في نهاية الحفل تقديم عدد من الدروع التكريمية لذكرى الراحلة نهاية محمد، كما جرى توزيع كتاب يوثق عددا من الشهادات الوطنية والعربية والنسوية لتجربتها.