|
توقيع الاصدار الجديد "وجع أيوب" للروائي محمد نصار
نشر بتاريخ: 17/09/2015 ( آخر تحديث: 17/09/2015 الساعة: 09:02 )
غزة- معا - نظم الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ومركز غزة للثقافة والفنون حفل توقيع الاصدار الادبي الجديد رواية "وجع أيوب " للكاتب الأديب الفلسطيني محمد نصار بمشاركة الروائي والقاص/ غريب عسقلاني نائب الامين العام المساعد لاتحاد الكتاب والكاتب الناقد د.خليل حسونة بحضور نخبة من الكتاب والادباء بقاعة مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم.ومشاركة الفنان أيمن أبو عبدو بوصلات موسيقية وغنائية رافقت الاحتفال. واقتطف الروائي نصار من ربوع كتابه بعض الثمار وفقرات من روايته.
وأدارت اللقاء الكاتبة والحكواتية جيها أبو لاشين، بدأت بقولها : "حكينا و قلناو مييين سمعنا , ياما رحنا وعطاشا رجعنا , مجروحين من الي ضدنا و الي معنا , وجع أيوب يا وجعنا , وجع أيوب اليوم بالمحبة بيجمعنا" . كما قدمت تعريفاً بالروائي نصار واستعرضت سيرته الادبية والابداعية. " لماذا وصل بنا الحال لما نحن فيه ؟! ". وقال الروائي غريب عسقلاني : محمد أيوب , في هذه الرواية ، حاول باقتدار تصوير عذابات الانسان الفلسطيني منذ بدايات الصراع بعيدا عن الصراخ ، و البيان الأدبي المباشر , حاول في هذا العمل النبش عن الجذور ، في استجابات وردود أفعال الانسان الفلسطيني عبر معاناته الطويلة , استطاع رسم خارطته للصراع ليضع المتلقي في حالة اشتباك ذاهل ، حول سؤال العذاب : لماذا وصل بنا الحال لما نحن فيه ؟! . " عشنا الوهم في غالب الأحيان " كأنا والوجع توأم ، كأنما ولدنا معا وترعرعنا ، حتى إن غاب عنا لطارئ ما افتقدناه ، وربما بكيناه وتألمنا لذلك الغياب ، معادلة كل ما فيها غريب ومخالف لكل النواميس والأعراف ، لكنها حقيقة نعيشها في كل حين ، نحياها بكل ما فيها من فنتازيا وألم كما لو كانت قرينة تلازمنا ، وإذا ما حاولنا التعبير عنها ، خادعنا أنفسنا تحت دواع شتى وأبرزناها في أجمل ثوب وأبهاه ، عشنا الخديعة حينا ، حتى صارت جزءا من وعينا وتكويننا ، لدرجة بتنا معها لا نميز بين الوهم والحقيقة ، بل عشنا الوهم في غالب الأحيان على أنه الحقيقة المطلقة ، فكان الثمن وجع على وجع ، دفعناه من قوتنا وأعمارنا ودماء أبنائنا ثمنا لخديعة ابتدعناها وآمنا بها". وعن ميلاد اصداره الجديد قال الروائي نصار أن :"هذا الوجع كان ينشب مخالبه في روحي منذ بداياتي الاولى وكنت دائم الشكوى منه والتعبير عنه في مجمل اعمالي السابقة ، لكنه لم يكن على المستوى الذي صرخت به ومنه في هذه الرواية ، لعل الحرب الأخيرة وما حدث فيها من ويلات ودمار وما تبعها من مآسى ، وأضاف أن الشخصيات جاءت إلى حد ما بلا ملامح وحين سألني أحد الأصدقاء عن ذلك ابتسمت واعدت السؤال عليه " هل في غزة من ملمح غير الوجع" الوجع يا سيدي هو سيد الموقف .. هو عنوان المرحلة .. هو الهم الذي يتقاسمه الجميع في هذه البقعة المنكوبة من الوطن وللتعبير عنها أنت بحاجة لأدوات مغايرة عن تلك التي اعتدنا عليها في اعمالنا السابقة ، ربما هذه ايضا تكون صادمة أو مفاجئة. وأشار الروائي نصار :"أن بعض من يعالجون النصوص ضمن قوالب معينة ، لكن عليهم ان يدركوا بان النص يفرض ادواته احيانا وان قوالبهم النظرية هي التي من واجبها مواكبة النص والخضوع لشروطه وليس العكس. وجع ايوب هي رواية الوجع والصدمة ، قد تكون عنيفة .. موجعة لكنها وجعنا جميعا". " رؤيا جمالية " الكاتب الروائي الناقد الدكتور خليل حسونة قال :"في البداية أستطيع التأكيد على أن الرواية هي المثل الأعلى لكل العلاقات الدقيقة المتداخلة التي اكتشفها الانسان في ظل كل شيء يكون واقعيا في حدود زمانه و مكانه و ظروفه الخاصة وغير واقعي خارج ذلك كله . و استطيع ان أجزم أيضاً ان الرواية وسيلة هامة تغوص في الدلالات و تكشف عمق العلاقات , بحيث تشكل منذ البداية قوانينها الخاصة حيث المعاناة الذاتيه للزمان مع الزمان الموضوعي ما يعني العملية الاجتماعية التاريخية لماذا؟ لأن الانسان هو اجتماع العلاقات الاجتماعية . وشدد أن مخزون الروائيين الفكري و المواضيعي وحتى القاموسي لم ينضب باستخدامهم المثل و اللفظة و الحكمة المناسبة وحتى التضاد. انه الاجتماع العضوي الذي يهمس بقيامته و الذي استطاع كاتبنا المتميز عبر هذا الفهم التقاطه. فصارت الشخوص تتحرك , تعانقك ، و تسير معك ، ثم تحاورك بما تريد وما لا تريد ( زلدا ، سلمى ، كوخافا ، رافي ، غالي ، صابر ، مريم ) ناهيك عن النزف الحذر حيث جولات حبيب المكوكية ، و ذكريات الطفولة على شاطئ بحر يافا". وأكد أن محمد نصار في جملة أعماله رحلة عذاب ، بداية من أصداره الأول " رحلة عذاب" عام 1987 وحتى وجع أيوب 2015. وجع يعانق وجع، حبات عقده صرخات أحلام . سوق الدير، سيرة المبروكة ، وحتى ليل المخيم. " من غزة لبيروت " الشاعر رزق البياري منسق النشاط في الاتحاد الذي احتفى على طريقته الخاصة بالاصدار الجديد وجع ايوب للكاتب محمد نصار. اكد البياري ان الرواية الجديدة تأتي تجسيدا لروح الكاتب وثقافته وفكره ولقد مارس نصار ذاته من خلال العمل الجديد الذي يكاد يعكس السيرة الذاتية للكاتب حيث لخص نصار حكاية الوجع الفلسطيني الممتدة عبر عشرات السنين الى وقتنا الراهن وجع ايوب عمل ادبي متميز بلغته ومفرداته وتأتينا من نفس الارضية التي يقف عليها محمد نصار الذي بذل جهدا كبيرا لتكون روايته مواكبه لمعطيات تطورات وحاجات المجتمع. وختم البياري مداخلته بذائقته الشعرية متلمسا وجع اي( من غزة لبيروت ) بنصه الشعبي المميز. ومن جهته ثمن أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون دور اتحاد الكتاب في اثراء المشهد الثقافي رغم المعيقات ومؤكداً على أهمية التنسيق والعمل المشترك وقدم شكره للقائمين على انجاح هذا الاحتفال شاكراً الحضور عبق المكان. وفي ختام الاحتفال قام ممثلي القائمين على تنظيم الاحتفال بتقديم درع تكريم للروائي محمد نصار والقاص غريب عسقلاني والناقد خليل حسونة على جهدهم المميز في إثراء المشهد الثقافي.وانتهى الاحتفال بتوقيع الاصدار الجديد للحضور من الروائي نصار. |