وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كتاب مفتوح إلى وزير التربية والتعليم

نشر بتاريخ: 28/09/2015 ( آخر تحديث: 29/09/2015 الساعة: 09:23 )
كتاب مفتوح إلى وزير التربية والتعليم
بيت لحم- معا - دعا د. ناصر الدين الشاعر في "كتاب مفتوح" وزير التربية والتعليم إلى الاستجابة لصوت المطالبين بالحفاظ على الوضع الحالي للدوام المدرسي وعدم زيادة الدقائق الخمسة على الحصة المدرسية.

واليكم نص الكتاب كما وصل معا:

كتاب مفتوح إلى وزير التربية والتعليم العالي الأخ الدكتور صبري صيدم المحترم
من الدكتور ناصر الدين الشاعر
بخصوص أيام الدوام الأسبوعي ومدة الحصة الدراسية
تحية طيبة، وبعد،
فقد تداول المواطنون عامةً والمدرِّسون منهم على وجه الخصوص وأولياء أمور الطلبة توجّهكم لإضافة خمس دقائق لزمن الحصة المدرسية لتصير خمساً وأربعين دقيقةً بدلاً من الأربعين دقيقة المعمول بها منذ عدّة أعوام. ولا يخفى عليكم عدمُ ارتياح الغالبية العظمى من المواطنين لهذا التّوجه. وهو ما صرّح به المدرسون وأولياءُ أمور الطلبة والكثيرُ من المهتمين بالتعليم في الوطن.
وانطلاقاً من الحرص على الوزارة الأهم للشعب الفلسطيني، وعلى ضرورة استقرار العملية التعليمية والتفرغ لازدهارها، وانطلاقاً من معرفتي بواقع المدارس غير المهيئة للدوام الطويل، وانطلاقاً من خبرتي التعليمية المتواضعة بقدرة الطلبة المحدودة على التحمَل والمتابعة في ظلِّ ظروفنا المدرسية غير المواتية، بل وانطلاقاً من معرفتي بمبررات تحويل الحصة إلى أربعين دقيقة قبل سنواتٍ وبالإجراءات الفنية والقانونية التي رافقت ذلك في حينه لدى الوزارة ومجلس الوزراء والرئاسة، فإنني آملُ الاستجابة لصوت المطالبين بالحفاظ على الوضع الحالي وعدم زيادة الدقائق الخمسة على الحصة المدرسية.
فمن ناحية المبررات، جاء الأمر نتيجةً لسعي الحكومة لجعل العطلة الأسبوعية لموظفي السلطة يومين بدلاً من يومٍ واحدٍ أُسوةً بجميع دول العالم. وقد تمَّ دراسة الأمر حيث تمَّ التأكد من مشروعيته القانونية والحقوقية مستنداً إلى النظام الأساس وسائر القوانين التي تنظم شؤون العمل في السلطة. ثم توقف الأمرُ حينها على موقف وزارة التعليم كونَها أكبر الوزارات المدنية من حيث عدد الموظفين وكونَها المتأثرَ الأكبر من تقليص أيام العمل الأسبوعي، وذلك لمعرفة قدرة الوزارة على التعاطي مع هذا المقترح. وقد درست الوزارة الأمر في حينه وأعلنت قبولها بدوام الخمسة أيام مع استعدادها لمعالجة الإشكالات الناجمة عن هذا التقليص. فمن حق موظفي الوزارة، بل ومن حق الطلبة وأولياء أمورهم، التحرّر من الالتزام اليومي بالمدارس ليومين متتابعين للتفرغ لأمور حياتيةٍ أخرى اجتماعية وسواها.
ولا شك أن هذا قد استدعى في حينه عدة إجراءات فنية. وهو ما استلزم توزيع حصص اليوم السادس على أيام الأسبوع. ولما اصطدم ذلك مع صعوباتٍ تعلُّميةٍ لدى الطلبة بسبب وجود حصة سابعة وحصةٍ ثامنة لبعض الصفوف، فقد تم حلُّ الإشكال بجملة إجراءاتٍ تعويضية كان منها حذف خمس دقائق من كلِّ حصة ومن وقت الاستراحة. وبهذا الإجراء وغيره نحافظ على عدد الحصص الأسبوعية للمواد دون زيادةٍ كبيرةٍ في وقت الدوام وفي ساعة المغادرة، ودون ضغطٍ على الطالب أو تجاوزٍ لقدرته الاستيعابية.
بناءً على ذلك، وبعد استيفاء الوزارة لاجراءاتها الفنية، وبعد سلسلة الاتصالات والحوارات ما بين الوزارة ومجلس الوزراء والرئيس، فقد قرَّر مجلسُ الوزراء تقليصَ الدوام الأسبوعي، وأقرَّ السيد الرئيس ذلك، الأمرُ الذي حظي بارتياح الأُسرة التعليمية في حينه. حيث تمَّ تطبيق الإجراء لدى جميع وزارات السلطة، وبضمنها وزارة التربية والتعليم ومدارس الضفة، في حين تم تأجيل الموضوع في مدارس المحافظات الجنوبية نظراً لوجود دوامٍ صباحيٍ وآخر مسائي في أكثر مدارسهم بسبب تدمير الإسرائيليين لعشرات المدارس هناك. أما في الضفة فقد تم الانتهاء من الدوام المسائي نهائياً من خلال تسريع بناء مدارس جديدة كانت قيد الإنشاء. وبهذا تم تجاوز جميع العقبات الفنية، وشرعت الوزارة بتنفيذ تلك الإجراءات وبضمنها تقليص مدّة الحصة. الأمرُ الذي استمرّ العمل عليه كلَّ هذه السنوات من يومنا ذاك وحتى يومنا هذا.
معالي السيد الوزير، لأجل هذا وغيره، وحتى تتفرغوا للنهوض بجوهر العملية التعليمية، فإنني آمل الاستماع لصوت المطالبين بإبقاء الأمر على ما هو عليه، حفاظاً على استقرار الوزارة وعلى النسيج الناظم للعلاقة بين الوزارة ومدرسيها الذين هم معبَرنا للنهوض بأجيالنا نحو مستقبلٍ واعدٍ يليق بالوطن والمواطنين.
دمتم، ونفع اللهُ بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ٢٨/٩/٢٠١٥
أخوكم المخلص: د. ناصر الدين الشاعر، نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الأسبق.