وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

معهد إدوارد سعيد يصنع من الطفل فنانا

نشر بتاريخ: 02/09/2015 ( آخر تحديث: 02/09/2015 الساعة: 13:40 )
معهد إدوارد سعيد يصنع من الطفل فنانا
غزة- تقرير معا- تعددت آراء علماء الفن في تحديد تعريف لمعنى الفن والموسيقى إلا أنهم أجمعوا على ان الموسيقى هي غذاء الروح، ونظراً لاحترام العقول المثقفة التي تأخذ من الموسيقى ذوقاً لها جاء معهد إدوارد سعيد ليلبي طموحات الكثير من الأطفال كأول معهد لتعليم الموسيقى أكاديمياً وعملياً في غزة ليثبت أن الموسيقى علمٌ وفنٌ في آن واحد.

مدير معهد إدوارد سعيد ابراهيم النجار قال في حديث خاص لـ"معا" " إن أهمية المعهد تكمن في تعلم الأطفال الفن بطريقة أكاديمية بجانب العزف والنوتة الموسيقية كذلك لتخفيف الضغط النفسي عن الطفل الفلسطيني خاصة في غزة الذي يعيش حصار خانق وحروب متعددة في 5 سنوات ".

وذكر ان معهد إدوارد سعيد هو المعهد الأول في قطاع غزة لتعليم الموسيقى حيث يضم 200 مشترك يتعلمون الموسيقى بشكل نظري وعملي جميعهم من الأطفال من سن (6 – 11) عام، موضحاً أن عدد مدرسي الموسيقى في المعهد 12 أستاذ منهم الأجانب من روسيا وأوكرانيا ورومانيا ومنهم الفلسطيني، مبيناً أن نسبة الاقبال على المعهد كبيرة جداً لكن ضيق المكان وقلة عدد المدرسين تجعلنا نحدد عدد الملتحقين من الأطفال.

وأوضح النجار بأن " الموسيقى موجودة في حياتنا في كل شيء حتى الأذان وتجويد آيات القران الكريم فهذا كله يدلل على أن الانسان بطبيعته موسيقي، وكلما استخدمت الموسيقى بشكل ايجابي لصالح القضية الفلسطينية وللتعبير عن الثقافة والتاريخ الفلسطيني كان الفنان محبب لدي عموم الناس".

وعن المشاركات الخارجية قال النجار " يتم اختيار بعض الطلاب المتميزين في المشاركات التي تقدم لنا من المعهد الرئيسي عن طريق مؤسسة (سيدا) أو مؤسسة عبد المحسن القطان لكن اجراءات السفر لا تسمح لهم بالخروج، مبيناً أن " أكثر من مرة تمت دعوتهم لاحتفالات خارجية لكن لا يتمكنوا من الحصول على تصاريح وتنسيقات للخروج، وأن كثير من الفرق الموسيقية العالمية لا تستطيع الدخول لغزة بسبب الحصار".

مهرجان البحر والحرية:
وقال النجار" إن مهرجان البحر والحرية هو الأول من هذا النوع يقيمه المعهد في غزة حتى نستطيع تقييم الناس لحضور مثل هذه الاحتفالات "، مؤكداً على أن الهدف من المهرجان هو اطلاق العنان وتسليط الضوء على الشباب الواعد وفرق موسيقية لم تكن معروفة وعازفين ومطربين " لتقديمهم للناس بعد اعدادهم جيدا وتدريبهم وتقديمهم بشكل أفضل ".

وأوضح أن سبب تسمية المهرجان بهذا الاسم يأتي من أن البحر دليل على العطاء والجمال والامان فهو يشكل راحة نفسية لأهل غزة، والحرية كأسمى أمنياتنا حتى ينالها أسرانا وشعبنا الصابر لأن الانسان بلا حرية فهو سجين.

ومن جانبه قال اسماعيل داوود أستاذ آلة العود في معهد إدوارد سعيد "بعد عام من الحرب كان لابد من جميع المؤسسات التربوية الفنية أن تنظم نشاط لغزة لتغيير أجواء الحرب والدماء خاصة بعد صمود الشعب الفلسطيني ضد الحرب الضروس، لذا كنا معنيين أن نخلق جو من الفرح والسعادة فانطلقنا بمهرجان البحر والحرية ".

وأكد على أن الاحتفال جاء تجسيد للمطالب الفلسطينية بالحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال ودعم المقاومة مؤكدين على حقه في الحرية ". 

وتحدث عن طبيعة تدريس الأطفال التي تتم بالجانب النظري المتعلق بتاريخ الموسيقى العربية والأجنبية والمقامات الشرقية والنوتة الموسيقية والجانب العملي المتمثل في اختيار الطفل للآلة التي يرغب بها وتعليمه عليها، مبيناً أن المعهد يوفر للطالب كل الآلات الموسيقية العود والقانون والايقاع والناي والكمان والبيانو والجيتار والتشيلو.

علم الموسيقى
واعتبر داوود أن دراسة الموسيقى كعلم لا تقل أهمية عن العلوم الأخرى لأنها تشترك مع علوم الهندسة والرياضيات والأنثروبولوجيا الثقافية، مطالباً بإنشاء أقسام للموسيقى في جامعات غزة والمعاهد العليا.

وبين أهمية الموسيقى للأطفال في تهذيب الأخلاق وتعليم الانضباط والنظام كما وتعبر عن شخصية الطفل تعليمه حسن الاستماع والدقة والتناغم،
أما عن نظرة الناس للموسيقى في غزة قال داوود " ان مجتمعنا مجتمع محافظ جداً في أمر الموسيقى وأن مجتمعنا غير مطّلع على الموسيقى وأصولها "، مبيناً أن نظرة الناس لها نظرة دونية لا سيما أنها أداة لتقريب الشعوب وأن الفن في بلادنا يعبر عن ثقافتنا وتاريخنا وتراثنا لذا لا يمكن بأي حال تهميشه ونسيانه".

صعوبات دراسة الموسيقى بغزة
وقال داوود " إن الحصار يصعب عملية توفر الآلات الموسيقية في غزة لأننا نحصل عليها من الضفة أو من مصر، كذلك قلة الكادر الأكاديمي في المعهد فهناك الكثير من العازفين الذين لا يمتلكون شهادات بدرجات علمية في الموسيقى لا تمكنهم من التدريس، بالإضافة الى ضيق المكان الذي لا يتسع للكثير من الطلاب والوضع الاقتصادي السيء في غزة ".

الثنائي شومان:
وفي ذات السياق عبر الطالب محمد شومان عن سعادته كونه أحد أعضاء معهد إدوارد سعيد حيث قال " دخلت المعهد سنة 2012 واخترت آلة الجيتار من بين كل الآلات الموسيقية لان طريقة العزف عليها أعجبتني وكانت تتناسب كثيرا مع صوتي لأني كنت أحب الغناء ".

وحصل شومان على مركز عالي على مستوى فلسطين في المسابقة الوطنية بعد ذلك بدأ بتشكيل فرقة عرفت باسم ( ثنائي شومان ) تضم أخته غادة شومان حيث أصبح يعزف وهي تغني بصوتها العذب معه ما جعل لهم العديد من المعجبين ومشاركتهم في العديد من الاحتفالات والمهرجانات.
وأعرب عن سعاداته لمشاركته وأخته في مهرجان البحر والحرية في فقرة خاصة لهم أعدا 5 أغاني عربية وأجنبية.

ويذكر أن معهد إدوارد سعيد نظم سلسلة احتفالات اطلق عليها اسم ( البحر والحرية ) حيث بدأت العروض من 22 أغسطس/آب وستنتهي في 31 أغسطس/آب في كل من قاعة المؤتمرات الكبرى في الهلال الأحمر وقاعة سعيد المسحال بغزة.