|
القدومي : المفاوضات التي يجريها عباس مأساوية.. انضمام حماس لمنظمة التحرير بنهاية العام - مشعل مناضل والزهار خربها
نشر بتاريخ: 05/10/2007 ( آخر تحديث: 05/10/2007 الساعة: 10:42 )
الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس:قال فاروق القدومي (ابو اللطف) أمين سر حركة فتح ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية (وزارة الخارجية الفلسطينية) في لقاء خاص ادلي به لـ القدس العربي انه حتي نهاية العام الحالي ستنضم حماس إلي منظمة التحرير الفلسطينية ونحن لا نخضع لشروط عباس وفياض وأمريكا وإسرائيل.
واضاف ان اولمرت إنسان ضعيف بعكس شارون ولن يتجرأ علي مهاجمة سورية أو إيران أو اجتياح القطاع، لافتا الي ان ايران تملك اسلحة متطورة باستطاعتها احراق اسرائيل بالكامل. وقال في معرض رده علي سؤال لا نستطيع مهما كلف الامر ان نهمل الوزن النضالي لحركة حماس في الساحة الفلسطينية، وعلينا ان نجد الوسائل، نحن الفلسطينيين، لاعادة حماس الي الاطار الوطني. وقال ان اعتبار الدولة العبرية دولة اليهود مرفوض جملة وتفصيلا، مشيرا الي انه سيعود الي يافا مع اللاجئين فقط، لان العودة اهم من الدولة. وزاد قائلا انه لا بد من استمرار المقاومة لان السلطة تتنكر للمقاومة وتقمعها وتسلم اسلحتها الي الجانب الاسرائيلي، وهذا الامر نرفضه رفضا قاطعا، ونرفض اية هدنة مع اسرائيل. وفيما يلي النص الكامل للحديث: ـ ما هو رأيك بمؤتمر انابوليس الذي دعا اليه الرئيس الامريكي جورج بوش، وكيف تفسر اصرار الرئيس محمود عباس علي المشاركة فيه؟ ـ من خلال التجارب الطويلة واللقاءات المتعددة التي كان يحضرها العديد من الرؤساء وتوقع اتفاقات، من المبعوث الامريكي تينيت الي الجنرال زيني وحتي شرم الشيخ، كل هذه الاتفاقات التي كانت توقع دأبت اسرائيل علي التنكر لها. وفي شرم الشيخ عقد مؤتمر بحضور شارون والاردن ومصر والسلطة وغيرها، ووقع ما يسمي باتفاق التفاهمات، والدولة العبرية لم تنفذه. انا لا اعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية ورئيسها في هذه اللحظات الاخيرة من حكمه قادران علي ممارسة الضغوط علي اسرائيل، كما ان اسرائيل وعلي لسان اولمرت وباراك ورامون وليفني يؤكدون ان المسائل المركزية في القضية الفلسطينية ليست موضع نقاش او بحث، وقضية اللاجئين والقدس والدولة كاملة الاوصاف، وبالتالي فان هذا المهرجان، وليس المؤتمر، الذي يخلو من برنامج العمل هو دعاية لتحسين صورة الرئيس الامريكي جورج بوش، الذي يعاني من المزيد من المشاكل كلما اوحل جيش احتلاله في العراق. وانا اعتقد، وكل الدلائل والمؤشرات تؤكد ذلك، ان المهرجان سيخرج عنه بيان فقط. ناء علي ما قلته بان المؤتمر لن يجلب شيئا وبانه مهرجان لتحسين صورة بوش، هل كنت تقترح علي الرئيس ابو مازن عدم المشاركة فيه؟ ـ في الحقيقة نعم، لو ان الامر كان راجعاً لي لكنت قاطعت هذا المؤتمر، ولكن الامر يعود الان الي السلطة الفلسطينية التي كانت نتيجة طبيعية لاتفاق اوسلو، الذي اشرف علي هندسته الاخ ابو مازن، وانتم تعرفون موقفي، بأنني عارضت الاتفاق منذ البداية وما زلت علي موقفي الرافض لاوسلو. اعتقد اليوم انه لا يوجد امام عباس أي خيار سوي ان يحضر هذا المؤتمر، او هذا المهرجان، وانتم تعلمون ايضا انه بالاضافة الي انني اعارض اوسلو، فانني اعارض ايضا المفاوضات المأسوية التي يجريها الاخ ابو مازن مع الاسرائيليين، والتي لا تعبر عن جدية في التوصل الي سلام عادل ودائم. وانما هذه محادثات لمجرد المحادثات ليس الا. كيف تفسر رفض الرئيس عباس اجراء مفاوضات مع حماس بادعاء انها انقلبت علي الشرعية الفلسطينية، وفي الوقت ذاته يقوم عباس ورئيس الوزراء سلام فياض باجراء مفاوضات مع اسرائيل، التي سلبت فلسطين برمتها؟ ـ لا شك ان ما فعلته حماس في قطاع غزة كان خطأ كبيرا، وكان يمكن ان نصل الي الوفاق من خلال محادثات سلمية بيننا، ولا يسيل منها الدم الفلسطيني، وهذه نقطة اخذت علي حركة حماس، ولكن لا نستطيع مهما كلف الامر ان نهمل الوزن النضالي لحركة حماس في الساحة الفلسطينية، وعلينا ان نجد الوسائل، نحن الفلسطينيين، لاعادة حماس الي الاطار الوطني في جبهة وطنية بشروط الشعب الفلسطيني، وليس بشروط حماس، ولذلك لا بد ان ندير الحوار مع حماس بصورة اخري، لا عن طريق السلاح، لان حركة التحرير دائما تشكل الجبهة الوطنية، فقد تركنا لهم شهورا طويلة ليصلوا الي ما وصلوا اليه من اتفاق، واقصد اتفاق مكة، ولكنهم خرجوا عنه في حماس، وبالتالي سنقوم نحن بتجربة اخري وندعوهم الي دخول منظمة التحرير الفلسطينية. متي ستوجه الدعوة لحماس للدخول في منظمة التحرير الفلسطينية؟ ـ قبل نهاية العام الحالي ان شاء الله. انت تدعو حماس الي منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن هناك العديد من القيادات الفتحاوية التي تعارض هذا الطرح جملة وتفصيلا، كيف يمكن جسر هذه الهوة في المواقف؟ ـ انا اقول لك بصريح العبارة ان حركة فتح لا تعارض اشراك حماس في منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن هناك جناحا في فتح، اسميه فتح السلطة، الذي يعارض انضمام حماس الي منظمة التحرير، ولكن معظم فتح مع الجبهة الوطنية، وجميع المستقلين مع الجبهة الوطنية، ولا يجوز ان تفرض علينا اسرائيل شروطها بعدم دخول حماس الي منظمة التحرير، لا بد من استمرار المقاومة لان السلطة تتنكر للمقاومة وتقمع المقاومة وتقوم بتسليم اسلحتها الي الجانب الاسرائيلي، وهذا الامر نرفضه رفضا قاطعا، ونرفض اية هدنة مع اسرائيل، ما دامت تتنكر للاتفاقات المعقودة ولا تنفذها. هناك ايضا سؤال يطرح علي الساحة الفلسطينية وعلي الساحة العربية وهو التسليم من قبل الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض بان الدولة العبرية هي دولة اليهود فقط، كيف تقرأ هذه المعادلة؟ ـ نرفض ذلك رفضا قاطعا، اسرائيل هي ليست الدولة اليهودية، هي لجميع الاسرائيليين عربا ويهودا، ومن جميع الاديان ان صح التعبير، ولذلك عليهم ان يلتزموا بقرار التقسيم، او بدولة واحدة، ثنائية القومية، وان الحل يجب ان يبدأ بعودة اللاجئين الفلسطينيين الي ديارهم التي شردوا منها في النكبة الفلسطينية عام 1948، ونحن عندما بدأنا المقاومة ضد الدولة العبرية في سنوات الستين من القرن الماضي كان هدفنا الرئيسي اعادة اللاجئين، أي ان المقاومة من اجل اللاجئين بدأت قبل احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، والنقطة الاساسية قبل ان نتحرك هي ان تقبل اسرائيل بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، قبل الحديث عن الدولة، أي انه اولا يجب اعادة اللاجئين، وبعد ذلك يتم الحديث والتفاوض حول جميع القضايا الاخري بما في ذلك الدولة، لانه باعتقادي العودة اهم من الدولة. متي ستعود الي ارض الوطن؟ ـ سأعود من خلال عودة اللاجئين الي ديارهم. أي انك ترفض العودة وفق الشروط الاسرائيلية او شروط السلطة الوطنية الفلسطينية؟ نعم، ارفض شروط اسرائيل والسلطة وامريكا والدول العربية، اريد ان اعود الي مدينتي يافا، التي درست فيها وانهيت الصف الثاني عشر وحصلت علي شهادة الانهاء من مدرسة العامرية. هل هنالك اتصالات بينك وبين رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس السيد خالد مشعل؟ ـ في الحقيقة الاخ خالد مشعل، لا شك انه من المناضلين، وانا احترم هذا الشاب الذي بذل جهودا كبيرة، ولكن في الحقيقة بسبب الظروف الحالية، لا انا ولا الاخ خالد مشعل باستطاعتنا ان نقنع اخواننا في الداخل، فلذلك اللقاءات تكون لقاءات عادية، ليس الا، وانا اؤكد مرة ثانية انني احترمه كثيرا واعزه كثيرا، فهو من المناضلين الاشاوس، وهو يبذل جهودا لتهيئة الامور وتسويتها في حماس، ولكن الزهار خربها، كما نقول باللغة العامية الفلسطينية. عندما تقول الزهار خربها، ماذا تقصد؟ ـ اقصد انه متطرف وانه متعصب، وانا اقول هذه الامور من منطلق المسؤولية والاخوة، وانا لا انكر بالمرة ان الزهار هو مناضل فلسطيني له تاريخه الحافل. أي يمكن ان نفهم من اقوالك ان الاخ خالد مشعل لا يمكن ان يؤثر علي حماس الداخل ايضا في قضية الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شليط؟ ـ انا اقول ان تأثيره قليل جدا، لانه يتواجد في الخارج، أي خارج فلسطين. وبالتالي فان تأثيره ان وجد هو تأثير بسيط للغاية، كما هو الحال معي في حركة فتح في الداخل. ولكن كيف تفسر ان الصحافة الاسرائيلية باللغة العبرية واركان الدولة العبرية يحملون الاخ مشعل المسؤولية الكاملة عن الجندي المأسور شاليط، حيث يؤكدون ان القول الفصل في القضية هو الاخ مشعل؟ ـ والله في الحقيقة ان هذه الاقوال مبالغ بها، وهم يريدون ان يحملوا هذا الرجل المسؤولية لانه يعيش في سورية، حتي تتحمل سورية جزءا من هذه الاقوال، اما الحقيقة فهناك الاخ الزهار وهو متطرف، وهناك الاخ احمد الجعبري، وسعيد صيام، وزير الداخلية السابق وغيرهم، هؤلاء ما زالوا متعصبين قليلا، اعتقد انه مع الزمن سيغيرون قليلا من خطهم المتزمت عندما يشعرون بثقل المسؤولية الملقاة علي عاتقهم، ولذلك نحن نقول اتركوهم فترة من الزمن ليشعروا بالحنية والحنين، ويتوصلوا الي نتيجة انهم لا يستطيعون ان يتحملوا هذا الثقل والمسؤولية في قطاع غزة، وعليهم ان يلتقوا مع جميع الاخوة من المنظمات، ليشكلوا هيئة لادارة شؤون قطاع غزة، واقول هذه الامور لاننا نحن معنيون بانقاذهم من هذه الورطة. عودة مرة اخري الي الجندي الاسرائيلي الاسير، هل من كلامك يمكن ان نفهم انه في حال قرر الاشخاص الثلاثة الذين ذكرتهم، الزهار، الجعبري وصيام اطلاق سراح شاليط، فانه سيعود الي بيته؟ ـ اعتقد انه اذا كان هناك توافق يمكن ان يعود، ولكن عودته يجب ان تكون مقابل اطلاق سراح الاف الاسري الفلسطينيين الذين يقبعون في السجون الاسرائيلية، كما فعل اخي احمد جبريل في السابق، وهي الصفقة التي اكد فيها الاخ احمد جبريل انه يمكن التفاوض مع اسرائيل والزامها بقبول الشروط الفلسطينية. في الفترة الاخيرة اجتمعت الي نائب الرئيس السوي فاروق الشرع، هل تعتقد ان اسرائيل ستوجه لسورية وربما ايضا لايران ضربة عسكرية بالتنسيق او بدونه مع الولايات المتحدة الامريكية؟ ـ الحقيقة ان الرئيس بوش، كل شيء يقال عنه يمكن ان يصدق. هو ليس كالرئيس السابق كلينتون او رئيس اخر، لانه يعتقد ان له صلات واتصالات مع الله سبحانه وتعالي، وهذه مسألة ليس بالسهل ان نحكم عليها، ولكنه في نفس الوقت الذي يسعي فيه الي التخلص من ايران، كقوة فاعلة في المنطقة، يريد ان يتخلص اولا من الوحل الذي غاصه في العراق، فوجوده هناك حوله الي رهينة مع ايران، فاذا اراد ان يضرب فسيقوم بتوجيه الضربة من الجو وليس من البر، واذا اوكل الامر لاسرائيل، فان لاسرائيل توجد الكثير من المخاوف، وليس لديها زعيم كشارون وبيغن او بن غوريون، اولمرت انسان ضعيف ولا يستطيع ان يتحمل هذه الضربة لان المنطقة المحتلة، التي تسمي اسرائيل، يمكن لايران ضربها، لانها تملك الاسلحة الكاملة والمتطورة لضربها. اذا ارادوا ان يضربوا ايران، فانهم سيقومون بضرب المفاعل النووية، ولكن ايران لديها صواريخ باستطاعتها ان تحرق اسرائيل بالكامل، ولكن اسرائيل ستقوم بتوجيه الضربة لسورية وايران فقط في حالة واحدة وهي اذا تمكن الرئيس بوش من الضغط علي اولمرت لتنفيذ المهمة. ا هو رايك بالتهديدات الاسرائيلية بان جيش الاحتلال سيقوم بعملية عسكرية كبيرة يجتاح من خلالها قطاع غزة، خصوصا وانها تزعم ان حماس اقامت جيشا نظاميا في غزة؟ ـ شارون كان اقوي رئيس حكومة بعد بيغن وبن غوريون ولذلك خرج من غزة لانه يعرف ان غزة هي مخازن للاسلحة، وخاصة الظروف التي مرت بها غزة جعلت الجميع مناضلين، لذلك فان اولمرت يخشي ان يتكبد خسائر لا يمكن لرئيس وزراء ضعيف مثله ان يتحملها، اما عمليات القصف والغارات المؤقتة فيمكن ان يقوم بها، لان هذا الرجل، أي اولمرت، يريد ان يثبت نفسه في الحكم، اما ان يكون هناك هجوم واسع، انا لا اتصور ان يحدث، لان اسرائيل ستتكبد خسائر لا يمكنها ان تتحملها، وحماس هي منظمة تضم اناسا يؤمنون بالقضاء والقدر اكثر من أي شيء اخر، بمعني اخر ان الجنة مفتوحة لهم. |