نشر بتاريخ: 08/09/2015 ( آخر تحديث: 08/09/2015 الساعة: 16:07 )
القدس - معا - استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من ابناء الجالية العربية السورية المقيمين في الولايات المتحدة الامريكية وهم ينتمون الى الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية .
وقد استقبلهم في كنيسة القيامة في القدس حيث قدم لهم بعض الشروحات والتوضيحات حول اهمية هذه الكنيسة كما زاروا كاتدرائية مار يعقوب وعدد من المعالم الدينية والتاريخية في مدينة القدس.
وقال المطران في كلمة القاها امام الوفد: بأن قلوبنا مع سوريا الجريحة التي تستهدف بأبشع الوسائل الهمجية امعانا في تخريب وتدمير هذا البلد الجميل حيث ان اعداء الامة يستهدفون كل ما هو جميل وما هو حضاري في هذه المنطقة .
يؤلمنا ويحزننا كثيرا ما حدث وما يحدث في سوريا من مخططات ومؤامرات تستهدف هذا البلد بتاريخه وحضارته وانسانه ووحدة ابناءه .
ان الدمار هائل والخسائر فادحة ودماء زكية اهرقت ناهيك عن المشردين والمخطوفين وما الى ذلك .
ولذلك فإننا في مدينة القدس نصلي دوما من اجل سوريا ومن اجل سلامها ومن اجل افشال هذا المخطط الهادف الى تقسيمها وتدميرها .
سوريا بلد الحضارة والثقافة والرقي الانساني وللاسف الشديد فإنها تستهدف وتغدق الاموال بغزارة من اجل التدمير والتخريب والتسليح بدلا من البناء والرقي .
ان الارهابيين بكافة اشكالهم ومسمياتهم يتفننون في قتلهم وذبحهم للشعب السوري ، ولا يمكننا ان ننسى دور العبادة والاماكن التاريخية التي استهدفت ولا يمكننا ايضا ان ننسى اختطاف المطارنة ورجال الدين وكل هذا حدث في سوريا خلال السنوات الاخيرة .
انكم تعيشون في أمريكا التي هاجرتم اليها منذ سنوات طويلة ولكنني اعلم علم اليقين انكم مع بلدكم في معاناته وفي محنته فلا يمكن لأي سوري وطني ان يرضى وان يقبل بما يحدث في سوريا من محاولة هادفة لحرق الاخضر واليابس تحت مسميات باطلة كالربيع العربي وغيرها من المسميات الكاذبة التي لا تمت الى الواقع بشيء .
لقد تم استهداف الكثير من التجمعات المسيحية فهنالك مواقع وقرى وبلدات مسيحية تم افراغها بالكامل من سكانها الاصليين ليحل مكانهم المجرمون القتلة الذي يتاجرون بالدين والدين منهم براء ، كما تم استهداف كل مكونات الشعب السوري ، فلم تبقى اسرة او بيت الا ونال نصيبه من هذا الاجرام المنظم الذي يرتكب بحق سوريا الشقيقة .
اننا نتضامن مع الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية الشقيقة ونرى في وجه غبطة البطريرك الانطاكي آلام أبناءه وجراح وطنه ومعاناة السوريين كافة ، فهذه هي كنيستنا كنيسة مرتبطة بالانسان والارض كنيسة وطنية بامتياز تعيش آلام الامة ومعانتها .
والكنيسة الانطاكية تتألم عندما يتألم أبناءها ولكنها كنيسة كما كل الكنائس تبشر بالقيامة وبالانتصار على الموت .
ان سوريا الحبيبة تحمل اليوم صليب آلامها ومعاناتها وجراحها وتسير في طريق آلام نتمنى ان تكون نهايتها قريبة .
لن نفقد الامل بإلهنا الذي هو اله رحمة ورأفة ومحبة واليه نصلي من اجل ان يحفظ لنا سوريا ويصون شعبها ويكون تعزية لكل انسان مكلوم وقوة لكل انسان مشرد ومظلوم ، نسأله تعالى ان يعيد الينا المخطوفين .
واملنا كبير بأن يتوقف هذا العنف وهذا الدمار والخراب الذي لم تشهده منطقتنا من قبل لكي تسود اجواء المحبة والاخوة والسلام .
السوريون شعب متحضر مثقف وهم قادرون بوعيهم وحكمتهم واصالتهم على تجاوز هذه الازمة والمحنة التي يمرون بها .
ونرفع صوتنا قائلين : " ارفعوا اياديكم عن سوريا ، اوقفوا الدمار والخراب والعنف " .
وبدل من ان يُستعمل المال العربي من اجل الدمار والخراب فليستعمل من اجل الرقي والبناء والتطور .
تحية لكل سوري شريف ولكل من يسعون من اجل السلام في سوريا " فطوبى لصانعي السلام لأنهم ابناء الله يدعون " .
لن تموت سوريا ولن تركع وستبقى قوية بأبنائها ومحبيها وما أكثرهم ، أما الوفد السوري الامريكي فقد شكروا سيادة المطران على استقباله وعلى كلماته وعلى دفاعه الدائم عن سوريا ونحن بدورنا نبادله المحبة بالمحبة والاحترام بالاحترام والوفاء بالوفاء .
ولن ينسى السوريين من وقفوا معهم في محنتهم ورفضوا المؤامرة التي تستهدف بلدهم كما، انهم لن ينسوا من تآمر على سوريا ومن مول ودفع الارهابيين لكي يقتلوا ويذبحوا ويدمروا .
توجه الوفد بعدها الى بيت لحم لزيارة كنيسة بيت لحم كما انهم سيشاركون في القداس الذي سيقيمه سيادة المطران في كنيسة القيامة يوم غد.