|
العشاء الأخير
نشر بتاريخ: 18/09/2015 ( آخر تحديث: 18/09/2015 الساعة: 16:06 )
الكاتب: محمد علوش
التهبت حناجر المساء
في ذروة العشاء الأخير وانتفضت حنجرة المؤذّن للصلاة ملتحما مع نشيد الأرض وغضب الفتية في وجه الظلمة ومبارزة الجند والجدران تصيح يا وطن الأمجاد سقطت أيقونة هذا الحلم العربي ّ سقطت بالصمت سفكوا دم الغزالة صار الزعتر البريّ رمادا في العيون ذهبت البيارات بعيدة في طقوس الجنازة تاه برتقال يافا في دروب " تل أبيب " قصفوا عمر الزيتونة في سلفيت سجدوا لآلهة الدمار على طريق " جرزيم " يمجدون رب الموت في " أورشليم " ولدنا لنقتل ولدنا لنصنع السلام لشعب " إسرائيل " !! هتاف الروح ودم الوردة مستباح وعطرها ملوث بغاز المسيّل للدموع وعربات الجند تنبح كالكلاب الفاسدة وتقتل فرح المصلين وتزرع الخراب وساحات المعابد تذرف أسرارها سراب اللحظة والحرب الهمجية . وحضارة آدم تنادي بنيها لصلاة بلا دماء وبلا مزامير حضر العسكر أيضا فتحوا النار على شرفات الأطفال واغتالوا أقمار الحرية وعلى الضوء الخافت في العتمة صلبوا النهر وسلبوا الغيم وزمجر فينا ليل العار وعلى باب الحارة كان صهيل البيدر وبياض سماء كانت للأرض ملاذا حصنا للزيتون الحالم لسنابل قمح الشهداء . يريدونني طريدا مثل نبّي أدمته القلاع مضى تاركا وردة السلام ووهج الكتاب ونار العتاب وجرح القافلة المهجّرة وحيدا في غابة النسيان وطقوس الله الرتيبة ! |