|
التوتر يتصاعد بين السعودية وإيران بسبب حادثة التدافع
نشر بتاريخ: 29/09/2015 ( آخر تحديث: 30/09/2015 الساعة: 16:40 )
بيت لحم- معا- أُرجئت إعادة جثامين قسم من الحجاج الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في حادث التدافع في منى قرب مكة المكرمة إلى طهران التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء في أجواء من التوتر المتزايد مع الرياض.
وأعلن مسؤولون إيرانيون تأخير العودة المقررة لجثامين جزء من الحجاج الإيرانيين لأسباب إدارية تتعلق بتصاريح هبوط الطائرات المكلفة ذلك في السعودية. وإيران هي البلد الذي مني بأكبر خسارة في كارثة التدافع خلال موسم الحج والتي أدت إلى سقوط 769 قتيلا و934 جريحا حسب الرياض. وأفادت آخر حصيلة نشرتها لجنة تنظيم الحج الإيرانية أن 228 حاجا إيرانيا قتلوا و27 جرحوا كما لا يزال هناك 246 مفقودون. وقال علي مرعشي المسؤول في الهلال الأحمر الإيراني المكلف إعادة الجثامين إن "طائرة ستقلع اليوم إلى جدة (السعودية) لنقل الجثامين وإن شاء الله سيجري تشييعهم غدا (الأربعاء) في طهران". ومنذ الحادث المفجع الذي أدى إلى تصاعد التوتر الكبير أصلا بين الرياض وطهران، يواصل عدد الضحايا الإيرانيين الارتفاع. وقد يكون أكبر نظرا لعدد المفقودين. وعاد الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى طهران الثلاثاء بعدما اختصر زيارته لنيويورك حيث كان يحضر الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، لأنه يريد أن يكون موجودا في طهران عند وصول جثامين 130 حاجا لقوا حتفهم خلال التدافع. وبعد ساعات على الكارثة، اتهمت السلطات العليا في إيران السعودية بعدم التعاون مع طهران في البحث عن المفقودين وإعادة الضحايا من قتلى وجرحى. وطالب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي المملكة "بالاعتذار إلى الأمة الإسلامية"، كما طلب منها الاعتراف "بمسؤوليتها في هذا الحادث الرهيب وتنفيذ التزاماتها". أما الرئيس روحاني، فقد اتهم في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة السعودية ب"التقصير". وقال إن الحجاج الذين قضوا في التدافع كانوا "ضحايا تقصير من قبل الذين كلفوا" تنظيم الحج مطالبا بـ"تحقيق دقيق حول أسباب هذه الكارثة". وأضاف روحاني أن "الألم والحزن اللذين ألما بملايين المسلمين يتجاوزان التعويضات المادية"، مضيفا أن "الرأي العام يطالب بأن يحترم المسؤولون السعوديون تعهداتهم الدولية" خصوصا من خلال السماح بنقل سريع لجثامين الضحايا إلى بلدانهم. لكن السعودية دانت الاستغلال السياسي للحادث من قبل إيران خصمها السياسي والديني الكبير في المنطقة. ورد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالقول "أعتقد أنه من الأفضل للإيرانيين أن يبتعدوا عن تسييس مأساة أصابت الناس الذين كانوا يؤدون أهم الشعائر الدينية المقدسة". والعلاقات بين إيران والسعودية متوترة منذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979. وقد شهدت مزيدا من التدهور بسبب الأزمة السورية والحرب في اليمن والاتفاق النووي الذي أبرمته إيران في 14 تموز (يوليو) مع القوى الكبرى. |