وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرياضة.. الظاهرة النبيلة

نشر بتاريخ: 31/08/2015 ( آخر تحديث: 31/08/2015 الساعة: 19:44 )
الرياضة.. الظاهرة النبيلة
بقلم: بدر مكي
كرة القدم في فلسطين تختلف عن غيرها من دول العالم.. هل تتحول إلى أسلوب حياة هنا كما غيرها في المنظومة الكروية للعالم.. ربما هناك تناقض في العبارة.. ولكن.. هي بالتأكيد ستكون جزءاً من ممارسة الفلسطيني لحقه في هذه الهواية التي تدخل في دائرة الاحتراف من الباب الضيق ربما.. ولذا يأخذ الفلسطيني بالتأقلم على هذا الأمر.. ولكن في الجانب الآخر.. فإن كرة القدم في بلادي.. تتجه نحو اعتبارها رافداً للمقاومة ضد الاحتلال أسوة بالمسيرات الأسبوعية في المناطق المهددة بالاستيطان والمصادرة.
فالحراك الرياضي الذي يطال معظم الألعاب الرياضية.. تحول الى ظاهرة نبيلة تتماهى مع عديد الظواهر النبيلة في حياة شعبنا.. وفي هذا الإطار سيكون.. المرابطون والمرابطات في الأقصى.. وفي أية نقطة تماس مع الاحتلال.

إن الحديث عن الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية.. أصبح متداولاً بشكل ملحوظ ولافت وخاصة في المحافل الدولية والقارية.. وهكذا تحول كونغرس الفيفا في أعوام 2013(موريشيوس) و2014(ساوباولو) و2015(زيورخ) إلى منبر للحديث أمام العالم حول ما تكابده الرياضة الفلسطينية من معاينات والظلم الواقع على الكرة الفلسطينية وضرورة العمل على إلزام الطرف الآخر برفع هذا الظلم بالكامل.

وفي الإطار العام.. فإن كرة القدم الفلسطينية في كل محفل.. ستكون كابوساً في عقلية المحتل.. ولم يدري من أين يتلقى الضربات.. ولكن اللكمات في كرة القدم.. أقسى من العديد من المواقع.. فقد يتعرض إلى ضربة قاضية هنا أو هناك.. في محفل الفيفا أو ربما في المحافل الأولمبية.. والاتحادات الوطنية الأخرى غير كرة القدم.. والتردد الذي انتاب البعض في زج الدولة العبرية للمساءلة والتحقيق في العديد من المحافل.. قد يتحول بفعل موقفنا في الفيفا.. إلى قرار وطني يذهب بنا بعيداً في مساءلة هذه الدولة.. ويعطي أصحاب القرار حافزاً ودافعاً للوصول إلى أبعد مدى في إيقاف دولة الكيان عند حدها.. في مسائل جوهرية كالاستيطان والقدس وجرائم الحرب والحدود والمياه واللاجئين.

حتى على صعيد الأندية.. فقد تغيرت النظرة من قبل شعبنا في شأن اللاعبين ومنتخباتنا.. وأصبح ينظر إلى تلك الأندية بعين الاحترام والتقدير.. رغم عبء الاحتراف.. وكذلك إلى اللاعبين.. رغم أن بعض هؤلاء اللاعبين.. لا يستأهلون المبالغ التي تدفع لهم.. ويجب أن يكون هناك رقابة في هذا الموضوع.. أو على الأقل تحديد سقف للتعاقدات.. وفي شأن الفدائي.. فقد اختلفت النظرة.. وأصبح هذا الفدائي عنواناً للوحدة الوطنية ووحدة الجغرافيا.. وخاصة بعد انجازاته الأخيرة في التحدي.. ومشاركته في نهائيات الأمم الآسيوية.. والتف الشعب كله حول هذا المنتخب ذو الألوان الأربعة المحببة إلى القلوب..

هذا جزء أصيل في منظومة اللعبة.. التي أخذت أبعاداً أخرى.. غير البعد الرياضي البحت.. لشعب يقبع تحت الاحتلال.. ويرنو للحرية.. ويبحث عن متنفس حتى يفرح.. وبذلك أصبحت كرة القدم نموذجاً في فلسطين.. للحرية والانعتاق من الاحتلال.. إذا تم التعامل معها وفق أسس من الوطنية ومبادئ الخلق الكريم.. وهذا ما يجري بالفعل.

يخشى الاحتلال من إطلاق العنان للعبة كرة القدم في فلسطين.. لأنها توحد وتجمع ولا تغرق.. وإذا اتحد الفلسطينيون.. فلا مكان للاحتلال في المستطيل الأخضر وغيره.