|
مركز شباب نورشمس...برغم العدم، إصرار على البقاء
نشر بتاريخ: 05/10/2015 ( آخر تحديث: 05/10/2015 الساعة: 20:52 )
بقلم : عصري فياض
هنا، وعلى بوابة مدينة طولكرم الشرقية، احد محطات اللجوء الفلسطيني، انه مخيم نورشمس ، الذي أسس في العام 1951، والذي بلغ عدد سكانه العشرة ألاف نسمة حسب إحصائيات العام 2010، ، ينحدرون من لاجئي قرى قضاء حيفا، فيه نادي شبابي يسمى مركز شباب نورشمس تأسس في العام 1953 لاحتضان وتطوير الطاقات الشابة الفتية من أهالي المخيم ، والذي يشكل فيه الجيل الفتي والناشئ أكثر من 60% من عدد السكان ،هذا المركز صاحب الباع الطويل في الخدمة ، لم يكن بعيدا عن الطفرة الرياضية الحديثة التي طرأت على الحالة الرياضية الفلسطينية خصوصا لكرة القدم، فهو في عمق هذه الحالة، لكنه يختلف عن غيره كونه بدون جهات داعمة أو مساند أو مصدر دخل تقريبا،مع ذلك حافظ خلال السنوات الفائتة على مكانته كعضو مقيم وثابت في الدرجة الثانية، وقام بتعزيز فرق أخرى من درجات عليا بالمبدعين من لاعبيه . اليوم وبعد قرعة الدرجة الثانية والتي جرت في مقر اتحاد كرة القدم فرع الشمال في نابلس بمشاركة الفرق الثمانية :اتحاد نابلس وشقبا ونادي جنين ومركز جنين وأهلي قلقيلية واتحاد السيلة ومركز رقم واحد ومركز نورشمس، يعتبر الأخير هو النادي الأفقر من حيث الموارد، فمجموع ما يحصل على مركز نورشمس لا يساوي تكاليف عقد لاعب انضم الى احد الاندية المذكورة ، لكنة الأغنى من حيث التصميم لإثبات نفسه في ميدان الدوري القادم بسلاح الانتماء،فمعظم لاعبيه هم من داخل المخيم ويلعبون بشكل تطوعي،ومدربه الجديد سامر فريد قانوح عين مديرا فنيا للفريق بعقد شبه تطوعي ، يعمل على متابعة مباريات قائمة زملاء مركزه في أكثر من ميدان للتعرف على مفاتيح اللعب ، وليوظف هذه المعرفة في مبارياته القادمة حتى يضمن لفريقه الثبات وبمركز متقدم بالرغم من شح أو انعدام الإمكانيات... وللتوضيح أكثر وبالأرقام، ما حصل عليه وسيحصل عليه حسب التعهدات والوعودات المضمونة هذا المركز لم يتعدى إحدى عشر ألفا وخمسماية شيكل بالإضافة الى وخمسماية دينار أردني قدمها صديق مغترب ، بمعنى ان هذا المبلغ لا يغطي مواصلات السفر لمباريات الذهاب والإياب للملاعب المعتمدة في دوري الثانية لفرق الشمال !! كما انه لا يغطي عقد لاعب من لاعبي الفرق التي ستشاركه الدوري لمدة شهرين فقط !!! ولا يغطي أجرة مدرب لشهرين في كثير من مدربي القائمة... وكون هذا النادي يأتي بعد الناديين الكبيرين لمدينة طولكرم وهي الثقافي ألكرمي ومركز شباب طولكرم، فإنه يجد صعوبة بالغة في توظيف مؤسسات و رجال أعمال من المدينة والمحافظة لدعمه، بل انه حتى في التدريب فإن الناديين المذكورين والمصنفان الاول احتراف كامل والثاني احتراف جزئي طامح، يستحوذان بفعل مكانتهما على الحصص التدريبية لملعب طولكرم، ولم يجد هذا المركز " مركز نورشمس " إلا حصة تدريبية واحدة له على ملعب طولكرم، في حين تبرع له شقيقه مركز طولكرم بحصة ثانية منه لتكتمل حصص التدريب حصتين أسبوعيا، وهذا بكل المقاييس غير كاف للإعداد الصحيح للدوري، فضلا على ان الملعب الترابي القديم المقابل للمخيم جرفته السيول التي اجتاحت المنطقة في السنوات الاخيره،ولم يعد صاحا للعب. وقد دفعت الأزمة المالية التي يعاني منها مركز نورشمس لاستقالة كثيرين من أعضاء الإدارة، ولم يتبقى إلا عدد قليل منهم من الغيرورين المضحين بوقتهم وأعصابهم من اجل المحافظة على موقع المركز لعل المستقبل يحمل شيئا من التغيير .. لذا لا بد من توجيه رسالة ونداء على لسان هذه المؤسسة التي برغم حالتها مصممه على المشاركة في إنجاح عرس الدرجة الثانية شمال برغم جراحها وألمها، نداء الى من يهمه الأمر أغيثوا هذه المؤسسة، ولبوا نداء بقائها وتضحيتها، فهي كالمريض الشهم الذي يرفض البقاء على سرير الشفاء وينسى تقديم واجبه تجاه حركته الرياضية، فيحمل كيس التغذية الشحيح و شبه الفارغ ، ويسير بخطى الانتماء العالي نحو عرس عائلته ليقدم واجب الحضور والإسناد، أفلا يستحق هذا الشهم النظر والتقدير والتكريم والمكافئة والإسناد والدعم والنفخ في الجيب اليابسة؟؟ |