وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رام الله- ندوة حول الواقع الأرثوذكسي في فلسطين

نشر بتاريخ: 15/09/2015 ( آخر تحديث: 15/09/2015 الساعة: 16:32 )
رام الله- معا - نظم الشباب العربي الأرثوذكسي ندوة بعنوان "الواقع الأرثوذكسي في فلسطين" في قاعة الجمعية العربية الأرثوذكسية في رام الله. 

واستهلت الندوة بصلاة من المطران رومانوس رضوان، تلا ذلك كلمة ترحيبية ألقاها عضو الشباب العربي الأرثوذكسي جابي كامل وأكد فيها أن هذه الندوة تأتي ضمن سياق الخطط الاستراتيجية التي يعتمدها الشباب العربي الأرثوذكسي في المجالات المختلفة التي تعنى بالرعية العربية الأرثوذكسية والتي تختص بكل الفئات العمرية من الأطفال الى الشباب وكبار السن وفي المناحي المتعددة الرعائية والروحية والحياتية والتثقيفية في سبيل المحافظة وتطوير الوجود الأرثوذكسي في فلسطين كجزء من الوجود المسيحي العام في الشرق الأوسط. 

بدوره، رحب المحامي شكري العابودي أمين سر الجمعية العربية الأرثوذكسية والناطق الاعلامي باسم المجلس المركزي الأرثوذكسي في الاردن وفلسطين بسيادة المطران رومانوس، واعتبر "أن العقاب غير القانوني الصادر من بطريركية القدس بحقه يأتي في سياق النهج التسلطي الاقصائي بحق رجال الأكليروس العرب من قبل البطريركية". 

وقال "أن الجمعية العربية الأرثوذكسية تفتح أبوابها لخدمة أبناء الرعية كافة لا سيما الشباب الغيور على الشأن الأرثوذكسي". كما ورحب أيضاً بالباحث الفلسطيني المختص بالشأن الأرثوذكسي أليف الصباغ، متمنياً للحضور "الاستفادة من الندوة لما تمثله من روح شبابية ايمانية بحثية وعلمية".

من جهته، أكد المطران رومانس في مداخلته "أن رغبته بالخدمة الكهنوتية رافقته منذ سني الشباب وأنه حصل على دراسته اللاهوتية في أحد المعاهد التابعة للكنيسة الروسية خارج روسيا وعاد الى فلسطين ليخدم أبناء رعيته لعلمه بحاجتهم الماسة للخدمة الرعائية الحقيقية فقام بالعديد من النشاطات ومنها ترميم العديد من الكنائس في شمال فلسطين وإيلاء ابناء الرعية بكل ما حصل عليه من علم ومعرفة لاهوتية رعائية، وقام نتيجة معرفته باللغة الروسية بالتواصل مع المهاجرين الروس ونجح بإعادة العديد منهم الى حضن الكنيسة الأرثوذكسية، حتى قام ثيوفيلوس بمعاقبته بحرمان غير قانوني وأبدله بكاهن التجنيد جبرائيل نداف. حينئذ قامت الكنيسة الروسية خارج روسيا بالتحقيق في العقاب الصادر بحقه من قبل ثيوفيلوس ووجدت أنه غير قانوني ومنحته الرتبة الأسقفية".

وأكد "أنه جاهز دائما لتقديم خدماته الرعائية والروحية لمن يرغب بها وأن همه هو المحافظة على الوجود الأرثوذكسي في فلسطين كامتداد روحي وتاريخي لوجود السيد المسيح على هذه الأرض المقدسة".

الباحث الفلسطيني اليف صباغ بين أنه تخصص بالقضية الأرثوذكسية "لأهميتها الكبيرة وارتباطها بالوجود الوطني التاريخي على هذه الأرض لذلك عمل خلال سنوات طويلة بالبحث والتحقق والحصول على وثائق كثيرة"، لافتاً الى "أن السياسة العالمية والاسرائيلية أولت اهتماما منقطع النظير بالسيطرة على أملاك الكنيسة الأرثوذكسية من خلال تسهيل استمرار التسلط اليوناني على أم الكنائس وتقديم الدعم لكل من يصل الى الكرسي البطريركي ضمن تفاهمات سياسية تعمل على تهجير وإنهاء الوجود المسيحي في فلسطين كجزء من افراغ الشرق من المسيحيين، وتحويل الكنائس المسيحية في فلسطين الى أماكن سياحية تدر دخلا عاليا لفئة من الرهبان يربطهم نظام داخلي يسمى نظام أخوية القبر المقدس يبعدهم عن دورهم الرعائي ويدخلهم في عالم الفساد المالي وغيره".

واشار "أن أهم خطوة في تغيير الوضع القائم للبطريركية هو تغيير هذا النظام العنصري الاقصائي"، مركزاً "على الأهمية الوجودية الوطنية للرعية الأرثوذكسية في فلسطين والشرق الأوسط لا تنفصل عن الوجود والاستقلال السياسي الوطني"، داعيا "كل من يمتلك الوثائق الى تسليم نسخ عنها للشباب والمؤسسات التي تعنى بالقضية الأرثوذكسية للعمل على جمع كافة الوثائق ضمن أرشيف مركزي يتاح للمهتمين بهذه القضية".

وقدم قام العديد من الحضور المداخلات والاسئلة والنقاشات الهادفة لترسيخ الوجود المسيحي والأرثوذكسي على وجه الخصوص في فلسطين، مشيدين "بالنهج العملي الذي يقوم به الشباب العربي الأرثوذكسي ومطالبين بالمزيد من الندوات والاجتماعات الروحية والايام الدراسية لاشراك الرعية الأرثوذكسية في صناعة التغيير نحو دور أكثر ايجابية يتلائم مع الدور الروحي والوطني الذي يجب أن يمثله الوجود الأرثوذكسي في فلسطين".

وفي ختام الندوة، قام الدكتور الياس ضبيط ممثلا للشباب العربي الأرثوذكسي "بتقديم أيقونة للمطران رومانوس رضوان تعبيراً روحيا عن استحقاقه الروحي والرعائي ورداً على قيام أحد المطارنة المتسلطين على بطريركية القدس بقطع ايقونة المطران رومانوس في وقت سابق". وقام محفوظ قاحوش ممثلا للجمعية العربية الأرثوذكسية بتكريم الباحث الفلسطيني الأرثوذكسي السيد أليف صباغ.

الشباب العربي الأرثوذكسي يشكر ويثمن مواقف كل من لبى الدعوة لحضور هذه الندوة وكل من ساهم في انجاحها ويعد الرعية الأرثوذكسية بأنه سيبقى سائرا على نهج التغيير الايجابي نحو غد أكثر اشراقا واستمرارا للوجود الفعال في فلسطين والشرق ضمن البوتقة الوطنية الروحية الرعائية.