وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ليرحل المخوزقون مع المخوزقين!!! بقلم : د. يعقوب شاهين

نشر بتاريخ: 18/09/2005 ( آخر تحديث: 18/09/2005 الساعة: 13:29 )
معا - يا سادة القوم, لقد مضى على علاقاتكم المباشرة مع الساسة والحكومات الاسرائيلية اكثر من عقد من الزمان اجريتم خلال سنوات هذا العقد آلاف الاجتماعات الصغيرة والكبيرة واحتضنتكم واياهم مئات قاعات الاجتماعات في طول الارض وعرضها, ووقعتم معهم عشرات الاتفاقيات !! لم تأكلوا بنتائجها الا حصرما وورّثتم حموضته للاجيال لتضرس منه.

وكل ما اكلتموه واطعمتموه للشعب طوال تلك الفترة كان نيئا عسير الهضم بالرغم من ان قدوركم مكثت طويلا فوق نيران شديدة الاشتعال مرات, وهادئة مرات اخرى!.

ولا أخالكم تنكرون او تتبرأون من ضيق افاقكم وغياب عقولكم وقلة ادراكم وسطحية تفكيركم ولم أركم يوما متبرمين او مستائين من لسع العقارب والافاعي لاجسادكم وليس لايديكم فقط التي مددتموها في حجور المحتل عشرات المرات ملغين حالة الايمان من قلوبكم ومسقطين من تراثكم الدنيوي والديني مأثور القول" لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" مبررين ذلك بقولكم " اننا نبدل الجحور!!".

ياسادة القوم , انني لا اكتب لكم لائما فما عاد اللوم ينفع بعد خراب مالطا! ولا معاتبا فالعتب كما يقول المثل على قدر المحبة وانتم فقدتم المحبة فيكم ولكم, ولا شاكيا لان ايماني ومبادئي تحصنني من الذل وطريقه, طبعا الشكوى لغير الله مذلة .
انني اكتب لكم محذرا من القادم من منطلق امل اتعلق به كونكم استوعبتم ما مرّ وفهمتم ان الاجساد التي خدرتها لسعات الجحور لم تعد صالحة وما عادت تنفع " لا في الهدة ولا في الصدة"! فماذا انتم فاعلون؟؟ اقول لكم " ان عليكم والحالة هذه ان تودّعوا هذه الاجساد مصحّات علاج المخدرين والمدمنين والانطلاق من جديد بوجوه جديدة وعقول متفتحة وعيون ترى الجهات الخمس في آن واحد وبفكر وذهن صافيين لا تتحكم فيها الكروش الكامشة التي تريد ان تنتفخ او المنتفخة التي تريد ان تتسع!.

نريد ياسادة ان نرى في القادم اناسا يجيدون القراءة ويفهمون لغة الاخر, بلغاء في الحديث والحوار وليس على منابر التهويش والتشبيح والتخدير والتلويط الفكري!.

ونريد ياسادة اناسا جادين وجيدين في الحساب فيجمعون ما تفرق ويطرحون ما يعيق ويقسّمون الاحمال حتى تشال ويحاسبون فيضربون في المكان والزمان المناسبين يخافون الله ويطأطئون الرؤوس احتراما للقانون.

نريدهم ياسادة محصنين بمبادىء وثوابت شعبهم مستندين الى تاريخهم وتراثهم متمسكين بحدود ارضهم وجغرافية وطنهم.

يا سادة " تحتاجون فعلا لتكرار القول ! فها وانا اقول لكم بل اطالبكم بالحذر من الجحور ولسعات عقاربها وافاعيها احذركم مما هو اخطر من قادم اكثر شرا والمتمثل هذه المرة بمسامير جحا بل خوازيقه التي اعملت فينا في السابق فاستمرأها بعضنا وتلذذ عليها البعض الآخر وادمن على ألمها آخرون فباتت هذه الخوازيق جزء من حياتنا بل هي كل حياتنا.

فهل تحذرون يا سادة؟؟ هل تعلمتم ووعيتم بما يحيق بكم وبنا؟؟ ان كان في الامر كذلك فانني باسم كل المعذبين والمشردين والمقهورين والجائعين للحرية قبل لقمة الخبز القابضين على الحجر, اطالبكم بترحيل مدمني الخوازيق مع رحيل صناع هذه الخوازيق!.

نقولها لكم يا سادة وبالفم الملآن, اننا لم نعد قادرين على تحمل المخوزِقين ولا المخوِزَقين!!

يا سادة " لم يسجل التاريخ قديمه وحديثه ان المحتل يرحل بزفة عرسان وباحتفالات تطوى فيها اعلام المحتل على وقع الموسيقى والاناشيد والقبل وتبادل الانخاب!!

والتاريخ يا سادة لم يذكر ان محتلا خرج ورحل بعد ان اخذ "خلو رجل" من المحتلين!! يعني ثمنا لاحتلاله!!.

ان التاريخ يا سادة يقول ان هؤلاء المحتلين مازالوا يأخذون "خاوة" بعد حوالي ستين عاما عن امور لم تحدث لاتباعهم وانما فبركتها آلتهم الاعلامية, وحققتها قوتهم الدبلوماسية والعسكرية ولكم في المانيا وفرنسا وسويسرا والغرب عموما وحتى امريكا امثلة على ذلك؟.

يا سادة " هل تستطيعون تعداد مظاهر السيادة في اي دولة او بقعة في العالم؟؟ اذا كنتم كذلك فأقول لكم ان العلم الحر لا يرفرف في سماء محتلة وان الشعب الحر لا يعيش ضمن حدود ومعابر مغلقة.

اصحوا ايها السادة واعلموا واعرفوا ما يعرفه الاتباع والرعية, ان سيادتنا ناقصة وستبقى ناقصة ما دام المعبر مغلقا والبر مغلقا والبحر مغلقا والسماء مغلقة واكثر من ذلك ما دام هناك من يستمرئون الخوازيق ويتلذذون بلسع العقارب والافاعي المعشعشة في الجحور ومادام هناك من لا يؤمن بأن مسمار جحا هو سبب خراب الدار".