وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خيارات إسرائيل الأمنية وخياراتنا الوطنية

نشر بتاريخ: 06/10/2015 ( آخر تحديث: 06/10/2015 الساعة: 11:15 )
خيارات إسرائيل الأمنية وخياراتنا الوطنية
الكاتب: مصطفى ابراهيم
على الرغم من الإجماع الذي تشكل من الحكومة والمعارضة الإسرائيلية برفض خطاب الرئيس واتهامه بالتحريض خاصة بعد العمليتين في نابلس والقدس، و ضرورة قمع الفلسطينيين بقوة، و إتهام نتنياهو بالتقصير، وانه فقد السيطرة، والتهديد بعملية سور واقي 2 وعملية أسوار القدس، وغيرها من التهديدات .
وبعد عودة نتنياهو من نيويورك و اجتماعه بأركان حكمه السياسي والأمني أتضح أنه لا يوجد لدى الحكومة الإسرائيلية خيارات كبيرة و هامش المناورة محدود لمواجهة الفلسطينيين خاصة في القدس، وهي تحاول ردع الفلسطينيين و التمييز بينها وبين الضفة الغربية، وبعد عمليتي نابلس و مقتل المستوطنين في القدس لم تعد لدى الحكومة الإسرائيلية خيارات غير تلك التي قامت بها الفترة الماضية.

ومع ذلك تؤكد الحكومة الإسرائيلية على تلك العقوبات الجماعية بقمع وقتل الفلسطينيين وإرهابهم في القدس، و فرض عقوبات قاسية وإطلاق النار الحي من قناصة تجاه المتظاهرين وتعديل قوانين وسن أخرى، و تطبيق ما يسمى العقوبة الدنيا ضد راشقي الحجارة، بالإضافة إلى هدم منازل منفذي العمليات الأخيرة والاعتقالات الإدارية وزيادة عدد أفراد الجيش و الشرطة في القدس ومدن الضفة الغربية.

الرد الإسرائيلي على خطاب الرئيس محمود عباس كان هادئاً نسبياً برغم إتهامه بالكذب، وأن عملية نابلس هي نتيجة لخطابه التحريضي، مع أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدرك أن ذلك غير صحيح وتعلم أن الرئيس غير معني بإشعال انتفاضة والتصعيد، مع أنه امتنع عن إدانة عملية نابلس وعملية القدس، ولم تتدخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قمع أو منع المتظاهرين لأنه لم تخرج حتى الآن تظاهرات شعبية عارمة في الضفة الغربية للتضامن مع القدس أو حتى للتعبير عن الغضب ضد إحراق عائلة دوابشة وجرائم المستوطنين.

وهذا ما تراهن عليه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ولا ترغب بتصعيد كبير، وكل ما تقوم به هو تحت السيطرة، وهذا ما تبني تقديراتها عليه بان الفلسطينيين في الضفة غير جاهزين وغير قادرين على تنظيم أنفسهم وليسوا معنيين بالمواجهة، وأنها إستطاعت أن تكي وعي الفلسطينيين وأن اندلاع انتفاضة ثالثة غير وارد مع ان ظروف كثيرة تشير إلى إمكان اندلاعها في إي وقت.

و مع أن ذلك كان متوقعا منذ سنوات وكانت هناك مؤشرات بتغول المستوطنين وإرهابهم من قتل و اختطاف وحرق كما وقع مع الطفل محمد أبو خضيرة ولم تندلع إنتفاضة ولم يعبر الفلسطينيين في الضفة عن نيتهم بتنظيم مواجهات وتظاهرات عارمة.

الإنتفاضة هي في العقول والقلوب وتمنيات كثيرين، وتحذيرات الجنرالات السابقين في الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وما يجري في القدس و بعض العمليات المسلحة هو رد فعل ومقاومة فردية انتقامية وثأرية ورد فعل على ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين و هبات شعبية مؤقتة. الفصائل غير راغبة أو غبر جاهزة لقيادة وتنظيم انتفاضة وفي مقدمتها حركتي فتح ممثلة بالمنظمة و السلطة، وحماس ممثلة بسلطتها في قطاع غزة.
في ظل هذا الواقع المحبط وغياب الأمل، هناك خيارات كثيرة للفلسطينيين وأولها إنهاء الإنقسام و تنظيم صفوفهم ووحدتهم، واختيار وسائل نضالية غير مكلفة بعدم دفع إسرائيل ارتكاب جرائم، وهذه هي الانتفاضة الحقيقية لمواجهة جرائم الإحتلال والمستوطنين، و تحميل إسرائيل مسؤولية إحتلالها و جرائمها، وأيضاً على القيادة تحمل مسؤولية مواجهة الإحتلال والنضال لإنهائه وقلب الأوضاع في وجه الجميع لإعادة القضية إلى مسارها، ومكانها الطبيعي كقضية تحرر وطني والنضال من أجل التحرر