|
هيجانُ الغضب الأزرق
نشر بتاريخ: 07/09/2015 ( آخر تحديث: 07/09/2015 الساعة: 19:39 )
الكاتب: عطا الله شاهين
لمْ يكنْ يعرفُ ذاك الطّفل بأنَّ البحر يضطربُ بلونه ألأزرق .. كان يرى البحرَ في الصُّور بلا أمواجٍ .. الصُّور بدا فيها البحرُ هادئا ، لكنّ والده أضطر ذات ليلة للإبحار تحت جنح الظلام ، وبعد الابتعاد عن شواطئه الخلّابة هاجتْ الأمواج وانقلبَ المركب .. وعلا صُراخ المهاجرين من على متنه ..
حاولَ الوالدُ إنقاذَ أبنائه لكنّه عجِزَ في النّهاية واستسلمَ للبحرِ الغاضب .. فالموجُ كان هائجاً بجنون وغرقتْ عائلته أمام عينيه وصرخَ لكنْ لم يسمعه أحد في تلك الليلة المخيفة.. فالموجات الغاضبة أبعدتْ الطّفلَ إلى الشّاطئ وبقي الوالدُ عالقاً في المياه الباردة لساعاتٍ حتى رأوه خفر السّواحل وأنقذوه ، وكان منهاراً بسبب هول الفاجعة .. فحين يثورُ البحرُ بموجِه ، فلا تصمدُ المراكبُ المُتهالكة أمام هيجانه الأزرق فحينئذ يغرقُ الجميعُ.. فمشاهدُ الغرق مُحزنة ، ولكنّها مُستمرّة .. فمآسي الحُروب تُجبرُ المساكين على الهروبِ مِنْ موتٍ إلى موْتٍ . |