نشر بتاريخ: 06/10/2015 ( آخر تحديث: 06/10/2015 الساعة: 21:02 )
رام الله -معا - بدأ السيناتور الاسباني جوردي زوكلا مقرر لجنة الشؤون السياسية والديمقراطية في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والسيد جو اري مقرر اداري اللجنة، بجملة من اللقاءات الرسمية خلال زيارتهم الرسمية لفلسطين اليوم الثلاثاء بهدف اعداد تقرير حول تجربة فلسطين كـ"شريك من اجل الديمقراطية" مع مجلس أوروبا، حيث من المقرر ان تناقش الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا التقرير في شهر كانون الثاني من العام القادم.
ونظمت الأمانة العامة للمجلس التشريعي جملة من اللقاءات شملت زياد ابو عمرو نائب رئيس الوزراء، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والصحفيين والمفكرين والمحللين السياسيين، كما سيلتقي برئيس لجنة الانتخابات المركزية ومعالي وزير الخارجية ود.صائب عريقات ووعدجد من اعضاء البرلمان الشبابي بالاضافة الى أعضاء المجلس التشريعي، كما سيتوج السيد زوكلا لقاءاته بلقاء فخامة الرئيس محمود عباس غدا.
وفي هذا الاطار التقى زوكلا بكل من عزمي الشعيبي وعيسى ابو شرار وعصام العاروري وشعوان جبارين وعمار دويك كممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان، وذلك في مقر المجلس، بهدف الاطلاع على واقع حقوق الانسان في فلسطين في ظل الاحتلال وفي ظل غياب السلطة التشريعية نتيجة الانقسام.
ممثلو مؤسسات حقوق الانسان أكدوا أن غياب المؤسسة التشريعية وبالتالي غياب الرقابة على السلطة التنفيذية ساهم في تراجع محدود بمعايير الالتزام بمبادئ حقوق الانسان وذلك مقارنة بالتطور الايجابي في العام 2010، وبخاصة ما تتعرض له مؤسسات المجتمع المدني في الفترة الاخيرة من مضايقات واتهامات من قبل السلطة التنفيذية، ومحاولتها تعديل قانون الجمعيات الخيرية الحالي الذي يعتبر قانونا متقدما وعصريا، بما يخدم التضييق على هذه المؤسسات.
وأكدوا ان الانقسام وعدم اجراء الانتخابات التشريعية تعد سببا لذلك، بالاضافة الى السبب الرئيسي وهو الاحتلال الذي ينتهك حقوق الانسان الفلسطيني بشكل يومي وبمختلف الوسائل، مشيرين الى الاحداث الجارية حاليا في القدس المحتلة والضفة الغربية ووقوع عدد من الشهداء وعدد كبير من الجرحى بالاضافة الى مئات المعتقلين.
وأكد ممثلو مؤسسات حقوق الانسان ان اجراء الانتخابات وانهاء الانقسام شرطان اساسيان للمضي قدما في مجال حقوق الانسان وسيادة القانون.
ورحب ممثلو مؤسسات حقوق الإنسان بالشراكة من اجل الديمقراطية بين الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والمجلس الوطني الفلسطيني كونها تعزز احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون في فلسطين، وأكدوا على أھمية سن القوانين التي تحمي حقوق الإنسان وسيادة القانون وفي الوقت ذاته أكدوا بان الأهم ھو وجود الرغبة والإرادة السياسية لاحترام هذه القوانين وتطبيقها.
وأشار ممثلو مؤسسات حقوق الانسان الى وجود تعاون كبير وشامل بين مؤسساتهم ومنظمات حقوق الانسان الدولية كمؤسسة الشفافية الدولية وامنستي وغيرها من المؤسسات الدولية.
وفي ذات السياق التقى السيناتور زوكلا بزياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني، وذلك في مكتبه برام الله، حيث تحدث ابو عمرو عن الانقسام وتعطل عمل المجلس التشريعي الذي يعطل الحياة الديمقراطية وشرعية المؤسسات ويؤدي لغياب الرقابة والمساءلة.
واكد ابو عمرو سعي الرئيس لاتمام المصالحة واجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن واستعادة الحياة الديمقراطية، غير ان التعقيدات السياسية والمعيقات كبيرة وكثيرة، وبخاصة في ظل الانقسام الذي أحدث دمارا في كافة مناحي الحياة الديمقراطية، مؤكدا ان فلسطين التي تباهت بديمقراطيتها رغم الاحتلال الجاثم على صدر شعبها، تهتم باستمرار التعاون مع الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.
وأضاف أن استمرار التعاون بين المجلس الوطني الفلسطيني والجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا يعتبر بابا من ابواب الخروج من المأزق السياسي بسبب الانقسام الحاصل، وضرورة توسيع مجالات للتعاون لتطال كافة القطاعات، مؤكدا استعداد الحكومة الفلسطينية للتعاون مع مجلس أوروبا في هذا المجال.
كما التقى السيد زوكلا بكل من علي الجرباوي وهاني المصري وسمير عبد الله كممثلين الاكادميين والمحللين السياسيين الفلسطينيين، الذين اطلعوا زوكلا على تصوراتهم حول واقع القضية الفلسطينية وما تشهده من تطورات سياسية وعلى ارض الواقع في ظل حكومة يمينية اسرائيلية تقتل فرص احياء عملية السلام، وتضرب الجهود الاقليمية والدولية لاعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات.
واشاروا الى ان الولايات المتحدة للاسف لم تحمل اسرائيل مسؤولية التراجع الكبيرة في مسيرة السلام، الأمر الذي خلق حالة من الضغط على القيادة الفلسطينية التي وجدت ان المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية الحالية عبثية في ظل استمرار الاحتلال بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته، وبخاصة ما يرتكبه المستوطنون من جرائم بحق ابناء شعبنا تحت حماية جيش الاحتلال وشرطته.
ودعا المجتمعون البرلمانات الاوروبية للضغط على حكوماتها لاتخاذ الاجراءات بحق اسرائيل وممارساتها اليومية، ومعاقبة تلك الحكومة اليمينية المتطرفة التي تسعى لاطالة عمر الاحتلال بقدر الامكان.
ودعا المجتمعون الى مقاطعة اوروبية شاملة لاسرائيل لاجبارها على تغيير سياستها القمعية، ولوضع الاسرائيليين بصورة الاوضاع الحاصلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث ان جدار الفصل وسياسة اسرائيل وضعت ابناء الشعب الفلسطيني بمواجهة مع جيش الاحتلال والمستوطنين، وعزلت باقي ابناء الشعب الاسرائيلي عما يحدث بشكل يومي على يد حكومتها الحالية، وان شعورهم بالمقاطعة الدولية يدفعهم لتغيير سياسة حكومتهم.
وفي ذات السياق التقى السيد زوكلا بكل من خلود عساف ونور عودة ومحمد اللحام ومعمر عرابي وايهاب جريري وناصر الشيوخي وموسى الريماوي كممثلين عن وسائل الاعلام الفلسطينية.
وتحدث ممثلو وسائل الاعلام عن مستوى الحريات الذي تأثر بسبب غياب المجلس التشريعي والانقسام الفلسطينين بالتالي لا يوجد من يراقب ويحاسب الحكومة، الامر الذي سبب ضغوط كبيرة على طبيعة العمل الصحفي.
وأشاروا الى أن الانتهاكات ضد الصحافيين أساسها من الاحتلال، وان وضع حريات الاعلام هذه السنة هو سيئ، ولحسن الحظ لا توجد حالات قتل لصحفيين. ومعظم حالات انتهاكات العمل الصحفي تتم في الميدان عند تغطية الاحداث.
وشدد الصحفييون على ان المشكلة الاساسية هي مع الاحتلال، كمنعه الصحفيين منجلب المعدات اللازمة للعمل الاعلامي والصحافي واستهدافهم وتهديد حياتهم مرارا وتكرارا.
ونوه الصحفيون لوجود ضبايبة حول مسـألة الحرية الصحفية في فلسطين، وأن هناك ايجابيات لايمكن انكارها يجب المحافظة عليها وتطويرها، وأن هناك سلبيات، ابرزها غياب القوانين الناظمة بسبب غياب المجلس التشريعي، وبعض الانتهاكات المحدودة التي تتم في الميدان اثناء تغطية الاحداث.