|
الا تستحق إنجازات الألعاب الفردية دعم قيادة الحركة الرياضية ؟!
نشر بتاريخ: 26/08/2015 ( آخر تحديث: 26/08/2015 الساعة: 13:58 )
كتب: محمد مبروك
أثبتت العديد من الاتحادات الفلسطينية للألعاب الفردية بما لا يدع مجالاً للشك أنها قادرة على تحقيق الإنجازات الرياضية على المستوى الدولي والعربي والإقليمي, فما شهدته بطولة العالم للتايكوندو للناشئين في كوريا الجنوبية من تحقيق البطل الفلسطيني محمد الياسيني إنجاز يحسب لفلسطين ومنظومتها الرياضية بتحقيقه الميدالية الفضية وتبعها منتخب سيدات فلسطين للناشئين في لعبة المبارزة بتحقيقه ميداليتين، فضية وبرونزية في البطولة العربية التي تقام بالعاصمة الأردنية عمان لهو خير دليل أن الألعاب الفردية قادرة على كتابة تاريخ مشرف من الإنجازات لفلسطين ,حيث سبق هذه الإنجازات الأخيرة تحقيق البطل أحمد حرارة برونزية لفلسطين خلال مشاركته في البطولة الدولية التي أقيمت بالمغرب وكذلك لعبة المصارعة التي حقق ابطالها العديد من الميداليات الملونة في بطولات دولية بالإضافة الى لعبة العاب القوى التي حقق خلالها العداء محمد أبو خوصة ميدالية ذهبية وبرونزية في بطولة فرنسا الدولية, وكذلك إنجازات أخرى في لعبة الكاراتيه والسباحة وغيرها من الألعاب. وتأتي هذه الإنجازات التي حققتها فلسطين في الألعاب الفردية في ظل عدم توفر الإمكانيات والموازنات من قبل منظومة الحركة الرياضية سواء من الأولمبية أو المجلس الأعلى للشباب والرياضة, حيث أن الاتحادات مازالت تعاني من عجز حقيقي في خزائنها منذ بداية دورتها الانتخابية, بالإضافة الى عدم وجود بنية تحتية لها وفق معاير دولية , الا انها حفرت بالصخر وعملت المستحيل وتحدت كل العقبات وحققت إنجازات هامة للرياضة الفلسطينية على صعيد المشاركات الخارجية , لذلك يجب على صناع القرار في منظومة الرياضة الفلسطينية أن يتعاونوا مع الحكومة الفلسطينية ومؤسسات الدولة الرسمية والقيادة السياسية من أجل الاهتمام بالألعاب الفردية وأن تعمل على دعم اتحاداتها وابطالها بشتى الوسائل من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات وخاصة الألعاب القتالية التي استطاع ابطالها تحقيق ميداليات لفلسطين في عدد من المحافل الدولية. إن قيادة الحركة الرياضية أصبحت مطالبه للخروج من هذا الواقع الذي تعيشه الاتحادات الرياضية والمتمثل بغياب الرعاية والموازنات بأن تحذو حذو الدول العربية ودول الجوار مصر والأردن التي تحرص على وضع موازنات ضخمة للاتحادات الفردية وتهتم بها بمستوى لا يقل عن اهتمامها بالألعاب الجماعية ومنها كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم, وذلك لإدراكها أن الألعاب الفردية وخاصة القتالية تعد بمثابة منجم مهم تستخرج من خلاله أبطال يحققوا الإنجازات على صعيد المشاركات الخارجية ووصولاً الى إعدادهم لتشريف بلادهم في الدورات الأولمبية وتحقيقهم الإنجازات, مثل مصر الشقيقة التي كان لها شرف ان حقق ابطالها ميداليات في الدورة الأولمبية الأخيرة في لندن عام 2012 في لعبة المصارعة ولعبة سلاح الشيش وكذلك السودان والجزائر وتونس والمغرب وقطر والكويت والسعودية في عدد من الألعاب ,فهذه الإنجازات التي حققتها الدول العربية لم تكن وليد الصدفة بل هي نتاج استراتيجية طويلة الأمد ارتكزت على الدعم المادي والرعاية الكاملة من قبل القيادة السياسية والرياضية في بلادهم الى جانب برامج وخطط تم اعدادها من قبل خبراء في الرياضة, فلذلك يجب ان نتعلم ونستفيد من تجارب الدول العربية الشقيقة لنترجم ما حققوه من إنجازات واقعاً في الرياضة الفلسطينية بالمستقبل . إن تاريخ مشاركة فلسطين في الدورات الأولمبية منذ عام 1996 في أولمبياد اطلنطا مروراً بالمشاركة الأخيرة في أولمبياد لندن عام 2012 لم تتعدى سوى مشاركات رمزية شرفية لم ترتقي الى حد تحقيق مراكز متقدمة او إنجازات تحسب لفلسطين والسبب في ذلك هو غياب الاهتمام والدعم الحكومي لمنظومة الرياضة الفلسطينية بالإضافة الى عدم قدرة الاتحادات على اعتماد خططها وبرامجها التي وضعتها وفق معايير زمنية تهدف الى إعداد أبطال فلسطين من الذين حققوا الإنجازات على صعيد المشاركات الخارجية الدولية في العديد من الألعاب نتيجة غياب الموازنات, لذلك من المتوقع ايضاً ان تكون مشاركتنا المقبلة في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016 في البرازيل بمثابة مشاركة شرفية وستعود فلسطين خالية الوفاض دون أي انجاز يذكر ,فيجب على صناع القرار الرياضي في فلسطين دراسة واقع الرياضة الفلسطينية بشكل جيد ما بعد الدورة الأولمبية في البرازيل والعمل على تجهيز استراتيجية للنهوض بكافة الألعاب ورعاية الأبطال ودعمهم من خلال التعاون مع الحكومة والقيادة السياسية لتوفير الموازنات والرعاية الكاملة للاتحادات الفردية وأبطالها من أجل أن تتمكن من تحقيق الإنجازات او مراكز متقدمة في الدورات الأولمبية وخاصة في العام 2020 و حتى لا نبقى فقط نذهب الى هذا المحفل الدولي من أجل المشاركة الرمزية ورفع علم فلسطين. |