وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عمان: اشهار كتاب المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية 1965-1982

نشر بتاريخ: 12/09/2015 ( آخر تحديث: 12/09/2015 الساعة: 14:29 )

عمان- معا- ضمن فعاليات مهرجان حكايا في العاصمة الأردنية عمان، عقدت ندوة أدبية لاشهار كتاب حول أدوار المرأة الفلسطينية منذ منتصف الستينات حتى عام 1982 "المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية" للدكتورة فيحاء عبد الهادي، وذلك في دائرة المكتبة الوطنية بالتعاون مع اللجنة التنسيقية للهيئات المقدسية ومركز دراسات القدس.


وقالت النائب السابق عبله ابو علبة في بداية الندوة "ان الجهد النضالي للمرأة الفلسطينة غير معروف وغير موثق لذلك جاء هذا الكتاب ليوثق هذه المرحلة". وأكدت على أن هذا الكتاب جهد وطني كبير يستحث اكثر من شكر لانه استدرح وسيستدرح مداخلات ومساهمات عميقة حول علاقة منهج التاريخ الشفوي بالديمقراطية، بالإضافة إلى النقد للمنظومة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية القائمة. وتساءلت أبو علبة: كيف يمكن ان نبني على مثل هذا الجهد الوطني الكبير الذي لا ينعكس للأسف على مناهج التربية والتعليم على سبيل المثال وليس في الجانب الفلسطيني فقط، وأشارت إلى الجهد الذي قدمه د. ذوقان عبيدات الذي كان حاضرا في الندوة من أجل تصويب المناهج الدراسية مدافعا عن قيم المساواة والديمقراطية وحقوق المرأة.


كما قدم الدكتور فيصل دراج الكتاب بقوله ان في كتاب د. فيحاء ما يوقظ الذاكرة الوطنية وما يرسل بالتحية إلى احياء جديرين بالتحية وفيها اخلاقية المعرفة التي لا تبحث عن الربح بل تسعى الى تأسيس فعل صحيح يبدأ وينتهي بالبحث عن فلسطين مستقلة ولو بعد زمن.


واضاف دراج ان هذا الكتاب مساهمة في قراءة التاريخ النضال الفلسطيني انطلاقا من المرأة التي هي شريك في الثقافة والتربية والعمل الوطني المجتمعي. ووجه دراج سؤالا حول فيما إذا كان انصراف المراة الفلسطينية للعمل الخيري ناتجا عن خيبة سياسية أم لأنه المتاح والأقرب لها؟ وما هي الحالات التي سمحت للمرأة الفلسطينية بأن تحقق الاستقلال الاقتصادي النسبي؟ وختم بالسؤال: هل النضال من اجل الوطن يؤدي بالضرورة إلى تحرر الانسان؟ حين تأتي انسانة عظيمة وتفجر نفسها من اجل فلسطين أو تقوم بعملية ضد الصهاينة، هل هو فعل وطني فقط ام فعل تحرري؟ وهل يمكن ان نفرق بينهما في ظل الايديولوجيات الايمانية؟


وقدمت الدكتورة فيحاء عبد الهادي الدراسة التي طمحت إلى إعادة كتابة التاريخ من منظور يأخذ في الحسبان المساهمة الفاعلة للنساء، وتوثيق تجارب النساء اللواتي كنَّ طرفاً رئيساً في صناعة التاريخ؛ لكنهن لم يكنَّ طرفاً عند تدوينه، من خلال كتابة تحليل لتجارب النساء، لإبراز أدوارهن المتعددة وتنوعهن، مما يتفاعل ويشتبك مع الخطاب السائد حول ضعف النساء ونموذجيتهن وتبعيتهن، ويسهم في إنتاج خطاب بديل يجعل النساء مرئيات ويمنحهن صوتاً.
وأضافت د. عبد الهادي أن الاستماع لوجهة نظر النساء لا يعني اقصاء الرجال بل المشاركة معهم، حيث بدأ المشروع ببحث حول أدوار المرأة الفلسطينية منذ الثلاثينيات ثم الأربعينيات فالخمسينيات فالستينيات ومقارنة الواقع بالتاريخ المدون.


وبعد الكتب التي تحدثت عن السنوات السابقة، يأتي هذا الكتاب الجديد ليتحدث عن سنوات مفصلية، ففي عام 1964 تأسست منظمة التحرير، وفي عام 1965 انطلق العمل المسلح وأحداث كبرى في المنطقة وطبعا اجتياح بيروت وصبرا وشاتيلا وتل الزعتر عام 1982 والمراحل الخطيرة التي مر بها الشعب الفلسطيني. حاول البحث ان يقرأ ما هي اضافات النساء في هذه الفترة إذ تعددت النضالات في هذه الفترة وساهم عدد كبير من النساء سياسيا بأشكال مختلفة. ومن أجل إعداد هذا الكتاب تم إجراء مقابلات مع 50 راوية كما تم الاستعانة بروايات 20 راوية ممن قدمن شهاداتهن سابقا وعمل على هذا البحث 16 باحثة ميدانية في فلسطين والشتات وتم استخدام منهجية التاريخ الشفوي من وجهة نظر النساء.


ثم قدمت المناضلة رشيدة عبيدو جزءا من شهادتها التي وردت في الكتاب، وكيف التحقت بالمقاومة ووجدت أن المرأة الفلسطينية إذا توفر لها التدريب الملائم لن تقل مساهمتها في المقاومة المسلحة عن الرجل. وتحدثت عن كيف تمكنت من الهرب من الحواجز الاسرائيلية عبر نهر الأردن باتجاه الضفة الشرقية حين كانت مطلوبة لقوات الاحتلال الاسرائيلي بعد قيامها بعملية عسكرية في فلسطين المحتلة.


بعد ذلك قدمت الباحثة الميدانية حيفا ارشيد عرضا لآلية البحث الذي قامت به مع الباحثة منى غوشه في الأردن وعن العقبات التي واجهتها أهمها: الثقة والصدق والبوح إذ تتردد الراوية أحيانا لعدم احساسها بالأمان ويكون على الباحثة أن تبني الثقة مع الراوية لكي تمكنها من البوح.


واختتم اللقاء عطوفة محمد يونس العبادي، المدير العام للمكتبة الوطنية، بالتأكيد على الدور الهام والاستراتيجي الذي تلعبه مراكز الأبحاث ومراكز التوثيق خاصة في أوقات الحروب وعلى أهمية مثل هذه الدراسات والإصدارات في توثيق ذاكرة الشعوب.


وتعد الدكتورة فيحاء قاسم عبد الهادي، كاتبة وشاعرة، ومستشارة بحثية، وناشطة مجتمعية نسوية.
ويذكر أن مهرجان حكايا الثامن انطلق يوم السبت الماضي ويستمر لمدة اسبوع في عمان والمحافظات برعاية أمانة عمان الكبرى وبتنظيم من مسرح البلد والملتقى التربوي العربي بالتعاون مع فرقة الورشة المسرحية (مصر) والمركز العربي للتدريب المسرحي (لبنان).