وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في غزة.. مكفوفون يمارسون لعبة قتالية

نشر بتاريخ: 27/08/2015 ( آخر تحديث: 27/08/2015 الساعة: 16:01 )
في غزة.. مكفوفون يمارسون لعبة قتالية
غزة- معا- على الرغم من فقدانهم لنعمة البصر الا أن هؤلاء الاطفال، تحدوا اعاقتهم البصرية وانضموا لتدريبات على الالعاب القتالية بنادي المشتل بغزة مختارين رياضة الكاراتيه من أجل الدفاع عن النفس واكتساب الثقة.

الطفل الكفيف محمود حيدر الذي يبلغ من العمر (14 عاما) يشعر بالسعادة الغامرة لممارسته لهذه الرياضة التي تجعله يشعر بالثقة بنفسه ويقول: "التحقت في هذه الدورة من أجل الدفاع عن نفسي واكتساب الثقة".

وكانت أمنية وحلم محمود من الصغر ممارسة هذه الرياضة،ويطمح محمود بأن يصل لأعلى المستويات وأن يمثل فلسطين في المحافل الدولية.

ولم يختلف الحال بالنسبة للطفل محمد مهاني ذو العشرة أعوام الذي التحق بهذه الدورة من أجل الدفاع عن نفسه واكتساب الثقة وحتى يواجه أي موقف يتعرض له في الحياة.

ويقول محمد لمراسل معا: "أنا بحب العب الكاراتيه وأمنيتي أسير لاعب مشهور وبطل وأمثل فلسطين في المحافل الدولية وأشارك في الحفلات الدولية".

ويقضي هؤلاء الأطفال نحو ساعتين يوميا مع المدرب الذي يعتمد بشكل كبير على حنجرته والحس الادراكي لديهم في تعليمهم الحركات والاتجاهات.

ويشارك الأهل الحضور مع أبنائهم لمساعدتهم ولتعزير الروح المعنوية لديهم ولتشجعيهم في الوصول إلي أعلى المستويات.
وتقول حنان مهاني (30 عاما) والدة الطفل محمد لمراسل معا وعلامات السعادة والفرح على وجهها أن الرياضة ليس فقط للأصحاء، فمن حق المعاق أن تكون له هواية وهدف يسعى إلي تحقيه والوصول اليه.

وتضيف "أنا لا اشعر بالكلل ولا الملل في إرسال ابني لجميع المؤسسات التي يستطيع من خلالها تحقيق طموحه".

وقالت ان الامر بدا غريبا لدي الناس الذين يشاهدون ولدي الضرير وهو يلبس ثياب رياضة الكارتيه لكن الامر لا يعنيني المهم ولدي.

أما محمد حيدر والد الطفل محمود حيدر يقول أنها خطوة مهمة جدا على سبيل دمجهم في المجتمع لأن ابنه يعاني من إعاقة بصرية وسواء كان عند الشخص إعاقة بصرية أو أي نوع من أنواع الاعاقة فهذا ليس عائق أمام اندماجه في الحياة الطبيعية ف بإمكانه أن يبدع ويصبح شيء كبير في المجتمع.

ويضيف "الإعاقة لم تمنعهم من ممارسة حياتهم ولم تمنعهم من الإبداع فيمارسوا حياتهم مثلهم مثل أي شخص في الحياة".

ويشعر والد الطفل بالسعادة لممارسة ابنه لهذه الرياضة حيث يقول أنه أصبح لدى الطفل حب للرياضة وحب للمشاركة وللاندماج في الفعاليات الاجتماعية موضحا أن ابنه كان في السابق عندما يخطو خطوتين كان يشعر بالتعب اما الان يجري ويلعب ويأتي إلي النادي مندفعا ومتشوقا لممارسة هذه الرياضة.

ويتابع "في تحسن بشكل كبير وهذا التحسن بشكل يومي وليس على فترات طويلة فكل يوم يأتي بشيء جديد يعني بشكل يومي بيكون في تحسن سواء كان هذا التحسن على الصعيد الاجتماعي أو الرياضي حتى في النطق والكلام أصبح يتحدث بشكل أفضل".

وبدوره قال الكابتن حسن الراعي مدير أكاديمية المشتل للألعاب القتالية ومدرب المنتخب الفلسطيني للكاراتيهلمراسل معا أن تدريب أطفال فاقدي البصر وذوي الاعاقة يعني له الكثير من الاشياء فهو يشعر بالسعادة الكبيرة وهو يقوم بتدريب هؤلاء المكفوفين.

ويوضح الراعي أن هؤلاء المكفوفين استطاعوا خلال 18 يوما إنهاء تدريباتهم بشكل كامل، فيما استغرق نظرائهم الأصحاء ضعف هذه المدة ، وذلك لاعتمادهم على حاسة السمع فقط ،فبالتالي يحدث لديهم تركيز أعلى واتقان للحركات بشكل أفضل.

ويضيف "أن هؤلاء الاطفال المكفوفين لديهم امكانيات وطاقات لو استغلت في مكانها الصحيح لخرج منهم علماء وعباقرة في جميع المجالات".

ويتابع الراعي حديثه قائلا نحن نتعامل في التدريب على نظام الادراك الحسي حيث أن هذا النظام يأخذ منا جهد كبير ولكن هذا المجهود يزول عندما يتقن هذا الطفل المكفوف الحركات بشكل صحيح.

وعن الصعوبات التي واجهته يتحدث "عندما وجهت الدعوة للمؤسسات التي تعتني بالمكفوفين وجدت صعوبة كبيرة والسؤال كيف يمكن للمكفوف أن يدافع عن نفسه؟؟ ولكنني قمت بسؤال المكفوفين ماذا تحبون أن تتعلموا ؟ قالوا نحب أن نتعلم كيف يمكن لنا أن ندافع عن أنفسنا، فالمكفوف يشعر بعدم الثقة بنفسه نتيجة الاعاقة التي يعاني منها".

واعتبر الراعي تجربته مع هؤلاء الاطفال المكفوفين تجربة مميزة وناجحة حيث أنهم ضافو له الكثير من الاشياء مشيرا الي أنه سوف يتم عقد دورات لهؤلاء المكفوفين حتى يتم تخريج منهم منتخب يمثل فلسطين في المحافل الدولية.

وأشار إلى أن هذه أول دورة في قطاع غزة والوطن العربي والأولى على الشرق الأوسط في رياضة المكفوفين.