|
طوباس المنسية
نشر بتاريخ: 23/08/2015 ( آخر تحديث: 23/08/2015 الساعة: 11:29 )
الكاتب: رامي مهداوي
محافظة طوباس والأغوار الشمالية تمتد على مساحة 410كم2، يقطنها حوالي (60) ألف مواطن في حوالي 24 تجمع، الجزء الأكبر من أراضيها الزراعية ابتلعها غول الاستيطان الإسرائيلي، ومعسكرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومناطق تدريب جنوده.
السلطة الوطنية الفلسطينية ممنوعة من العمل وتقديم الخدمات بالشكل الذي تريد في منطقة الأغوار الشمالية المصنفة مناطق (ج) حسب اتفاقيات أوسلو، فهي لا تستطيع بناء مدرسة ولا حتى مركز صحي، ولا مد خطوط المياه في عدد كبير من القرى والخرب في منطقة الأغوار التي تواجه قمع الاحتلال الإسرائيلي، والتي منها على سبيل المثال المالح، والفارسية والحمة وخلة مكحول والحديدية وغيرها من المناطق. أتفهم الصعوبات التي تواجه السلطة للعمل في مناطق (ج)، لكن هذا يجب أن لا يجعلنا نصمت عن القصور بحق محافظة طوباس والأغوار الشمالية في المدن والقرى التي يمكن للسلطة أن تعمل بها، وتنفذ المشاريع الحيوية فيها. فهناك العديد من القضايا التي لازالت تنتظر أصحاب القرار أن يضعوها على جدول اهتمامهم في المحافظة، مستشفى طوباس التركي الحكومي يمكن اعتباره من أكثر المشاريع الحيوية التي نفذت في المحافظة في السنوات الأخيرة، وتم قطع مشوار لا بأس به في تجهيزه، ولكن بعد عام ونصف العام من تشغيله لازال بحاجة للكثير، فلا يعقل أن يكون غرف عمليات في المستشفى دون غرفة عناية مركزة، ولا قسم ولادة دون تشغيل الحضانة، قسم العظام لم يعمل بعد، وكل الحالات المرضية ذات العلاقة بالعظام وتحتاج مستشفى توجه للمستفيات في المحافظات المجاورة، وزير الصحة أصدر قرار بتفريغات جديدة لمستشفى طوباس قبل أيام، لكنها غير كافية. قصر طوباس الثقافي لازال قيد الإنشاء منذ عدة سنوات بعد أن بدء العمل به بأموال تبرع بها الدكتور سالم أبو خيزران ولم تقدم الجهات الرسمية حصتها من أجل استكماله وإخراج هذا المشروع لحيز التنفيذ، مع العلم أن هناك قرار حكومي صدر منذ أكثر من عام تعهدت فيه الحكومة باستكمال مشروع القصر الثقافي إلا أن القرار لازال حبر على ورق. موضوع المدارس الحكومية هو الآخر قصة أخرى في مدينة طوباس بالتحديد، وفي بعض المناطق المجاورة، ففي مدينة طوباس مدرسة غير صاالحة للدراسة من أيام وزير التربية والتعليم ياسر عمرو، إلا أن هذه المدرسة لازالت تعمل كالمعتاد، ومدرسة أخرى توجد في ما يمكن تسميتها تسوية مسجد ربما تفتقد لأبسط قواعد الصحة العامة من تهوية وساحات كافية. وفي واد الباذان وصل لمسمعنا أن الدراسة فيها ستعود لنظام الدراسة المسائية في العام الدراسي 2015/2016 لحين بناء مدرسة جديدة في القرية، وكان رئيس مجلس واد الباذان حسين الحمود نشر مناشدة لرئيس الوزاء مطالباً بتخصيص قطعة أرض حكومية لبناء مدرسة للقرية. مشروع تأهيل الملعب البلدي في مدينة طوباس والذي بدأت فيه بلدية طوباس بإمكانيات محدودة بالتعاون مع جهات محلية في المدينة منها الغرفة التجارية ونادي طوباس الرياضي ونشطاء المجتمع المحلي، إلى جانب تبرعات قدمت من المواطنين وبعض رجال الأعمال هو الآخر حلم يراود كل أبناء المدينة بشكل خاص وأبناء المحافظة بشكل عام. اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم تعهد خلال زيارة لمدينة طوباس قبل أيام بتقديم ما يمكن من المساعدة في تأهيل ملعب طوباس البلدي، إلا أن هذا لا يعفي الحكومة من أن تقدم المساعدة لبلدية طوباس في تأهيل ملعبها البلدي لأهمية المشروع من أجل النهوض بالحركة الرياضية في المحافظة خاصة بعد النجاحات التي حققها نادي طوباس الرياضي بالصعود لمرحلة الاحتراف الجزئي في دوري كرة القدم الفلسطينية. وعدم التقدم في مشروع المنطقة الصناعية في مدينة طوباس من العوامل التي عكست نفسها سلباً على النهوض الاقتصادي في المحافظة، فقد تم تخصيص حوالي (680) دونم من أجل إنشاء المنطقة الصناعية منذ عدة سنوات ولكن حتى الآن لم يرى هذا المشروع النور، والسؤال هنا موجه لوزارة الاقتصاد الوطني، متى ستبدأ الخطوة الأولى بهذا المشروع؟ ومن القضايا التي تعكس نفسها على كل المستويات في محافظة طوباس والأغوار الشمالية حجم "الفولتيه" المتوفرة لشركة كهرباء منطقة طوباس والتي لا تكفي حاجة المحافظة مع أن الشركة تعمل منذ سنوات لرفع هذه الفولتية إلا أن الجانب الإسرائيلي لازوال يماطل في الأمر، وهنا يتطلب تدخل الجهات المختصة في السلطة الوطنية الفلسطينية للتغلب على هذه المشكلة التي ستؤثر بشكل إيجابي حال التغلب عليها على مستوى الاستثمار والخدمات في المحافظة. وآخر إشكاليات محافظة طوباس والأغوار الشمالية حسب أحد المطلعين هو موضوع المخطط المكاني للمحافظة، حيث اعتبر المخطط محافظة طوباس محافظة زراعية، وهي فعلاً كذلك، ولكن هذا أثر على موضوع الاستثمار في مرحلة من المراحل في مناطق قد لا تؤثر سلباً على الخاصية الزراعية للمحافظة. هذه مجموعة من الإشكاليات التي تواجه محافظة طوباس والأغوار الشمالية نأمل أن تجد طريقها إلى طاولة أصحاب القرار، وأن تلاقي اهتمام أكثر من أصحاب القرار وذوي العلاقة داخل محافظة طوباس والأغوار الشمالية نفسها. |