وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البوصلة التي لا تشير الى الفدائي مشبوهة

نشر بتاريخ: 09/09/2015 ( آخر تحديث: 14/09/2015 الساعة: 19:51 )
البوصلة التي لا تشير الى الفدائي مشبوهة
بقلم: عمر الجعفري
المحرر الرياضي

قال الشاعر العربي الكبير مظفر النواب في قصيدته (الاساطيل) "بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة " وأصبحت هذه المقولة تضرب في شتى مناحي الحياة.

كنت سأكتب في هذه الايام عن النداء الذي اطلقه حسن العموري من مركز جنين عن الاوضاع المأساوية التي يعيشها المركز، لكن ما شد انتباهي يوم الثلاثاء 8/9/2015 هذه الاعداد الهائلة من الجماهير التي ملأت مدرجات ستاد فيصل الحسيني ، والتي وقفت خلف الفدائي في مباراته مع الامارات الشقيق الامر الذي دعاني الى تأجيل الكتابة في موضوع مركز جنين.

لقد نجح الرياضيون وعلى رأسهم اتحاد كرة القدم في الاختبار الصعب، لم ينجحوا فحسب ، بل حققوا علامة ممتازة، فقد اخرجوا كرنفالا كرويا نستطيع ان نباهي به الامم، اذهل هذا المهرجان الجميع حتى نحن المتابعون للوضع الرياضي الفلسطيني.

ان قوافل الوافدين الى مدرجات ستاد فيصل الحسيني ومن مختلف الاعمار، اكدت على اصالة شعبنا، فقد وعدنا وأوفينا الوعد، وعدنا ان تكون مباراة الامارات عرسا عربيا على الارض الفلسطينية، فكان ذلك.

امرأة طاعنة في السن تحضن احفادها بيد وباليد الاخرى علم الوطن يرفرف ، وشيخ ستيني يتماوج مع شباب العودة هاتفا "بالروح بالدم نفديك يا اقصى" ويشير بقبضة يده متحديا، وشابة جميلة بعمر الورد طلت وجهها بعلم الوطن فزادها جمالا، وأخذت ترقص فرحا مع كل تسديدة من تسديدات الفدائي وصدة يصدها الحارس الامين توفيق علي.

لقد اثبتنا للقاصي والداني اننا شعب يريد الحياة ، شعب محب لارضه والتي سالت عليها دماء الاف الشهداء ،واثبتنا من خلال اداء منتخبنا ان ما حققناه من مستو لم تحققه الكثير من الدول التي نالت استقلالها منذ عشرات السنوات ، واصدق دليل على ذلك هذه النتائج التي يحصدها المنتخب وخاصة بعد الانتهاء من المشاركة في كأس اسيا بأستراليا.

ان ما شاهدناه الثلاثاء في ملعب فيصل الحسيني يعد مفخرة لنا جميعا ، وهذا تتويج للحالة الرياضية التي نعيشها ، وأكدت على ان البوصلة التي لا تشير الى الفدائي هي مشبوهة، متمنين ان يتكرر المشهد بوصول الاخوة السعوديين الى هنا فهم اخوة اعزاء لطالما قدموا لنا وساندونا في قضيتنا .

فتحية لكل من وقف بشموخ وكبرياء وصدحت حنجرته لفلسطين والاقصى وللشهيد وللفدائي.