|
"القدس المفتوحة" تنظم ندوة بعنوان "قراءات في أسباب السقوط"
نشر بتاريخ: 03/10/2015 ( آخر تحديث: 03/10/2015 الساعة: 20:02 )
الخليل- معا - نظم فرع جامعة القدس المفتوحة في الخليل ندوة فكرية بعنوان: "قراءات في أسباب السقوط، ورؤى لعوامل النهوض"، تحدثت عن واقع الأمة العربية وما بها من مآس وكوارث واقتتال وتفكك وغياب كامل للتأثير في القرار الدولي.
حضر الندوة، التي أدارها أ. عبد القادر الدراويش، عدد كبير من المثقفين وأساتذة الجامعات وممثلو المؤسسات من بينهم د. ميسر عمر من جامعة البرازيل الفيدرالية، ورشيد الرازم من جامعة (تمبوف) الروسية. وافتتح الندوة د. نعمان عمرو مدير الفرع، مرحباً بالحضور باسم رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، وأشار إلى أن للندوة هدفين، أولهما يتعلق بمناقشة واقع الأمة المرير وآفاق نهوضها من كبتها وعودتها أمة معطاءة منتجة، والهدف الثاني تشكيل منبر فكري دائم للمفكرين والمثقفين والمهتمين والراغبين من أبناء محافظة الخليل. وتحدث د. يوسف أبو ماريا في الندوة، مشيراً إلى أن الهدف الرئيس من الندوة يتمثل في إثارة النقاش والحوار حول أهمية دور المثقفين وأصحاب وجهات النظر الفكرية في التعاطي مع قضايا عصرية يعيشها الوطن العربي، إضافة إلى دور المفكرين في اقتحام ميادين تقود إلى إجراء حوار شامل في القضايا التي تشغل مجتمعنا كمقدمة لإعادة صياغة الإطار المفاهيمي لكثير من هذه القضايا بهدف نهضة المجتمع المدني وقرع جرس الحظر وخلق ظروف مكانية لثورة تساهم في المدى البعيد في كسر حالة الجمود والتقهقر الذي أصاب الأمة. كما تضمنت كلمته تشخيصاً وتوصيفاً للواقع الذي يعيشه الوطن العربي من زاوية نظرية تحليلية، حيث تم نقد الأفكار والمفاهيم والسياسات التي وجهت مسار الأمة في الوطن العربي في القرن العشرين، التي أدت إلى تشطير هذا الوطن الكبير وتحوله إلى ساحة للقتل والذبح وانعدام الحرية وتراجع التنمية. كما تطرق أبو ماريا إلى التطورات العربية أو ما سمي بـ"الربيع العربي"، ثم أثيرت أسئلة جوهرية لأسباب فشل هذه الثورات، تمثلت بغياب الفكر والفلسفة، ما حولها إلى حالات تمرد وغوغاء، فأصبحت بوصلتها مرهونة بقيادات قصيرة النظر يحكمها المال والثروة، حيث لم تعكس تلك الثورات التطورات والصراعات الاجتماعية ولم تعكس فلسفة بعينها، بل كانت تمرداً على مقومات الانفعال الوجداني بلا هدف اجتماعي أو فكري. من جهته، قارب أستاذ علم الاجتماع د. محمد فرحات في مداخلته أسباب الصعود أو السقوط، موضحاً أن تاريخ العرب-على خصوصيته-ليس خارج حكم قانون التاريخ ، ذلك أن التاريخ هو حصيلة لعمل الأبنية. وفي قراءته للأوضاع الراهنة، يرى فرحات أن العرب الذين قال عنهم المستشرق الفرنسي (جاك بيرك): "إنهم قد غادروا الدور التاريخي منذ ألف عام" ، لم يكونوا أقرب للعودة إلى دور تاريخي إيجابي واعد كما هو الحال عليه اليوم، رغم ما يتضمنه الواقع من دموية مادية ومعنوية وتفسخ ومشكلات، مشيراً إلى البنيات القادرة في العالم العربي المتمركزة أساسا في الهلال الخصيب واليمن والجزائر ومصر، وذلك إذا ما استعادت دورها وشروطه اللازمة بحركة دفاع وصمود عميقة ومقتدرة تتجه نحو حماية نموذجها الثقافي الحضاري وتطويره، ومقاومة التحالف الموضوعي القائم بين الغرب الغاشم وإسرائيل والتكفير، ففي تقديره "أن الأزمنة الصعبة هي التي تولد القوى والقدرات من الأبنية الحية القادرة"، وهذا ما نشهده في عمق المشهد القادم في الإقليم حاليا، وهي مسألة سيكون لخواتيمها أصداؤها الاستراتيجية في مستوى المنطقة وشعوبها، وفي المستوى الكوني أيضاً. وقدم د. محمد أسعد العويوي قراءة للواقع العربي، فأكد أن السقوط والنهوض قانون فيزيائي ينطبق أيضاً على المجالات السياسية والاجتماعية، ودلل على كلامه من خلال تاريخ الأمم المختلفة، وبين أن صعود الأمة العربية في التاريخ جاء نتيجة مجموعة عوامل موضوعية تكاثفت مع بعضها فشكلت قوة ناهضة استطاعت أن تكسر أكبر الإمبراطوريات التي كانت تعاني الضعف والانقسام، وضمن هذا القانون صعدت أمم وسقطت أخرى. وقد تحدث في الندوة عدد كبير من المشاركين، أضافوا إلى التشخيص السابق عدداً من القضايا التي أدت إلى ضعف حضور الأمة العربية في المسرح الدولي كغياب الفكر العلمي، واعتماد العقل العربي على مرجعيات مشوشة، وغياب التربية الديمقراطية وتشوه ممارستها وحصرها في الانتخابات فقط، وجثوم الدور المتناقض وغير المتكامل لمؤسسات التنشئة الاجتماعية، وقصور الدساتير وتغيرها بشكل مستمر، وتقويض القانون من خلال طغيان الانتماءات القبلية والحزبية والإيديولوجية والجغرافية، واعتبار تلك الانتماءات حامية للحق الشخصي وبديلاً عن القانون، ووجود ثقافة تشوبها الخرافات والأساطير، إضافة إلى التخلف العلمي والتكنولوجي وانعكاسه على المجالات الاقتصادية والعسكرية، وتعظيم الأنا والميل للعمل الفردي، وغياب الحوار والاستعاضة عنه بالتنكر للآخر والاستماتة في إقصائه. وبين المتحدثون أن النهوض يستدعي معالجة القضايا السابقة علمياً من خلال تفعيل العقل وإطلاق الحريات وبناء مؤسسات قوية حية ونظامية، واعتماد دستور حضاري ينظم الحياة السياسية بشكل ديمقراطي، وصياغة منظومة قيمية حديثة لتشكل رافعة للمشروع النهضوي الحضاري. |