وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"تسعيرة" الهجرة من سوريا الى تركيا وأوروبا

نشر بتاريخ: 25/08/2015 ( آخر تحديث: 27/08/2015 الساعة: 13:15 )
"تسعيرة" الهجرة من سوريا الى تركيا وأوروبا

بيت لحم- معا- اجتاز اليوم الثلاثاء ألاف المهاجرين من سوريا وإفريقيا الحدود المقدونية سيرا على الاقدام متجهين الى وسط وغرب اوروبا عبر صريبا.

تدفق نهر المهاجرين بعد ان اعادت مقدونيا فتح حدودها مع اليونان والسماح لآلاف المهاجرين من افغانستان وسوريا ان يجتازوا حدودها ومغادرة الاراضي اليونانية دون عوائق بعد ان سبق للشرطة المقدونية ان منعتهم بالقوة.

دخل الاراضي الصربية نهاية الاسبوع الماضي 7000 مهاجر سوري بينهم الكثير من النساء والأطفال فيما دخل يوم امس عدة مئات الاراضي المقدونية قادمين من اليونان.


وأثار نهر المهاجرين او طوفان الهجرة الذي يضرب دول البلقان قلق الساسة في الاتحاد الاوروبي الذي عجز حتى الان عن التعامل مع موجات الهجرة المتلاحقة القادمة من الشرق الاوسط وشمال افريقيا باتجاه اراضي القارة العجوز تاركا دول البلقان بلا حول ولا قوة تواجه الازمة الانسانية بإمكانياتها الفقيرة لوحدها.

وقالت الصحفية "الكسندرا لوكش" صاحبة التقرير الصحفي وفقا لما نقله موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني "بعد ان يدخل المهاجرون الفارون من الحروب الدامية والفقر الذي يضرب بلادهم الى مقدونيا يشقون طريقهم عبر "هنغاريا" الدولة العضو في الاتحاد الاوروبي ومنها يواصلون دربهم الطويل نحو الشمال حيث المانيا والسويد الغنيتين ويسودهما قوانين هجرة اكثر ليبرالية".


من صربيا الى هنغاريا التي تبني جدارا عازلا:
يحتاج المهاجرون بعد تقديمهم طلب اللجوء السياسي الى ثلاثة ايام للوصول الى الحدود الهنغارية حيث تتسارع اعمال بناء الجدار على الحدود المشتركة مع صربيا الذي سيوقف زحفهم الذي لا يتوقف.


وفي منطقة اخرى تدعى جزيرة " لسبوس" يبحث خفر السواحل اليوناني عن 5 اشخاص فقدوا بعد ان انقلب القارب الذي اقلهم من تركيا في مياه بحر "ايجة " فيما تم انقاذ 6 مهاجرين وتخليص جثتين.

غالبية المهاجرين يصلون اليونان عبر تركيا ويشهد عددهم في الفترة الاخيرة ارتفاعا متواصلا حيث انقذ خفر اسواحل اليوناني في الفترة الواقعة بين يوم الجمعة والاثنين 877 مهاجرا قبالة سواحل جزيرة " لسبوس" وهذا العدد لا يشمل مئات المهاجرين الاخرين الذين تم انقاذهم قبالة سواحل جزر "كيوس ، ساموس، كوس".



يحلمون بدخول لندن:
التقى مراسل صحيفة " ديلي ميل " البريطانية احد المهربين الذي عمل على تهريب عدد كبير جدا من المهاجرين من تركيا الى اليونان ودول الاتحاد الاوروبي وهو لا يقوم بهذا العمل لطيبة قلبه بل يتخذ منه مهنة تدر عليه اموالا طائلة.


يدير هذا الرجل الذي رفض نشر اسمه اعمال التهريب من خلال مكتبه الكائن في مدينة " ازمير" التركية صاحبة الميناء المطل على بحر " ايجه" ونجح حتى الان بتهريب مئات المهاجرين السورين الى جزيرة "كوس" اليونانية حيث يحصل المهاجرون على اوراق ثبوتية جديدة قبل ام يصعدوا على متن القوارب التي تحملهم الى البر اليوناني الرئيسي ومن هناك يواصلون طريقهم الى الحدود مع مقدونيا – صربيا ومنها الى دول الاتحاد الاوروبي فيما يرغب غالبيتهم ببدء حياتهم الجديدة في عاصمة الضباب لندن ومانشيستر ومدن اوروبية اخرى .


وقال المهرب التركي للصحفي البريطاني "اقوم بعملي والمهاجرين يدفعون لي بشكل جيد" لكنه ليس الوحيد فهناك الكثير من عصابات التهريب التي نجح افرادها خلال الاسبوع الماضي فقط بتهريب 21 الف مهاجر غالبيتهم العظمى من السوريين خاضوا البحر المخيف بقوارب مطاطية ويخوت متجهين الى الجزر اليونانية القريبة.

الصفقة التركية:
"ينام المهاجرون الذين يصلون مدينة "ازمير" في الحدائق العامة والمساجد والفنادق وعلى الارصفة ويلتقون خلال مكوثهم في المدينة بالمهربين ويعقدون معهم الصفقة لتهريبهم الى اوروبا مقابل مبلغ من المال وفور الاتفاق على الثمن يقتادهم المهربون في سيارات اجرة الى محطة الباصات المركزية ويقودهم الى المدينة السياحية " بودروم" حيث ينتظرون فيها عدة ايام بانتظار اتصال المهربين الذين يقودونهم نحو الشاطئ ويضعونهم تحت جنح الظلام على متن قوارب لاجتياز البحر وصولا الى جزيرة " كوس" اليونانية التي تبعد مسافة 8 كلم " حسب قول المهرب التركي .


وقال مهرب اخر "نعرض على المهاجرين السوريين الذين يصلون "ازمير" خيارين الاول دفع 1200 دولار مقابل الابحار على متن قارب مطاطي الى جزيرة "كوس" والثاني دفع 2220 دولار للإبحار على متن يخت يحمل على متنه 15 مهاجرا فقط.


ونقل موقع "يديعوت احرونوت" عن سائح اسرائيلي يدعى "اودي فافو" قضى اجازته الاخيرة في الجزيرة اليونانية "كوس" قوله "غالبية المهاجرين ينامون في خيام و على بقايا علب كرتون ويوجد لكثير جدا من السوريين والأفغان اطفال وعائلات كاملة تعيش في مناطق ملوثة وبين اكوام القمامة وهناك الكثير من روائح البول".