نشر بتاريخ: 14/10/2015 ( آخر تحديث: 14/10/2015 الساعة: 17:11 )
غزة- معا - اعتبر سياسيون اليوم الاربعاء أن الهبة الجماهيرية في الأراضي الفلسطينية تشكل مكسباً وسنداً قوياً للقيادة وتكشف عن حيوية الشارع ونضوجه الفكري والوطني.
وقال السياسيون خلال لقاء سياسي نظمه تحالف السلام حول المستجدات على الساحة الفلسطينية وسبل الخروج من الحالة الراهنة بمشاركة ممثلي الفصائل وشخصيات وكتاب و محللين وبالشراكة مع مؤسسة ألوف بالمة السويدية :"إن الوقت الآن مهيأ لإنهاء حالة الانقسام السياسي وتجسيد الوحدة وأضاف المتحدثون انه لا مبرر للقيادات الاستمرار في الانقسام وعدم التوصل إلى حل ينهي هذه الحالة التي أثقلت كاهل الشعب وزادت من أوجاعه".
وحذر المتحدثون من مغبة إقدام البعض على تجيير هذه الحالة لمصلحته الحزبية وتجاوز المصلحة الوطنية.
وتحدث خلال اللقاء كلا من طلال عول الكاتب والمحلل السياسي والدكتور وجيه أبو ظريفة الكاتب والمحلل السياسي والدكتور إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية .
من جانبه قال طلال عوكل :"اننا امام هبة وليس امام انتفاضة"، مؤكداً ان الرئيس محمود عباس كان يريد هبة وتحرك شعبي ليؤكد ما جاء في خطابه في الأمم المتحدة ويكون له مصداقية.
وأكد ان الهبة كانت مطلوبة وهناك امكانية للسيطرة عليها، سيما وان عقل القيادة الفلسطينية غير ذاهب على مربع الاشتباك المفتوح.
وقال عوكل في كلمة له :"ان التجاهل الدولي للقضية الفلسطينية اثر على موقف الرئيس عباس وهذا ما دفعه الى التصعيد في خطابه:"، متوقعاً حدوث تغيير بعد الهبة وهذا مرتبط بالتحرك الدولي.
وأضاف "ان الطرفين حريصين على عدم الانتقال إلى مرحلة الصراع المفتوح، رغم ان كل الخيارات مفتوحة بالنسبة لاسرائيل للتعامل مع الواقع الحالي في وقت أن السلطة معنية بإنهاء الهبة بدون تدمير وتخريب".
ودعا عوكل إلى وضع التزامات على الأمريكيين والرباعية الدولية ضمان الوصول إلى مرحلة تفاوضية مسقوفة بسقف زمني وتحقيق المطالب الفلسطينية.
بدوره قال ابو ظريفة" ان نتائج الحرب الأخيرة شجعت نتنياهو على المزيد من التطرف وإدارة الظهر للحل ظناً منه انه حقق انتصاراً واستبدال الحل السياسي ببعض المزايا الاقتصادية لسكان الضفة الغربية".
وأضاف ابو ظريفة في كلمة له" ان الشعب الفلسطيني وصل إلى استنتاج باستحالة الوصول لحل سياسي مع إسرائيل من خلال المفاوضات سيما مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما دفع المواطنين إلى التمرد والانخراط في الهبة الشعبية".
وقال ابو ظريفة "ان الهبة أكدت على الفشل الاستخباري الإسرائيلي لعدم قدرتها على مواجهة الهبة والسيطرة عليها وتوقع حدتها سيما قيام العديد من الشباب بتنفيذ عمليات من داخل وفي القدس".
وأكد ابو ظريفة ان إسرائيل تدرك ان عمليات الإعدام التي تمارسها ضد المنتفضين لا يمكن ان تنهي الهبة والانتفاضة.
وأضاف "ان الحالة أصابت الشارع الإسرائيلي بالإرباك لان الأحداث والعمليات الفردية وصلت إلى العمق الإسرائيلي"، مبيناً ان زيادة حدة الرد الإسرائيلي سيقابله تأجيج للانتفاضة واتساع رقعتها.
وأكد ابو ظريفة أن الهبة الشعبية أثبتت ان كل المستوطنين في الضفة في خطر شديد ولا يمكن لهم ان يرتاحوا وهم يغتصبوا أراضي الفلسطينيين.
وأشار إلى أن إسرائيل تخشى توسع الانتفاضة وتطويرها إلى حد استخدام السلاح ومشاركة الأجهزة الأمنية في الانتفاضة وفي الدفاع والتصدي لهجمات المستوطنين.
وقال ابو ظريفة :"يجب عقد الإطار القيادي ل م ت ف وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني ووقف الحملات الإعلامية والتراشق الإعلامي ".
وفي كلمة له قال أبراش :"إن الشعب الفلسطيني في حالة حرب ومواجهة مستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الوتيرة تعلو وتخفض بين الحين والآخر".
وأشار إلى أن الارباك يتملك الأحزاب السياسية لعدم قدرتها حتى الان لوضع رؤية إستراتيجية لإدارتها والتعامل معها سيما وانها انطلقت بدون مقدمات و قرارات.
وأضاف ان ما يميز الهبة الحالية انها انطلقت من القدس وأراضي الـ48 حيث لا توجد سلطة وطنية، معتبراً ان الاحداث الحالية تختلف عن الانتفاضتين السابقتين على الصعيد المحلي والعربي والدولي.
واضاف ابراش ان الانتفاضة حققت الكثير واهم ما ميزها انها انطلقت بشكل متزامن في كل المناطق كما ان اسرائيل تخشى انتفاضة ستة مليون فلسطيني يعيشون على ارض فلسطين.
وقال ابراش إن الانتفاضة الحالية انطلقت من اجل تحقيق أهداف، ويجب ان يكون لها عنوان.
وعبر عن خشيته على الانتفاضة من مناكفات داخلية قد تحدث في كل لحظة، اضافة ضغوط عربية تمارس من اجل اخمادها كما حصل مع انتفاضة 1936، مطالباً برؤية عقلانية للانتفاضة من حيث الأدوات المستخدمة ومن حيث الأهداف.