وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"نتنياهو" يتحدى الله

نشر بتاريخ: 16/09/2015 ( آخر تحديث: 16/09/2015 الساعة: 14:02 )
"نتنياهو" يتحدى الله
الكاتب: خالد معالي
كعادة الطغاة عبر التاريخ ودون الاتعاظ من دروسه؛ دنس "نتنياهو" صباح يوم الأربعاء 169 القدس المحتلة؛ وراح يهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من يتحدى أو يرفض الاحتلال ولو بعبارة "الله أكبر" أو الاعتصام أو إلقاء حجر على دوريات الاحتلال وقطعان المستوطنين؛ الذين يدنسوا المسجد الأقصى؛ في تحدي سافر لله تعالى خالق الكون؛ بتدنيس مقدساته، وأماكن عبادته؛ قبل أن يكون تحدي للمسلمين والعرب؛ ليكون حال "نتنياهو" يشابه(الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد)؛ لتكون نتائج أعماله لاحقا (فصب عليهم ربك سوط عذاب).

"نتنياهو" لا يعتبر، ويرفض تعلم دروس التاريخ وعبره، وما يتقنه فقط هو التهديد والوعيد، وإشعال الحروب؛ فهو يريد أن يرى الهيكل مكان المسجد الأقصى؛ ولا يريد دولة فلسطينية على أراضي 67، ولا هو يريد أن مصليا في الأقصى؛ ولا حتى على وجه الأرض( حسدا من عند أنفسهم).

كشر "نتنياهو"عن أنيابه بتجواله في القدس المحتلة وتدنيسه لإحيائها وطرقاتها؛ وراح – كعادته - يهدد ويتوعد الطرف الأضعف في المعادلة؛ ويدعي ويزعم أن جيشه الأكثر أخلاقية من بين جيوش العالم؛ وما علم أن "مادح نفسه كذاب".

"نتنياهو" وفي كل الأحوال لا يرأس جمعية خيرية تقدم المساعدات مجانا؛ بل هو يرأس اعتى واظلم قوة عبر التاريخ لا تفهم غير لغة القوة؛ والقوة فقط في تحقيق أهدافها التي من بينها تحدى الله في مقدساتها وأماكن عبادته؛ بخطط تهويد وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه في ظل غفوة العرب والمسلمين وانشغالهم بفتنهم وحروبهم الداخلية.

يحاول جاهدا "نتنياهو" إرضاء غلاة المستوطنين؛ ويحاول إطالة عمر احتلاله إلى أطول فترة ممكنة في ظل التحولات والتغيرات المتسارعة حوله؛ ولكنه يعلم في قرارة نفسه وقرارات نفوس قادته أنهم سيلفظون إلى مزابل التاريخ هم ودولته الظالمة.

من يقدر أن يوقف حركة التاريخ وسنن الكون؛ فالجلسة الطارئة التي عقدها"نتنياهو" بحضور طاقمه الأمني والسياسي ممثلا بوزير الحرب ووزير الأمن الداخلي، بالإضافة إلى وزيرة العدل ووزير شؤون القدس ووزير المواصلات، ورئيس "الشاباك" ورئيس هيئة العمليات في الجيش الصهيوني ومدير عام وزارة الخارجية والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء "اسحاق مولخو" وغيرهم ممن تلطخت أيديهم بدماء أطفال غزة والضفة والقدس؛ بتصعيد العقوبات وتشديدها؛ لن تقدر على وقف الحراك الطبيعي والجدلي التاريخي؛ برفض الظلم والطغيان والاحتلال حتى لو كان هناك في موازين القوى.

سياسة "نتنياهو" الهوجاء؛ بتقسيم المسجد الأقصى؛ قبل أن تشكل خطرا على الفلسطينيين؛ فإنها تشكل خطرا على اليهود في فلسطين المحتلة وبقية دول العالم؛ بإشعاله حرب دينية لا تبقي ولا تذر؛ في ظل عدم اخذ العبر من دروس التاريخ.

انعكاس عجرفة "نتنياهو" بتدنيسه للقدس ومحاولاته بتقسيم الاقصى؛ وتنكره للحقوق الفلسطينية؛ يقود المنطقة لدوامة عنف لا يعرف مداها إلا الله، وتكون "داعش" المتطرفة والمغالية مقابلها مجرد لهو وتسلية؛ فداعش على سوئها لم تحرق أطفالا كعائلة دوابشة؛ فالتطرف لا دين ولا عقل له؛ ولا قوانين تردعه، و"نتنياهو" يعلم ذلك.

ما لا يريد أن يفهمه "نتنياهو"، انه بتواصل الحملة المسعورة على المسجد الأقصى وعلى أحياء مدينة القدس المحتلة؛ بمصادرة أراضيها، وإقامة المستوطنات حولها، وهدم البيوت، وتوجيه مئات الإخطارات لهدم المزيد منها، وطمس معالمها الحضارية العربية والإسلامية، وعزلها عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل، وإفراغ المنطقة من أي تواصل مع المسجد الأقصى؛ عبارة عن فتيل للحرب الدينية يشعلها "نتنياهو" بيديه ما لم يلجم المستوطنين، وما لم يعطي الفلسطينيين حقوقهم ودولتهم؛ وما نراه بفاعل.