وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اللمسات الاخيرة على خطاب الرئيس

نشر بتاريخ: 28/09/2015 ( آخر تحديث: 28/09/2015 الساعة: 11:46 )
اللمسات الاخيرة على خطاب الرئيس
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كعادته الرئيس عباس يعطي الافكار الاساسية لمستشاريه ، ثم يكتبون مسودة الخطاب السنوي المفترض للامم المتحدة ، وعادة ما يستعين أبو مازن بأوراق صغيرة بيضاء يكتبها بخط يده ويحفظها في جيب جاكيته تماما مثلما كان يفعل  الراحل عرفات .
بعد كتابة المسودة الاولى تبدأ عاصفة من المقترحات والاراء والتعديلات ، اساسها عدم تغييب البعد القومي والوطني في الخطاب والوقوف عند تفاصيل لا تخطر ببال احيانا ، من قبيل توجيه الشكر للدول الصديقة للشعب الفلسطيني ودراسة اثار الخطاب بعد القائه ،وتوقع ردود فعل الجبهة الداخلية الفلسطينية والعربية ، وتوقع رد الفعل الاسرائيلي والامريكي وما يمكن ان يترتب على ذلك سياسيا وماليا ودبلوماسيا .

وفي الطائرة تبدأ اللمسات الاخيرة على الخطاب ، ويستعين الرئيس بمن حوله في حذف عبارات او اضافة فقرات تتعلق بالارقام التي تخص الاعتداءات الاسرائيلية ، ولكن ذلك لا يكفي ... وبعد كل تعديل يجري طباعة الخطاب مرة اخرى بانتظار اللقاءات مع كبار القادة في نيويورك عند وصوله ، وهنا يجري تضمين اخر المواقف والتطورات في ديباجة الخطاب .
قبل 3 سنوات كانت نكتة على نتايانياهو انه قام بتعديل خطابه يدويا بالحبر والتقطت احدى كاميرات الامم المتحدة نصّ الخطاب والتعديل الذي اجراه نتانياهو عليه ما يدل على ارتجالية وعدم كفاية الوقت لديه لطباعة جديدة .
خطاب الرئيس المقرر مساء الاربعاء سيشمل عدة بوابات هامة ، وقد جرى اقناع الرئيس بتخفيف حدة الخطاب الشديدة لتكون لغته دبلوماسية أكثر وبعيدة عن العبارات الصادمة التي قد يفهمها المواطن العربي والفلسطيني انها يائسة ، والاستعاضة عنها بمواقف سياسية حاسمة .
وفي حال لم يجر تغييرات جذرية على الخطاب في ال48 ساعة القادمة فان الخطاب سيتضمن الاعلان ان اسرائيل تنصلت من اتفاق اوسلو وانها لا تريد الالتزام به وبالتالي سيعطي الفلسطينيين أحقية القرار بشأن التزامهم بما تبقى من اوسلو ام لا ، حسب مصلحة الشعب الفلسطيني ووفق رؤياه .
كما سيشرح للعالم ان الوضع القائم لن يستمر على ما هو عليه ، وان احتمال اندلاع انتفاضة جديدة صار أكثر بسبب ما تفعله اسرائيل على الارض ، ويركز الخطاب ان حكومة نتانياهو تسرق الاراضي الفلسطينية في الضفة لفرض امر واقع ومنع اقامة دولة ، كما انها تقوم بتهويد القدس وتعريض المسجد الاقصى للخطر وقد أفلتت الحبل على الغارب للمستوطنين يشعلون النار في المنازل ويحرقون الزرع وويقتلون الضرع .

الرئيس سيعلن للعالم ان الوضع لن يستمر هكذا وكما تريد اسرائيل ( تهديد مبطّن بالانتفاضة ) ، وان الاقتصاد الفلسطيني لم يعد يتحمل ما تفعله اسرائيل من حصار وسيطالب العالم باعادة مطار قلنديا في الضفة الغربية . وسيهدد بتقليص التنسيق الامني الى الحد الادنى وللضرورات القصوى التي تراها السلطة انها في مصلحة المواطن الفلسطيني وهو امر سيثير ردود فعل اسرائيلية كبيرة .
وسيفهم من هذا القول ان الرئيس سيأمر الرئيس الاجهزة الامنية بالرجوع الى القيادة السياسية في كل مرة تطلب اسرائيل تنسيقا امنيا وهو ما سيغير من معادلة الامر الواقع الذي فرضه شارون بعد اعادة احتلاله الضفة في العام 2002 .
خطاب الرئيس يسير في ثلاثة اتجاهات ، اتجاه مخاطبة العالم سياسيا واخلاقيا ، واتجاه مخاطبة الامم المتحدة قانونيا ، واتجاه مخاطبة اسرائيل تحذيريا وضاغطا .