|
التجمعات العنقودية للصناعات الفلسطينية تجربة يجب ان تعمم
نشر بتاريخ: 24/08/2015 ( آخر تحديث: 24/08/2015 الساعة: 10:59 )
الكاتب: م. طارق أبو الفيلات
مصطلح التجمعات العنقودية هو مصطلح جديد على قاموس المصطلحات الاقتصادية في فلسطين,وأول ما يخطر ببالك عند سماع كلمة العنقود هو عنقود العنب الذي تشتهر به فلسطين وتتميز به الخليل ولكن ما علاقة عنقود العنب بالصناعات الفلسطينية.
انا شخصيا تساءلت عن الفكرة وعن معناها وكيف تصنع عنقودا من مجموعة مصانع واحتجت الى ان احضر محاضرات وندوات و ورشات عمل واستمع الى محاضرات من خبراء اجانب لفهم الفكرة والعمل على تطبيقها. ملخص الفكرة من وجهة نظري هو ان نتكتل كحبات العنب من اجل تنفيذ مهمة تعود فائدتها على كل حبات العنقود والفكرة من التكتل هو جعل التنفيذ ايسر واسهل واقل كلفة واكثر نجاعة. أي ان نجتمع لتنفيذ هدف مشترك بشكل جماعي يصعب ويتعذر تنفيذه بشكل فردي مع الحفاظ على الخصوصية لكل فرد في التجمع. طلب مني مرة ان اعطي مثالا بسيطا فتخيلت ان خمسين شخص يرغبون في السفر لحضور مباراة كرة قدم في مدينة مجاورة وهناك طريقتان اولا: خمسون شخص يستقلون خمسين سيارة للوصول الى الملعب. ثانيا: خمسون شخص يستقلون حافلة واحدة للوصول الى الملعب . بالتأكيد الاسلوب الثاني هو الافضل والاوفر والانجع ليس فقط للمسافرين بل ايضا للشارع والازدحام والتكاليف للجميع.وكما تلاحظون نفذنا المهمة ولم يتدخل السائق في خصوصيات الركاب ولم يتدخل الركاب في خصوصيات بعضهم البعض فانت بمجرد وصولك لارض الملعب يمكنك ان تشجع الفريق الذي تريد. ومن خبرتي في هذا المجال ارى ان هذا الاسلوب هو الافضل للمنشات الصناعية الفلسطينية لسبب واحد وبسيط هو ان معظم المنشات الصناعية بل نسبة 99% هي منشات متوسطه وصغيرة ومتناهية الصغر الامر الذي يجعل من الصعب بل من المستحيل في بعض الاحيان على المنشات تنفيذ ابسط النشاطات فكيف بالنشاطات المعقدة المكلفة. وحرصا مني على تشجيع الجميع على تجربة هذا الاسلوب ساعرض لكم في عجالة نماذج من نشاطات تجمع صناعة الجلود والاحذية في مدينة الخليل الذي كان لي شرف صياغة وكتابة خطته الاستراتيجية من اليوم الاول وانهض اليوم مع زملائي بمهمة تنفيذ الخطة.. نتيجة لدراسات ومسوحات لمعرفة نقاط الضعف لدى منشاتنا الصناعية في مجال الاحذية وضعنا خطط واولويات لتنفيذ نشاطات مراعين ان تلبي حاجة اكبر عدد ممكن من الاعضاء لتسد الثغرة وتعوض النقص.وحرصنا ان تكون من النشاطات الجماعية والتي يكون من الصعب على المنشات ان تقوم بها فرادى لانعدام الامكانية الفنية او المادية وساطرح بعض الامثلة. دورة في حساب التكاليف والتسعيرة 1 ورشة عمل في إستخدام التكنولوجيا ونظم المعلومات في إدارة الشركات 2 برنامج الإنتاج المثالي وتقليل التكاليف (Lean Program ) 3 دورة في اللمسات النهائية في إنتاج الأحذية "فنش" 4 دورة في تصمييم الأحذية "مرحلة الأولى" 5 دورة في تصمييم الأحذية "مرحلة الأولى" 2 6 دورة في دباغة الجلود 7 برنامج إجرائات الأمان والسلامة ( دورة اسعاف اولي ، ودورة محاربة الحريق). 8 ورشة عمل في أحدث التكنولوجيا في صناعة الجلود والأحذية 9 عمل دراسة للسوق المحلي 10 حملة تسويق وترويج تستهدف السوق المحلي( عملية مستمرة) 11 معرض الكويت 12 عمل علامة تجارية للتجمع 13 عمل دراسة تمهيدية لدخول أسواق خارجية 14 تصميم الأحذية باستخدام (شوماستر) كمبيوتر 15 عمل موقع انترتنت للشركات 16 معرض دائم ل 10 اعضاء في الغرفة التجارية 17 تنظيم زيارة لمجموعة من التجمع ل معرض في ايطاليا 18 تدريب 6 مدابغ في برنامج تدربي في هولاندا 19 المجلة او النشرة الدورية 20 هذا اضافة الى مجموعه اخرى من النشاطات لكنني اخترت هذه النشاطات لانها جميعها تركز على تاهيل العاملين وزيادة معرفتهم وتعمل على تحسين المنتج وزيادة تنافسيته وهذا هدف مشترك تلتقي عنده وتتفق عليه كل المنشات الصناعية وكان من الصعب الى درجة الاستحالة ان تتمكن منشاة صناعية صغيرة بمفردها من القيام بتنفيذ أي من المشاريع السالفة الذكر على اهميتها لكن عبر التجمع العنقودي تحققت انجازات كانت اقرب الى الاحلام. انا شخصيا اعتبر ان الانفتاح الفكري الذي جعل منتجين ومصنعين متنافسين يجلسون متجاورين متعاونين في نشاطات التجمع هو نجاح بل اختراق وتغيير في نمط واسلوب التفكير نتعاون نتشارك وفي السوق نتنافس والكل يحقق ارباحا ويجني فائدة كمصنعين وعمال ومستهلكين وكاقتصاد وطني. وبعد هذا الشرح اظن ان هذا الاسلوب وهذه التجربة يجب ان تعمم وان تعمل كل المنشات وبالذات الصغيرة على خلق تجمعات عنقودية خاصة بها ولا ننسى ان يد الله مع الجماعة وان في الاتحاد قوة لكن باسلوب علمي مدروس بعيد عن شعارات البركة . ولا يفوتني هنا ان انوه الى نجاح هذا الاسلوب وهذه التجمعات في الكثير من البلدان صاحبة التجارب ولم اكن لأكتب لولا نجاح نموذج التجمعات العنقودية على ارض الواقع الفلسطيني الصعب والمعقد فليس بالضرورة ان ما نجح في فرنسا يصلح لفلسطين لكن نحمد الله ان لدينا قصة نجاح في تجمعات عنقودية فلسطينية. واهني نفسي بنجاح التجمع العنقودي لقطاع الاحذية والجلود "شغل الخليل " ولا عجب فالخليل مدينة العناقيد و لربما بركة عناقيد العنب اضافة الى جهود مخلصة انضجت عنقود الصناعة في زمن قياسي. اخيرا كل فكرة تضمن بقاء صناعتنا وازدهارها وزيادة تنافسية منتجنا الوطني هي فكرة لخلق فرص العمل أي مساهمة في خلق واقع للبقاء والتجذر في هذه الارض تماما كشجار العنب التي تحمل لنا عناقيد البقاء. -- |