|
كيف لنا أن نشيد كرة قدم فلسطينية حقيقية بقلم - خالد القواسمي
نشر بتاريخ: 06/10/2007 ( آخر تحديث: 06/10/2007 الساعة: 12:40 )
بيت لحم - معا - الرياضة الفلسطينية في تراجع رغم التطور المنقطع النظير في الساحات الدولية ،الا ان ساحتنا الكروية الفلسطينية تواجه العديد من المشاكل بالرغم من وجود الكفاءات البشرية الهائلة ،فكيف لنا ان نبني ونشيد الكرة الفلسطينية كي نصل ونسمو بها لتدخل دائرة المنافسة العربية على اقل تقدير ،فالفارق بيننا وبين أشقاءنا في المجال الكروي متسع ولا مجال للمقارنه الا ما ندر من الدول العربية التي تفتقر الى نظره شمولية في مجال التخطيط والبرمجه كما هو حالنا ،لهذا اجد بان اولى خطوات التطور الكروي يبدأ بالعمل على ايجاد دخل مادي للاندية الرياضية ومن ثم يأتي التخصص بالتدريج،والا فستبقى الكرة الفلسطينية دون المستوى المطلوب ،مادام المسؤولين عن مقدرات الاندية الفلسطينية يتسولون لانديتهم ،فالمطلوب من الحكومة الفلسطينية بالدرجة الاولى رفد الاندية بالدعم المادي وبميزانيات ومخصصات مالية ثابته سنويا وعلى قدر كاف ،كي نتمكن من القول باننا بدأنا بالزرع فمن هنا المنطلق للمنافسه ،واجزم بان مستقبلا جيدا سيتحقق اذ ما تغلبنا على هذه المعضله التي تعاني منها جميع انديتنا واتحادتنا الرياضية.والخطوات الاخرى التي يجب اتباعها لبناء قاعده رياضية قوية نتطلع الى اقامة مراكز رعاية للشباب الناشىء لا بطريقة العمل العشوائي ،ومن اهم النقاط اعادة الدور الرئيسي للنشاط الرياضي المدرسي التنافسي بدلا من ارتكان المدارس على اللاعب الجاهز المعد من الاندية ،وبمقدورنا ايضا العمل على صقل المدربين بافادهم في دورات مكثفة ومتواصله لتعلم أصول التدريب ،حيث ان اكثر الخرجين من كليات التربية الرياضية تنقصهم الخبرة العملية الميدانية ،وعلى الاندية الاعتماد على الكشافين الكرويين لمتابعة فرق الحواري والساحات الشعبية التي تعج بالموهوبين ،وهذا يتطلب وضع ميزانية خاصة لكشاف للبحث والتجوال في الحواري واستقطاب المهارات وصقلها. ومن الملاحظ ايضا وجود اخطاء تمارسها الاندية بحق قطاع الناشئين حيث تزج بهم في التدريبات مع الفرق السنية الكبيره وهذا ربما يؤثر على وضعيتهم ،فيجب العمل على التخصص لكل فئة بايام التدريب والعناية بهم اكثر وتقديم الخدمات التطويرية لهم والمكافئات التشجيعية وتثقيفهم رياضيا وعلميا وتعريفهم بمواد القانون الرياضي بالاضافة الى تأمين نظام غذائي حسب الاصول وما يحتاجه لاعب الكرة.وبكل تأكيد بأن انديتنا هي السبب لاهمالها الصغار لجريها وراء تسجيل منجزات ونتائج للشهرة فقط ،لذا نرى أن أنديتنا وخاصة الكبيرة لا تهتم بالقاعدة وتعتمد الى جلب اللاعب الجاهز من الاندية الصغيرة وهنا يقع الخلل بعينه ،فعلى وزارة الشباب والرياضة واتحاد الرياضة للجميع تقع مسؤولية كبيرة للعمل على فتح وانشاء مراكز في الاحياء الشعبية ومراقبة اداءها وعملها عندئذ باستطاعتنا بناء قاعده رياضيه كبيرة الحجم من الجيل الناشىء يرفد الاندية ويغذيها بالاعبين الصاعدين ذوي كفاءة عاليه اضافة الى دعم دوري المدارس خلال العام الدراسي وليس الاعتماد فقط على اقامة دوري تنشيطي وتعبئة السجلات ،انما الاهتمام وتحفيز مدربي التربية الرياضية من قبل الاندية كونهم هم الاساس في اكتشاف المواهب وهذا يتطلب ايضا دعم المدرسين في المجال الرياضي بزيادة رولتبهم وتشجيعهم للالتحاق بالاندية ،وبالعودة لفرق الحواري لابد للاندية من تعزيز دور مسؤولي فرق الحواري وتقديم الدعم لهم لكي يقدموا ما عندهم ،لعلنا نتفق بان دوري المدارس منذ عهد الانتفاضة الاولى قد فقد رونقه ولم نعد نسمع به كما كان في السابق حيث كان لا يقل في مستواه يضاهي الفرق الكبيرة من الاندية وكان يحظى بشعبية جارفة ومتابعه من الجمهولر الرياضي بجميع مستوياته وجميعنا يعلم بأن نجوم الاندية في السابق قد تم اكتشافها عن طريق الفرق المدرسية على عكس الحاصل في هذه الايام ،ولا ننسى ضرورة اقامة دوري الحواري ومراقبته من لجان فنية رياضية ،فالقاعده الناشئة هي اساس التطور الكروي ،ولكن كيف يمكن الاستفادة منها ،فالامر ليس بالحال الصعب ووجب علينا تطوير الجيل الناشىء بتعليمهم ابجديات الكرة ،واسس التعامل معها والانضباط واحترام مواعيد التدريبات وتعويدهم على مواعيد النوم وما يتطلبه اللاعب من غذاء واهميته لاعب واراحته نفسيا ،فالمطلوب تعاون من الجميع فوزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية والاندية والاتحادات ووزارة التربية والتعليم جميعهم قادرون على النهوض بالكرة الفلسطينية اذ ما تم وضع خطط مستقبلية شامله تطبق على مراحل مدروسة من خلال العمل المشترك والترابط بينهم فالكرة الفلسطينية انحدر مستواها منذ امد طويل وبالتحديد منذ عهد الانتفاضة الاولى المباركة بشكل غير مسبوق لعدم وجود اهتمام بالقاعده الناشئة والصراعات الداخلية للاندية والاحادات ودخول الحزبية السياسية لاروقة الاندية ،فعلينا العمل والاعتماد على رفع الحس الوطني لا على الحس الذاتي والفئوي والمتمثل بلغة الانا واللغة الفصائلية السياسية ،فلنتدارك الوضع ولنكن منتجين لوطننا ولشبابنا الرياضي ولنعمل على البناء بمهنية وصدقية عالية والتحدث بلغة الجماعه بدلا من الفردية والشخصنة والفئوية .
|