|
تغريبة اللجوء من الشام .. ودمشق بالانتظار ...
نشر بتاريخ: 13/09/2015 ( آخر تحديث: 13/09/2015 الساعة: 13:31 )
الكاتب: يونس العموري
هي حكاية اللجوء المكررة المتكررة بذات الفصول .. وهي عنجهية الأخر بصرف النظر عن هذا الاخر ومن يكون ... وهي عنصرية النوع والجنس والدين .. وهي طفولية اليسار القاعد على اريكة التنظير العبثي .. وهي تصفية الحسابات ...
بلد الصقيع تعلن الموقف وتبدأ بالتحشيد العسكري، لحماية مصالح الفودكا هناك على شواطىء المتوسط .. وعبيد العم سام ما زالوا بانتظار اللحظة المؤاتية للعبور الى حواري الخوف وحسم الفعل .. ومن يعتبرون انفسهم وكلاء الرب على الارض يمارسون الكثير من تشويه صورة الفقراء الذين كانوا ان قال (اللا) في وجه من قال (النعم) المغلظة ... وارتباك المعادلة اضحت واضحة .. فإن كنت ممن يقف بوجه الديكتاتور فأنت حتما مع سياسة قطع الرؤوس والذبح من الوريد للويد ... الهروب اصبح جزء من معادلة الترقب والانتظار وسيدة سادة اوروبا خليفة هتلر تحاول ان تعبر منتدى الانسانية الجديدة باسم تاريخ برلين وبون، وذات المشهد تلتقطه عدسات المحترفين والهواة لا فرق. وشيوخ الصحراء الناطقين بلغة الضاد، قد يحتجون على القارة العجوز، حيث انهم ربما يحرجون من عدم الاستقبال واغاثة الملهوف. ونحن هنا بارض التين والزيتون نعرف حق المعرفة ماهية اللحظة وما يعني السقوط المدوي لكل القيم الاخلاقية التي سيتبعه السقوط للانسان، وسقوط الانتظار والأمل يصبح سراب ليُصار الى تهجين والتدجين والتطويع وفق ارادة من يقامر بلعبة الموت .... ايها القاعدون المنتظرون أساطيل ريتشارد قلب الاسد الذي تستدعونه لسحق اطواق ياسمين دمشق تكبيراتكم لن تعلو وستكتشفوا عاجلا ان الفرنجة سيتساقطون على اسوار القلاع المحصنة الحصينة حامية احلام البسطاء الذين ثاروا على القيصر بروابي الشام، وفقراء الليل يعرفون اتجاهات الريح الشمالية ويعلمون خفايا عشقهم للتراب المجبول بعرقهم ولن يبيعوا احلامهم الصغيرة وسيحددوا بوصلتهم ..... وكسرى وان كان ضجيجه عاليا يعرفون انه مبدع بتجارة الرقيق والبيع والشراء ... وبوصلة لا تشير الى ام المدائن العتيقة القدس مقتنعون انها المشبوهة وتبقى العنتريات الكلامية ثغاء احوى والتجارة الرائجة في ظل عصر حريم السلطان .... ايها الحطابون البسطاء اوقدوا النيران في خيامكم واعتلوا قمة أحد ولا تابهوا للغنائم واعلموا ان الموت قادم اليكم فموتوا بهدوء وافسحوا المكان للشيطان بان يسود فهذا ليس عصركم ومن الممنوع عليكم ان تعتاشوا وتحيوا في كنف اطواق الياسمين ... انتظروا الموت كما تشتهون ولا تخجلوا من هزيمة القيصر فهو امير الجبناء ولم يكن يوما نبيلا من النبلاء او فارسا يمتطي صهوة اليمامة الزرقاء كان يختفي خلف معاناتكم وبليلكم يتغنى ولا تفرحوا كثيرا لرحيل القيصر فخلف موت كل قيصر قيصر جديد وبالتالي جبان اخر يتاجر باحلامكم ويحاول ان يستصرخ عطفكم ... ايها البسطاء الجالسون في الطرقات الوسخة اطردوا جميلاتكم من المكان حيث انهن سبايا العصر الجديد وعتقوا خمركم فجند الاطلسي سيعبرون المكان وان كانوا بالضاد ناطقين ومخططات (هينبال) لم تجديكم نفعا فقد خانوه جنرالات وامراء الحرب وتجار ليالي بردى .... اعلموا ان تكبيراتهم لن تعلوا بفضل موتكم وقتلكم سيحدد مسار موتهم وقتلهم ونهايات احلامهم ... ايها الليل انتظرهم قليلا ليلتقوا مع جميلاتهم وامنحهم القليل من الموت قبل ان تعلن عن موعدهم مع النوم الابدي في كهوف مكفهرة باردة .... فالله سيعلن عن موتهم ايضا وارادة البسطاء من ارادة الرب وهم التواقون لإغفاءة ولو قليلة على اكتاف الحبيبة والخنساء ستطأطىء رأسها احتراما واجلالا للثكالى اليتامى الضائعين الهائمين على وجوههم ورقعة الجغرافيا المسماة بالوطن ستظل كما هي دون ان تختفي الجبال وقلاع البحر ستسستقبل الاساطيل من جديد بصرف النظر عن المنتصر وذاك المهزوم وبحر عكا امواجه ستظل تلاطم اسوار القلاع العتيقة واسوارها ستظل العصية على نابليون وسيرجع يجرجر اذيال الهزائم .... وللنصر وجهان ... والرقيق والسبايا هم سادة وسيدات القبائل المهزومة على اطراف القبائل المتناحرة وتاج كسرى سيتوج الرأس المعممة بالوشاح الاسود وصغار القوم باطراف دمشق سيحاولون ان يعتلوا اسطحة منازلهم مكبرين مهللين متضرعين للرب بان يحمي عرينهم .... يا دمشق الوجع حاولي ان تغفي ولو قليلا واهدأي واستكيني وانتظريهم على ابوابك ولتكن الصرخة المدوية هنا دمشق ودمشق هنا .... هنا الذبح من الوريد للوريد ... هنا التناقض الذي بات عنوان المرحلة وخربشة الموازيين ... هنا المحاولة المستحيلة لخلق التوزانات العقلية وفهم ما يمكن فهمه من خلال المعادلة الوجودية للواقع الراهن ... هنا حماة الديار (الجيش السوري النظامي) الذي ينتشر بكل بقاع الاراضي السورية ويخوض المعارك الشرسة مع (اعدائه) في محاولة منه لإستعادة زمام مباردة الحكم على كامل التراب السوري بصرف النظر عن العدو ان كان من ادغال النصرة القادمة من جبال افغانستان او من هؤلاء اليتامي الفقراء ... او مممن يجاهدون نكاحا او سفاحا لا فرق باعراف ظلمة الليل ... هنا حماة الديار الذين سيذبحون وسيجدون انفسهم بمواجهة مع اساطيل اطلسية لحماية ديارهم وديار قيصرهم ولقصر الكثير من الابواب المُستباحة... وقد تكون المواجهة ايضا مع حماة صحراء سيبيريا البيضاء، والاسطول القطبي يتمركز قبالة سواحل المدن المسماة سوريا ... هنا دمشق التي تئن وتستدعي التاريخ وموروث ابجديات المنطق بضرورة التصدي لكل اشكال الخراب والتخريب ... هنا اصحاب الفخامة والسلاطين والامراء واصحاب الجلالة يقفون على اعتاب المرحلة للدفاع عن كينونتهم في استمرارهم بالسلطة وان دُمرت دمشق وروابيها وتغيرت معالمها.... فسارق العرش من ابيه كان قد اخفق بحسم الصراع من خلال البيداء وبالتالي تقاعد مبكرا وافسح المجال للأمير الصغير المطيع للاوامر والعارف بخبايا الدور المرسوم لامارة الغاز وجعجعة الكلام .... ملوك الطوائف وقياصرة المذاهب وعلى رأسهم ذاك المتربع على العرش رغما وبالتوريث وتعديل الدستور والغاء الشرعية المشرعنة ... قاتل الاطفال بالحواري الكل بالانتظار والكل هنا يعني الكل بسطاء وفقراء ومن هم مؤمنين بعدائية للتنين المتغول في بقاع المعمورة بعد ان استباح دجلة وصار العراق عراك .... يا سادة العوالم المنتهية الصلاحية انتظروا الصراخ ضد كل هذا التهليل الاحمق للمقاتلات الاطلسية والقادمة من وراء بحر الظلمات بعد ان صدرت الفتوى من شيخ مشايخ علماء السلاطين الذي استجدى ومازال يستجدي التدخل الاجنبي وكانت منذ زمن قد لبت تل ابيب واستجابت لنداء الشيخ الجليل .... هنا دمشق حيث تصفية الحسابات من بين معاوية والحسين وان كان للتاريخ من كلمة في هذا السياق فهو تأجيج الفتن وان كانت المسميات مختلفة ومتذرعة بشتى الاشكال ... هنا دمشق التي كشفت عن اللثام واتضح بعدها كل شي حيث ان ما فعلته جماهير سوريا ومنذ البدايات انها فجّرت القيح المتراكم في الدّمل السوري ,وأن سوريا لم ولن تعود كما كانت. في نظر العالم صار هناك سوريّتان ... سوريا المزرعة بإدارة القيصر والذي يتعامل معها كجزء من الميراث الالهي ... وسوريا الواقفة على أبواب الاحتمالات الكثيرة. هنا دمشق التي تُركت فريسة مباحة تثير شهية كل القوى التي تسعى نحو مصالحها الخاصة ولترسم سوريا بالطريقة التي تؤمن لها ما تريد.. وهنا التقاتل والتصالح ما بين القوى الكبرى والعظمي لضمان الحصص في مشاريع التبعية نحو الغرب او قد يكون نحو الشرق والشمال يستعد لنيل حصته الكبرى .... هنا دمشق حيث ان نظامها الحاكم بامره وبموروثه التاريخي ووفقا لما نشهده وتشهده المرحلة قد عجز ويعجز عن حماية البلاد والعباد من ("العصابات المسلحة" و"الإرهابيين") الذين يدخلون ويخرجون من كل الحدود، ويعجز عن حماية مطاراته ومقاره الأمنية، ويعجز حتى عن حماية مراقد ال البيت ... ويعجز عن حماية جوّه من الهجمات الإسرائيلية.. هنا دمشق الباكية الشاكية تحاول ان تصمد في وجة الة القتل والتدمير بصرف النظر عن الشعار المرسوم على المقاتلات أكانت سداسية النجمة او تلك التي تنطق بالفارسية او من تحاول ان تحاكي اللغة العربية .... وقواعد اللعبة بطريقها للإختلاف والتغيير احد سمات قوانينها ... هنا سيادة دمشق والاعتداء عليها صار المباح في عصر الرويبضات القتلة .... والسيادة حصريا لجموع الفقراء الذين حاولوا ان يقولوا كلمتهم وان كانت كلماتهم قد اضحت في مهب الريح وتلعثمت كل الشفاة الناطقة باسمهم وارتمت باحضان من يحاولون اعتلاء منصات ليست منصاتهم. |