|
هديل.. إعدام موثق بالصور في العيد
نشر بتاريخ: 23/09/2015 ( آخر تحديث: 23/09/2015 الساعة: 11:32 )
الكاتب: خالد معالي
مع أجواء وحلول عيد الأضحى المبارك؛ اشتعلت موجة حنق وغضب شديدين على جريمة إعدام الفتاة الطالبة الشهيدة هديل الهشلمون (18عاما ) على أحد الحواجز اللعينة بمدينة الخليل، تلك الحواجز التي تذل وتخطف أرواح الفلسطينيين؛ لمجرد تسلية أو هواجس لجنود الاحتلال وقتل فراغهم.
هديل؛ كانت تحلم أحلام بسيطة؛ وبعيد سعيد وجميل كأي فتاة في العالم؛ إلا أنها حرمت من حلمها الجميل؛ حيث كان بانتظارها 15 رصاصة استقرت في صدرها؛ دون أن تشكل أدنى تهديد على جنود العدو المدججين بسلاحهم؛ وأصرت على أن لا يرى العدو وجهها؛ لتوثق صور الكاميرا لحظات إعدامها بدم بارد. للعيد؛ بهجة وطعما آخر مختلطا بطعم وألوان العذاب المختلفة للفلسطينيين؛ وصار ملونا بالدم لعائلة الشهيدة هديل وعائلة الشهيد ضياء عبد الحليم التلاحمة والذي استشهد قبلها بساعات؛ ليبقى العيد دون فرحة وغصة في القلب. من يظن انه يستطيع أن يعيد حق الشهيدة والفتاة هديل ويثأر لها بالشجب والاستنكار فهو واهم؛ وتحقيق المطلوب دون تعب وكد ولسعات فهو حالم، ومن يظن أن التعاطف يمكن له أن يقوم بالواجب فهو خاسر؛ ومن ظن يوما أن كنس الاحتلال يأتي بالمفاوضات أو الدعوات فهو في غفوة وليس صحوة. تقتل فرحة العيد فينا؛ لضعفنا وهواننا على الاحتلال الذي يستخف بنا وبأمة المليار ونصف مسلم؛ وراح يقتل فتاة مسالمة لا تشكل أي خطر على الاحتلال وهو ما وثقته الصور الحية وشهود عيان على الحاجز لحظة إعدامها بدم بارد؛ وقبلها احرق المستوطنون عائلة دوابشة وهم احياء. مع العيد؛ أصبح الكل الفلسطيني مقهور ومكلوم والعالم صامت صمت القبور.الفلسطينيون من القدس المحتلة، أو الضفة الغربية، أو قطاع غزة، أو من فلسطينيو أل 48، أو من اللاجئين في الدول العربية؛ لا يعرفون طعما للعيد كما يعرفه بقية المسلمون والعرب؛ وكيف يفرح من سلبت حريته وانتهكت مقدساته؟! القدس المحتلة يجري فيها تهويد وطرد، ونبش تحت المسجد الأقصى لهدمه وبناء الهيكل مكانه؛ واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى لتقسيمه. الضفة الغربية فيها جدار ومستوطنات تتمدد كالسرطان، وآلاف الأسرى والأسيرات، وجنود على الحواجز يحطون من كرامة الصغير والكبير، ومجندة بإصبعها تقرر نشاط وحركة الضفة والقدس. في قطاع غزة إغراق بمياه البحر؛ وحصار وتجويع وتهديد ووعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور؛ لمجرد أنهم رفضوا الذل والعار وعشقوا أرضهم. في الأراضي المحتلة عام 48 أسرلة وهدم منازل وتهجير. في الشتات والمهجر ومخيمات اللجوء شوق وحنين ليافا وعكا وحيفا… فرحة عيد الأضحى هي للأطفال فقط؛ كونهم لا يعوا ما يحصل حولهم؛ وحتى الأطفال لم يسلموا من بطش الاحتلال بسجن المئات منهم، والأطفال لعبتهم المفضلة في العيد هي لعب الحرب “عرب ويهود”، التي تملأ الأزقة والشوارع وطرقات المخيمات؛ تعبيرا عن الحالة الفلسطينية الرافضة للمحتل الغاصب. |