وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

​إنتفاضة الشباب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 08/10/2015 ( آخر تحديث: 08/10/2015 الساعة: 11:52 )
​إنتفاضة الشباب الفلسطيني
الكاتب: جبريل عودة
إنطلقت الإنتفاضة وستستمر وتتطور أحداثها وتتوالى فصولها, لأنها حاجة فلسطينية في ظل العربدة الصهيونية التي تتجلى بأبشع صورها في الاعتداء على كل ما هو فلسطيني , ولا يتورع الصهاينة من المس بالمقدسات والتعرض للنساء بنزع الحجاب , لقد إستباح العدو الصهيوني كل الخطوط الحمراء, فهو يمارس حرب إقتلاع وإبادة ضد شعبنا وأرضه ومقدساته, ويقتل شبابنا بالقنص على الحواجز, ويطلق النار على النساء في شوارع القدس القديمة, ويحاول السيطرة الفعلية على المسجد الأقصى المبارك والسماح بإقامة الطقوس الدينية اليهودية فيه , ويمارس الإقتحام اليومي لمدن الضفة ويعتقل من يشاء في أي وقت يشاء, ويريد منا التسليم بذلك وكأنه قدر لنا لا يمكن الفكاك منه أو العمل على إبطاله بالفعل المقاوم الذي ينقشع به سحر الصهاينة وخرافية تفوقهم على العرب بالقوة العسكرية , ليسجل شعبنا ومقاومته كيف هزم مقاومينا الأبطال تلك القوة العسكرية , بل وأذلوها في كل المواجهات , رغم إختلال توازن القوة المادية لصالح الإحتلال , الا أن الإرادة الفلسطينية أقوى بما تملكه من إيمان ويقين بأحقيتنا في فلسطين.

رغم سنوات التزوير والخداع والحرب الشعواء على الذاكرة الفلسطينية من أجل ترويضها لتقبل بوجود كيان صهيوني مصطنع على أرضنا التاريخية.

يعيش شعبنا اليوم ثورة متصاعدة بالضفة المحتلة , يتقدم الصفوف فيها شباب بعمر الورود , يحملون ما يملكون من سلاح أبيض وحجارة وملتوف , يثأرون لصرخات الحرائر من نساء فلسطين , ويسكبون الدماء لطُهر المسجد الأقصى المبارك .

الشهداء الأطهار مهند الحلبي , وفادي علون , حذيفة سليمان , وأمجد الجندي , هما قادة الثورة , هم أعلام النصرة للأقصى , ورايات العزة لفلسطين الحبيبة , هم فخرنا وممثلونا , وخلفهم طوابير الشباب من الشهداء الأحياء , الذين يتسابقون في مسيرة المقاومة والتضحية والفداء .

شهداؤنا الأحرار طلتكم البهية كانت طعنا ورصاصا وإيلاماً لأعداء الأرض المقدسة , (الله أكبر الله أكبر) نشيدكم يرعب الأقزام ويزلزل الأرض من تحت أقدامهم , ويبشرهم بقرب جلائهم عن وطننا الحبيب.

شهدائنا أقمارنا لقد أعلنتم بفعلكم الثوري المجيد أعراس فلسطين, وبقبضاتكم المؤمنة تدقون طبول الإنتقام , طوبى لكم وأنتم تنثرون دمائكم عطراً ينتشر حياة تقتل آلة الموت الصهيونية من عصابات وبنادق , شهداؤنا الأبطال بفعلكم الجهادي الأصيل هطلتم كالغيث لتسقوا أرضنا الحبيبة وتزهر دمائكم وأشلائكم للأجيال نصرا وتمكين .

بوركت دمائكم , بوركت أرواحكم وأنتم تسكن فيكم هموم الأقصى , بوركت سكناتكم وخلجاتكم وحركاتكم وأنتم تسعون للثأر من شذاذ الآفاق , وتبددون بأنفاسكم الطاهرة النتن الصهيوني الذي يكتم على مآذن المسجد الأقصى المبارك .

وأعداء فلسطين عار يلفهم , وهم يهربون من ويلهم بنشر القتل في شوارع الوطن, هم يقتلهم الرعب من هواء فلسطين وحبات مطرها لأنهم الغرباء عنها, لذا هم زائلون فهم يقتلون الأطفال ويقتلعون الأشجار ويهدمون الآثار, المحتلون لن يمكثوا طويلاً فوق أرضي , هم منصرفون فهم يخربون , ولن يطول ليلهم وسيهربون .

ستتواصل إنتفاضة الشباب الفلسطيني , ومن يراهن على الوقت لتتلاشى سينتظر طويلاً , ومن يتخلف عن الركب سيندم كثيراً .