وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جهاد يبحث عن الرزق بساق واحدة وجناحين

نشر بتاريخ: 28/09/2015 ( آخر تحديث: 28/09/2015 الساعة: 14:48 )
جهاد يبحث عن الرزق بساق واحدة وجناحين

غزة- معا- عندما كان جهاد الغول في السادسة عشرة من عمره أصيب في ساقه اليسرى جراء قصف قوات الاحتلال الاسرائيلي لمخيم البريج مما أدى إلى بتر ساقه اليسرى، ولكن هذا البتر لم يمنعه من مواصلة الحياة مستعينا بمهارة يديه اللتين حولهما جناحين يطير بهما نحو العمل ليوفر قوت يومه، فأصبح يعمل في الدهانات المنزلية والرسومات.

ويقول الغول وعلامات الحزن على وجهه: "الإصابة بدأت وأنا عمري 16سنة كنت بلعب أنا وزملائي كرة قدم، وكان هناك اجتياح شرق المخيم فكان صوت القذائف والصواريخ فذهبنا للمكان فاستشهدوا أصحابي السبعة وأصبت أنا وزميلي، فكانت الإصابة في رجلي فتم بتر الساق اليسرى وإصابة في العين وإصابات اخرى".


ويضيف الغول "بعد الإصابة أخدت فترة علاج استمرت ما بين سنتين إلي ثلاثة حتى استطعت الشفاء من البلاتين وا وكان وضعي صعب جدا بعد الإصابة ".


ويتابع الغول حديثه لمراسل معا قائلاً: "فترة الاصابة كنت أتابع أعمالي الفنية والرسم وما كنت أحب الجلوس في البيت ، فكنت الجأ للمخيمات الصيفية والمراكز الثقافية وكنت أتابع معهم أعمالي الفنية حتي أطور من نفسي واكتسب خبرة في الحياة".


وبعد ذلك عاد الغول إلي سوق العمل لأن وضعه المادي صعب جدا حيث أنه يعيل عائلته الكبيرة حتى هذه اللحظة.

ويبين الغول أن العمل شاق وصعب ولكن ظروف الحياة حكمت عليه ذلك لافتا الي أن الإعاقة ليس عيبا وليس عائقاً في حياته وسوف يتحدى ذلك .
ويؤكد الغول أن الإصابة أعطته إرادة وعزيمة قوية مبينا أن الحياة صعبة وتحتاج إلي تحدى وإرادة قوية .


استطاع الغول أن يطور نفسه من خلال المتابعة والتجارب حيث أنه لا يمر يوم عليه دون أن يرسم فهذه موهبة تأصلت فيه حيث يقول :"أنا أطور نفسي من خلال المتابعة والتجارب فعالم الرسم يحتاج إلي تجارب فلا يمر يوم علي دون أن أرسم " .
ويشير الغول إلي أنه مثل أي فنان بسيط لا يتكبر ولا يتعالى على أحد فهو محباً للتواضع بشكل كبير .


وعند سؤاله عن الأعمال الفنية التي يقوم بها قال لمراسل معا :"أقوم بأعمال النحت والدهانات المنزلية والديكور والرسومات بالريشة مبينا أن الرسومات بالريشة تكون في بعض الأحيان تفريغ طاقة أو توجيه رسالة ".


وأوضح الغول :"لا أحد تبناني ولكن اتقاضى راتب بقيمة 250 دولار ولكنه لا يكفيني لا يوفر مقومات الحياة الأساسية ".


ويطالب الغول بطرف صناعي أو توفير سيارة له للعمل فيها أو أي عمل يستفيد منه في حياته ومستقبله ليستطيع العيش في هذه الحياة مبينا أنه طالب في السابق الرئيس والمؤسسات والوزارات لكن دون فائدة.


ويشكل الغول نموذجا للشباب الفلسطيني الطامح والرافض للاستسلام لظروف الحياة الصعبة.