|
الهبَّة الشعبية الفلسطينية: انتصار الهيبة والكرامة والمقدسات
نشر بتاريخ: 13/10/2015 ( آخر تحديث: 13/10/2015 الساعة: 20:23 )
الكاتب: د.احمد يوسف
عندما بدأ التطاول الإسرائيلي على المسجد الأقصى خلال الأسابيع الماضية، وتجرأ المستوطنون والجيش على دخول ساحاته وتدنيس الحرمات، شعرت بالحزن والأسى؛ لأن القدس كانت – دائماً - هي خط أحمر في الحسابات الفلسطينية والإسلامية، دونها تهون المهجوالأرواح، وتغلي رغبات الشعب بالكفاح، ويرتفع النداء "حيَّ على السلاح". كانت توقعاتنا مع هذه الانتهاكات الإسرائيلية أن ينفجر الغضب العربي في كل دول المنطقة وحواضرها الدينية.. للأسف، طال انتظارنا ولم يحرك أحد ساكناً، حيث التزمت الأنظمة الرسمية الصمت، أما الملايين فلم نلحظ لها في مشهد الفعلأثر، واقتصر الحراك العربي على تغطيات لبعض مشاهد المواجهات التي تقودها حرائر القدس من "المرابطات" على ثغور الأقصى والمقدسات، وبعض الرجال من كبار السن، الذين لا حول للكثير منهم ولا قوة، أمام جيش جرَّار من العسكر وغلاة المستوطنين. في الحقيقة، كانت الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى مستفزة لمشاعرنا، ومحركة لرغبات كل فلسطيني في الانتقام لكرامة شعبناالمجروحة، والرد على ما قام به الصهاينة من عمليات تدنيس متعمدة لحرمة مقدساتنا وهيبتنا الوطنية. لا شكَّ أن محاولات المستوطنين الصهاينة المتكررة باقتحام المسجد الأقصى، والدخول في مواجهات غير متكافئة مع أخواتنا المرابطات، والحديث عن سياسات لفرض التقسيم الزماني والمكاني بقوة السلاح، قد استفزت كل فلسطيني،فتحرك بيده الحجر والسكين، وانطلق للذود عن العرين، فالقدس في العيون هي نداء الجيل، وصرخة الأبطال الميامين، وقد عقد شعبنا العزم على التضحية من أجلها، ومواجهة المنون،"نفنى ولا تهون". البداية: سكين وحجارة تحملها أبابيل نعم؛ قد تكون البداية في الرد على الصهاينة المعتدين هي الحجر والسكين، وقد تكون بوسائل نضالية أخرى، لم يألفها قطعان المستوطنين ولا جيش المحتلين، لن تكون الاستكانة هي الرد، ولا التسليم بالهزيمة هو الحد، بل سيبقى التحدي هو الاستجابة، وعنوان المشهد الفلسطيني من المهد إلى اللحد. إن اللافت للنظر هو أن هذه التحركاتالشبابية النضالية قد غطت كل الأماكن الفلسطينية في الضفة الغربية، وداخل الخط الأخضر، وفي قطاع غزة، في حراك جماهيري واسع، لا تجيره عناوين ورايات حزبية، وتهدر حناجره بلغة وطنية تطالب المحتل بالرحيل. أوهام المستوطنين: إعادة بناء الهيكل منذ العام 1967م، لم تتوقف أحلام الحاخامات وغلاة المستوطنين - يوماً - عن العمل لإعادة بناء الهيكل المزعوم.. فمنذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس، وآلات الحفر تحت أساسات المسجد الأقصى لم تتوقف، كل ذلك بحثاً عمن يسمونه (قدس الأقداس)، وانتظاراً للساعة التي تنهار فيها أركان المسجد الأقصى، بسبب هذا التخريب الممنهج لمعالمنا الإسلامية، حتى لا يبقى لنا في القدسذكر أو أثر. إن إسرائيل تعتمد سياسة الخطوة خطوة لتهويد المسجد الأقصى، حيث عملت خلال أكثر من أربعين عاماً على الاستيلاء على محيطه التاريخي، الذي يحمل قيمة دينية وأثرية، واستبدالها - بالقوة - بمظاهر يهودية وتلمودية، وفرض سياسة الأمر الواقع في القدس الشرقية، كما تبنت سياسات استعمارية صارمة بهدف تفريغ المدينة المقدسة من سكانها، بحيث يتراجع الحضور العربي؛ الإسلامي والمسيحي، لأدنى مستوياته، ويستمر الزحف الاستيطاني اليهودي داخل المدينة لأعلى منسوب له. لقد اعتقدت إسرائيل - حكومة وحاخامات – بأن الظروف مواتية الآن للقيام بفرض التقسيم الزماني والمكاني داخل المسجد الأقصى، حيث أغراهم حال الفلسطينيينالمنقسمين على أنفسهم، فلكلٍّ أولوياتهالحزبية، من حيث تثبيت أركان وجوده في سدَّة الحكم والسياسة، والمناكفات القميئة قد حرفت بوصلة الجميع عن الوطن والهوية النضالية، فيما العالم العربي له هو الآخر انشغالاته الداخلية أو صراعاته المسلحة مع دول الجوار، أما العالم الغربي فلم يعد يعير القضية الفلسطينية أية اهتمامات، ولديه حساباته ومشكلاته الخاصة، والمتعلقة باحتواء موجات اللاجئين، ومحاربة الإرهاب الذي قد يتهدد بلادهم. كانت الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى في الأسابيع الماضية هي محاولة لجس نبض الحس الديني لدى المسلمين، ومعاينة ردِّ الفعل فلسطينياً وعربياً، فإذا كان الصمت والخنوع هو الجواب، فستبدأ – عندئذ - عملية التقسيم الزماني والمكاني.. لا شكَّ أن حالة الاستسلام والتجخية التي عليها سلطتنا الفلسطينية هي من أسهم بالدرجة الأولى على تشجيع هؤلاء الغلاة من الحاخامات والمستوطنين على تصعيد المواجهة مع جموع المرابطين، وتدنيس أماكن العبادة بوقاحة وعدم اكتراث بمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين. للأسف، لم يكن في وارد العرب والمسلمين النهوض في هبة احتجاج نصرة للفلسطينيين المرابطين داخل ساحات المسجد، وعلى مداخل بواباته التاريخية، الأمر الذي أدى إلى أن يستمرأ هؤلاء الغلاة الصهاينة الأمر، والبدءبممارسة طقوسهم التلمودية وسط أماكننا الدينية، وذلك بأفعالٍ مفادها: "نحن هنا، وعليكم - يا مسلمين - الرحيل"!! وفي أجواء الذل والإهانة واليأس التي عاشها الفلسطينيون في القدس وأكناف بيت المقدس، جاءت بوادر الانتصار للكرامة والمقدسات، فكانت طعنة السكين الأولى، ثم الثانية، والثالثة في أعناق المستوطنين، ومن حولهم من عساكر المحتلين. لتبدأ الهبة الشعبية، ونصحو بعد اشتعالها على انتفاضة للقدس تتشكل من رحم الشهداء والضحايا. ولجيل الشباب رأي آخر: نموت وتحيا فلسطين إن المشاهد التي طالعتنا بها الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء الهبة الشعبية في العديد من المدن والقرى الفلسطينية، كانت بالغة التعبير والتأثير، حيث اصطف الشباب والشابات متشحين بالكوفية والعلم الفلسطيني، فيما الأيدي تملأها الحجارة وتتوعد المحتل الغاصب بالطعن والسكين، في صورة أعادة الروح لانتفاضة أطفال الحجارة التي انطلقت في ديسمبر عام 1987م، وانتفاضة الأقصى عام 2000م. لقد حققت تلك الانتفاضات العزة والكرامة، فرحل الاحتلال عن قطاع غزة في أغسطس 2005م، يجر أذيال الخزي والهزيمة. اليوم هبتنا الشعبية في كل أرجاء الوطن المحتل، وصور الصبايا الماجدات بالكوفية والحجارة، وكل أشكال الشموخ والجسارة، جنباً إلى جنب مع الشباب طلاب الموت والشهادة، هي رسالة قوية للمحتل: لن نركع، ولن نُستذل.. ارحل، ارحل يا محتل. لقد أعجبتني تلك الكلمات لصديقي العزيز د. محمد رمضان الأغا في توصيف هذا الجيل من شباب الهبة الشعبية، بالقول:"إن شبابالانتفاضةالثالثةلهمجاذبيةإعلاميةونفسية خاصة؛لأنكثيرينمنالناسلميتوقعواأنهميحملونفيأرواحهموقلوبهمطاقةوطنيةتفوقمراتومراتماكانيحملهسابقوهممنالثائرين... فتياتتزيدهنألواناللثاموربطتهجمالاً،وفتيانتزيدهمقصةالشعرالأنيقةرونقاً... ويتألقونبالشهادةأنواراً" . الفيس بوك: النبض والرؤية لا يمكن أن نكتب بعيداً عن نبض الألاف من المتابعين للأحداث على شبكة التواصل الاجتماعي، الذين تختزل تغريداتهم – أحياناً – المشهد بأقل الكلمات، وأفضل العبارات. فهؤلاء الذين يتجولون بنصائحهم وآرائهم عبر الشبكة العنكبوتية، ويقدمونها بوعي وحكمة، علينا أن نتلقفها، ونفتح لها فضاءات أخرى، حتى يعمَّ الخير، وتتوسع آفاق المعرفة.. فهذا الصديق الفلسطيني د. على شكشك يكتب لنا من الجزائر، واصفاً قراءته لما يجري من أحداث في القدس، قائلاً: "نتنياهو يذهب بعيداً في كيِّ الوعي... ربما مثل طبيب الأسنان، الذي يلجأ إلى لجم الوجع بإدخال إبرة في العصب؛ العصب الذي يمثّلُ عضو الإحساس بالوجع، ثم يدير الإبرة ويلفّها لكي يحطم العصب، هو يختبر قدرته على قتل الجهاز العصبي للإنسان العربي، وتعويده على تلقي الضربات دون أن يحسَّ بالألم، هذا أسلوب طبي، وأسلوبٌ استعماري، لترتاح الضحية تماماً، وتستمتع في النهاية وتُؤَوِّلَ المشهد لكي لا تُصابَ بالفصام وتأنيب الضمير، هكذا يدفعُ المستعمِرَ غباؤه الذي تشكّلَ ببطء، ورعتْه أيضا ببطءٍ رغباتُه المتخيّلَة وأمانيُّه التي ازدهرت على مر العقود، وهو يرى كلَّ هذه المناعة، وكل هذا الضعفِ الفولاذيّ من أجسادٍ عارية وإراداتٍ مجرَّدة تتمنّعُ على الهزيمة والتدجين، فيتعاظم جنونُه الذي يقودُه إلى فانتازمات أمانيه، فيسلك دربَه ذاك مندفعاً قدريّاً بآلياته القسريّة إلى الدروب التي لا يعرفها هو بتكوينه وبنيته الاستعمارية اللصوصيّة المستعلية، والتي لا يمكن بحكم جيناتها التكوينية النفسية الإدراكية تلك أن تتخيّلَ ميكانزمات الفعل، ولا يمكن أن يدرك جيناتِ مفهومِ الحقّ وصاحب الحق، ولا تكوينه الثقافي ولا كيفية استيقاظ "فوتونات الطاقة" المختزَنة فيه كما تُختزَنُ في الأشجار، ولا كيف تستيقظُ في برهة واحدةٍ فيها النار، تلك هي ربما بعضُ أسرار تأويل كيف يَهزمُ المجرمُ ذاتَه، وكيف أنَّ الجريمة تختزن في طياتها ميكانزمات عقابها وفنائها، كيف يقوده غباؤه "الملازم بقوة الجريمة" إلى نهايته، تلك النهاية التي لا يستطيع أن يتحاشاها بما أنّ الدرب الذي تسلكه المنظومة كامنٌ في جيناتها، وأنْ لا فكاك منها إلا بالتراجع عنها، كيف تتراجع الكروموزومات عن كروموزوماتها؟! هكذا إذن يدفعُ المستعمرَ غباؤه "الذي تشكّلَ ببطء ورعته أيضا ببطء فانتازمات رغباته"... إلى دروب نهاياته . المفكر والناشط الشبابي الأخ أحمد أبو ارتيمة كتب في إحدى تغريداته عن الهبة الشعبية، قائلاً: "ماالذييحدثفيفلسطين؟مايحدثببساطةهوقانونطبيعي،حيث إن شعورالناسبالإهانةوالإذلال،وغيابأيأفقلحلسياسيمعقولمنذسنواتطويلة،لميكنليذهبسدىً،كلهذهالتراكماتكانتتختزنوتتفاعلفيالنفوسفيانتظارلحظةالانفجار..ليسالغريبأنتثورالشعوبعلىالظلموالإذلالوالإهانةبلالغريبأننتوقعغيرذلك.لذلك،أتوقعلهذهالثورةالاستمراروالتفاقمبمقدارماتشبعالشعبالفلسطينيمنمشاعرالألموالقهروالحرمان". أما الأخ العزيز عادل الناطور، فلسطيني مقيم في دمشق، فقد كتب لنابلغة الناصح الأمين، قائلاً: لا يجوز أن تبقى الهبة الشعبية المباركة بلا قيادة موحدة، وبلا برنامج سياسي صلب، وبلا فعاليات تشمل الشعب كله.. نتمنى هذه المرة أن لا تصدق عبارة "أن الشعب والمناضلين والمجاهدين - دائماً - متقدمون على قيادتهم السياسية"، لأنه بصراحة شديدة غالباً ما كان السياسيون عبئاً على الشعب، وسبباً في إهدار وعدم استثمار التضحيات والبطولات الشعبية كما يجب وكما ينبغي. من أجل ذلك كله، لا يجوز أن يترك الشباب الأبطال في الميدان وحدهم، صحيح أنهم يسطرون ملاحماً تقض مضاجع العدو، وتكشف زيفه وإجرامه أمام العالم كله. ولكن في المقابل أين المستوى السياسي الذي يجب أن ينهض ليحمي ظهر الشباب، ويقوي عزيمتهم. وهذا كله يستدعي فوراً أن تتشكل قيادة سياسية موحدة، تتبنى وتدعم وتطور هذه الهبة الشعبية المباركة، وتعلن نهاية الانقسام البغيض إلى غير رجعة، وأن ساحة المواجهة هي الأرض الفلسطينية كلها، وبدون ذلك هناك خوف حقيقي من أن تذهب نضالات هؤلاء الأبطال وتضحياتهم العظيمة أدراج الرياح، أو أن يكون المردود السياسي لهذه الهبة المباركة لا يرتقي إلى مستوى تضحياتهم". أما الأستاذ داود الديك فقد قال في تغريدته: "الآن.. وفي هذه المرحلة، يقاس كل شيء بميزان الذهب. كل حركة، وكل خطوة، وكل فعل له أهميته، وينبغي أن يكون محسوباً بدقة. هذا الفعل الوطني والشبابي - تحديداً - مطلوب حمايته، وصيانته بسياج من المسؤلية العالية والوعي الوطني.. فلندع أي شيء آخر جانباً، كلنا مع الوطن، وللوطن نحو الحرية والاستقلال". وفي تغريدة للصديق العزيز د. باسم نعيم، تحت عنوان (لا تساعد عدوك)، جاء فيها الآتي: "نحن نتعامل مع عدو شرس، ومجتمع دولي ظالم، وهذه الجولة من المقاومة لن تكون الأخيرة، وصراعنا مع العدو على كسب المجتمع الدولي، بكل مكوناته (دول وشعوب ومؤسسات وشخصيات) ركن مهم من أركان الصراع، وتحقيق الأهداف الكبيرة، وحيث إن كثيراً من أنصار الحق الفلسطيني لا يؤمنون بالضرورة بكل ما نؤمن به، فإن بعض السلوكيات والصور والفيديوهات، قد يكون ضررها على مقاومتنا الطاهرة والنبيلةأكبر بكثير من نفعها... معركتنا تحتاج الحكمة والحذر والنفس الطويل". لقياداتنا وفصائلنا السياسية: تعلموا الدرس في الانتفاضة الأولى أخفقنا أن نبني جسماً واحد لإدارة الانتفاضة والإشراف عليها بطريقة فاعلة، فكانت هناك أكثر من قيادة، وتعددت أشكال الحراك والفعاليات، والتناقض – أحياناً - في البيانات، حيث كانت كل جهة أو جبهة تحاول إبراز وجودها،من خلال التركيز على أحداث بعينها، ومناسبات تحمل صبغة معينة وعناوين محددة. لقد أذهب الخلاف الكثير من خيرية فعل الانتفاضة، وأوقعنا فيما معه ذهبت ريحنا وتبددت الطاقات. اليوم، كل الأصوات تنادي قادة التيارات والفصائل الحزبية والتنظيمات بوحدة الموقف الفلسطيني، والابتعاد عن الشعارات والمواقف التي تبعدنا عن الهدف وتباعد بيننا. إن على فصائل العمل الوطني والإسلامي أن تجتمع، وأن تتفق على رؤية وطنية واحدة،تحدد مسار المرحلة القادمة وترسم استراتيجيتها، وحجم الفعل والتصعيد المطلوب، بحيث لا نعطي الدنية في أمر مقدساتنا وحقوقنا الإنسانية والوطنية، وأن نقطع دابر الحاخامات والمستوطنين، بحيث ألا يعودا إلى اختبار ردات فعل الفلسطينيين، دفاعاً عن مقدساتهم، وكرامة حرائرهم المرابطات داخل المسجد الأقصى. حتى اللحظة، يبدو أن أداء فصائل العمل الوطني والإسلامي هوبحجم الأمل وعلى مستوى المسئولية، وهي بمواقفها الوطنية تمنح الشباب دفعة قوية، في مشهد شدِّ الأزر وارتفاع المعنويات، ويظهر من طبيعة الأداء أنها قد تعلمت الدرس، وينطبق على فعلها المثل القائل: "كلنا يدٌ واحدة كي ينجح الجميع". لقد أعجبتني تلك التعابير الراقية، والكلمات ذات الدلالة الرسالية العالية للفنان الفلسطيني قاسم النجار، في رائعته الموسومة: "تعرف شو يعني انتفاضة"، والتي تشكل أبجدية نضالية، ومفتاح لحراكنا الثوري،أتمنى على قادة العمل الوطني تكرار الاستماع لها؛ لأنها تمثل بمعانيها ودلالاتها "وثيقة عهد"، إذا تمَّ العمل بمقتضياتهاتحققت الغاية بما نسميه اليوم "انتفاضة القدس"، وملحمة الدفاع عن الأقصى والكرامة الفلسطينية. ختاماً: تذكروا.. في القدس قد نطق الحجر لعل أخطر ما في المواجهة الدائرة حالياً هي أبعادها الدينية، فالقدس هي عنوان لا يخطئ طبيعته بشر، وتحركات الحاخامات والمستوطنين تغذي هذه الأبعاد يوماً بعد يوم، وهؤلاء الشباب الذين يذودون عن حياض الأقصى بعزة وكرامة ليس هناك ما يخسرونه، وهذه المواجهات المفتوحة على مصراعيها هي الطريق للشهادة دفاعاً عن الأقصى وتحريراً للمقدسات، وهي رسالة إلى كل الحاخامات والمستوطنين بأن مصيركم الذبح بالسكين، فالقدس عروس عروبتنا، ولن يبقى لكم إذا استعرت ساحتها من وجود أو أثر. |