|
القدس درة التاج وشعلة المقاومة
نشر بتاريخ: 11/10/2015 ( آخر تحديث: 11/10/2015 الساعة: 10:51 )
الكاتب: فراس الطيراوي
"يكمنُ سر فلسطين في أنها أكبر من كل من يحاول سرقتها، لأنها العدالة في أعظم حالاتها، ولأنها الألم في أفدح مستوياته، ولأنها الذاكرة التي تستعصي على النسيان، في وقت يدير فيه العالم ظهره لأكبر سرقة في التاريخ الحديث الذي يدعي زوراً وبهتاناً انه عالم متحضر، ويغض البصر والسمع ، كأنه أصمٌ أبكم عن جرائم هذا الاحتلال الفاشي العنصري، الغاشم وقطعان مستوطنيه ، الذين يعيثون فسادا في الارض ويتسابقون مع الزمن ويحاولون وبشتى الوسائل من خلال الذبح، والقتل، والتنكيل، والتدمير السطو على ما تبقى من وطن ، السطو على مدينة القدس درة التاج ، وقرة العين، وخفقة الفؤاد، وتقسيم المسجد الاقصى المبارك مسرى رسول الله ومعراجه ، لقد زحفوا الى فلسطين والقدس بالأساطير والخرافات، واستخدموا في ذلك المكر والخداع، ومارسوا السلب، واستوطنوا الارض حتى تحولت الخرافة الى حقيقة، والزيف الى واقع، وسفك الدماء والاستيطان الى دولة شرعية في نظر هذا العالم ومن يواجهها من اصحاب الحق الارض هو ارهابي ومتطرف ، لقد بتنا قاب قوسين او أدنى على مقربة من وضع اللمسات الاخيرة على سقوط البقية الباقية من فلسطين والقدس، لولا بقية قبضات ارتفعت، وهامات انتفضت، وصرخات علت، وحجارة رميت، ودماء سكبت في مقاومة متواصلة حددت وجهتها ان لا مساومة على القدس وعروبتها ..
مقاومة ما تكاد تهدأ بفعل جراح تثكنها، وشهداء تقدمها، حتى تنبعث من جديد كطائر الفنيق ، تماماً كما تنبعث أجراس الكنائس وآذان المساجد بعد كل حين. " القدس العاصمة قال أبناءها الغر الميامين للمحتل" نحن هنا وعلى هذه الارض باقون، كل منا طود، وكل طود منا سيصبح أطوادا، وسنرسل جذورنا من القدس باقصاه وكنيسته، الى كل فلسطين لتصنع خميرة الانتصار في زمن الانكسار، الهامات تنحني لكم يا أبناء القدس وفلسطين فأنتم وحدكم من تصنعون النصر وشهداؤكم هم نبراسه وسراج قنديله، تحية إجلال واكبار للشهدائنا الابرار الاكرم منا جميعا، فهم أخيار الأمة وديمومة الثورة وأتون الاستمرار وعلى جبين كل الامة، هم إكليل الغار والفخار.. تحية فلسطين التي تعملقت بأرواحكم واخضوضبت سهولها، وجبالها، وهضابها، بشقائق النعمان التي حملت عبق دمائكم.. وعهدا ووعدا ان نستمر في الثورة حتى ننتصر كرما ووفاءً لكل قطرة دم غالية نزفت من أجسادكم الطاهرة، كما ايضا وفي خضم هذه التفاعلات والاحداث المتلاحقة لا يسعنا الا ان نوجه التحية لأسرانا البواسل واسيراتنا الماجدات الحرائر ولاطفالنا ايضا الذين يقبعون في الباستيلات الصهيونية اللعينة، فهم مشاعل الحرية وينابيع النضال المتدفق من اجل الخلاص من هذا الاحتلال العنصري الغاشم. وأخيرا في ظل هذه التحديات والمعطيات والأوقات الصعبة التي يعيشها شعبنا والغطرسة الصهيونية والاجرام والقتل بدم بارد يجب على الاخوة في حركة " فتح " وحماس " واليسار الفلسطيني التكاتف، والتلاحم، والتعاضد، والتسامح، والترفع عن الحقد لئلا ينال هذا الشعور من بلورة النقي، فيتكدر، او يخالط نسائم روحه العاطرة شيء من دخان الحقد فيتعكر، يحب محاربة كل من يغذي هذا الانقسام وكشفه للشارع والجماهير لانها هي صاحبة الحق والقرار، وان استمراره يلحق بنا مزيدا من الاذى والضرر ويشوه نضالنا الفلسطيني، وربما يكون سببا في الاخفاق في محاصرة هذه الدولة المارقة اكثر والضغط عليها وإجبارها على التسليم بالحقوق الوطنية الفلسطينية، يجب طَي هذه الصفحة السوداء لانها خنجر مسموم، و تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية وليست صورية ووضع برنامج واستراتيجية تقود الى إنهاء الاحتلال وانجاز حلم شعبنا بالحرية والعودة والاستقلال. المجد والخلود لشهدائنا الابرار، والحرية لأسرانا البواسل، والشفاء لجرحانا الأبطال والنصر لشعبنا العظيم. |